يخوض مسلحون اسلاميون قتالا عنيفا ضد قوات الجيش السوري في محافظة اللاذقية في مناطق قريبة من مسقط رأسد عائلة الرئيس بشار الاسد وذلك بعد مكاسب حققتها قوات المعارضة على مدى اسابيع في شمال غرب البلاد. وسعى مقاتلو المعارضة في السابق الي نقل معركتهم التي بدأت قبل أربعة أعوام للاقتراب من المناطق الساحلية في اللاذقية التي تسيطر عليها قوات الحكومة حيث معقل الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الاسد. وأبلغ مصدر بالجيش وكالة الانباء السورية الرسمية أن مقاتلات قصفت مخابيء للمتمردين في ريف اللاذقية الشمالي وأن "العشرات سقطوا بين قتيل وجريح" واللاذقية هي الميناء الرئيسي في سورية وهي واحدة - الى جانب العاصمة دمشق - من أهم المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية. وجرت الاشتباكات بعد تقدم جماعة أحرار الشام وجبهة النصرة جناح القاعدة في سورية ومقاتلين متحالفين في محافظة إدلب المجاورة. كيري: بشار مشغول بقتل شعبه وتدمير بلده ولا مستقبل سياسياً له منطقة الأناضول تحتضن تدريبات أميركية وتركية مكثفة لمتطوعين سوريين وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان إن معارك اللاذقية بدأت بهجوم شنه الجيش السوري الخميس بالتحالف مع ميليشيات محلية بغرض طرد قوات المعارضة من المحافظة حتى يتمكن الجيش من التقدم واستعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في إدلب. وقال المرصد الذي يجمع المعلومات من شبكة مصادره على الارض إن خمسة على الاقل من قوات المعارضة قتلوا وعددا غير معروف من الجانب الموالي للحكومة. وقال مصدران بقوات المعارضة إن القتال في اللاذقية يدور قرب جبل الاكراد بالقرب من أعلى القمم الجبلية في سورية -ومن بينها النبي يونس- التي تطل على قرى علوية وقريبة من القرداحة مسقط رأس عائلة الاسد. وقال قائد ميداني بحركة أحرار الشام وهي جماعة اسلامية بالمعارضة المسلحة مقرها إدلب عبر سكايب "الاستيلاء على القمم الجبلية سيجعل القرى العلوية في مرمى نيراننا". وقال مدير المرصد السوري إن الجيش يريد تأمين الوادي والقمم الجبلية حتى يتقدم صوب بلدة جسر الشغور التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في محافظة إدلب قبل أسبوع. واستولى مقاتلو المعارضة على مناطق استراتيجية في الجنوب وفي محافظة إدلب الشمالية الغربية ليصبحوا أكثر قربا من اللاذقية. وفي أغسطس 2013 تمكن مسلحون اسلاميون بمساعدة مقاتلين اجانب من السيطرة لفترة قصيرة على قرى تسكنها الاقلية العلوية. وقال التلفزيون السوري أمس الجمعة إن وحدات الجيش استهدفت "جماعات ارهابية" في شرق وجنوب ريف إدلب وقضت على عدد كبير منهم ودمرت أسلحتهم وذخيرتهم. ويقول دبلوماسيون ان مقاتلي المعارضة يحاولون الضغط على قوات الجيش المرهقة في أكبر عدد ممكن من الجبهات لإنهاكها أكثر واجبارها على نشر مواردها بشكل أوسع بما يضعف قوتها. المعارضة تحاصر جنود النظام ذكر نشطاء أن كتائب إسلامية سورية تحاصر نحو 150 جنديا من الجيش السوري ومدنيين في مستشفى بشمال غربي سورية. ويقع المستشفى في الضواحي الجنوبية لمدينة جسر الشغور. وقال رامي عبدالرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن حصار مبنى المستشفى الوطني لايزال مستمرا. وأضاف أن "اشتباكات دارت في المنطقة طوال يوم الخميس بين المتمردين والجنود المحاصرين". وقالت منار عبد الرزاق، وهي ناشطة من إدلب، لوكالة الأنباء الألمانية إن معظم الذين كانوا في المستشفى هم من قوات النظام وليسوا مدنيين". من ناحية أخرى، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر عسكري القول إن مجموعة من وحدات الجيش نفذت عملية عسكرية في ضواحي جسر الشغور وبالقرب من المستشفى عند المدخل الجنوبي للمدينة. وأضافت أن "عشرات الإرهابيين قتلوا في الهجوم" دون ذكر المزيد من التفاصيل. تدريب أميركي وتركي للمعارضة ذكر تقرير صحافي ان نحو 123 جنديا أميركياً وصلوا مع اسلحة الى تركيا في اطار برنامج تدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة. ويتم حاليا نقل الاسلحة الى قاعدة انغلرليك في محافظة أضنة جنوب تركيا، حسبما ذكرت صحيفة "حريت" التركية في موقعها الالكتروني أمس الجمعة. وقالت الصحيفة انه تم نشر 83 من الجنود الأميركيين في قاعدة انغلرليك بينما تم نقل 40 اخرين الى قاعدة هيرفانلي في محافظة كير شهير في منطقة الاناضول وسط البلاد. ووفقا لمذكرة تفاهم وقعها السفير الأميركي لدى انقرة جون باس ووكيل وزارة الخارجية التركية فريدون سينيرلي اوغلو في التاسع عشر من شهر فبراير الماضي، سوف تقدم انقرة عددا مساويا من المدربين للعمل الى جانب نظرائهم العسكريين الأميركيين. دعوات لإنشاء "مناطق آمنة" دعا رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجة واشنطن الخميس الى المساعدة في اقامة مناطق امنة داخل سورية في المناطق التي يسيطر عليها المسلحون. واثناء لقائه مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري في مبنى الخارجية الاميركي، شكر خوجة الولايات المتحدة لتقديمها اكثر من 3 مليارات دولار كمساعدات للشعب السوري منذ اندلاع اعمال العنف في 2011. وقال الخوجة انه اطلع كيري "على اخر التطورات السياسية والعسكرية". واضاف "نحن هنا ايضا لنطلب مساعدة الولايات المتحدة في اقامة مناطق امنة في المناطق المحررة". وتقاتل المعارضة المعتدلة المدعومة من الولايات المتحدة وحلفائها للاطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الاسد في معركة اعترف كيري انها "صعبة". الا ان كيري قال ان "الرئيس الاسد فاقد الشرعية، وهو ليس جزءا من مستقبل سورية ولذلك يجب ملاحقته قضائيا على الجرائم التي ارتكبها ضد الشعب السوري". وسيشارك وفد من الائتلاف السوري المعارض في مناقشات تجري في جنيف الاثنين يجري خلالها مبعوث الامم المتحدة الى سورية ستافان دي مستورا محادثات منفصلة مع الاطراف المتنازعة في سورية. وقال كيري ان الوضع في سورية "لا يمكن ان يستمر بهذا الشكل، وهو كارثي، وله تاثيرات كبيرة على كل من المجتمعات المحيطة" حيث أن ثلاثة ارباع الشعب السوري اصبح مشردا الان. واضاف ان نظام الاسد "فقد كل شعور بالمسؤولية"، مضيفا انه يجب ان يحدث انتقال "الى حكومة تمثل جميع افراد الشعب ويمكنها ان تصلح هذا الضرر غير العادي". وقال ان "الاسد انشغل بتدمير بلاده من اجل مصالحه الخاصة"، مضيفا ان الاسد "يستقطب الارهابيين" مثل تنظيم داعش الذي سيطر على جزء من البلاد. واضاف "لدينا امل كبير انه في الايام القليلة المقبلة سيتمكن الناس من العثور على طريق جديد لاستعادة الطبيعة المدنية الموحدة لسورية وسيتمكنون من وقف هذه الكارثة الانسانية الاستثنائية". إدانة لقصف مخيم اليرموك دانت الولايات المتحدة بشدة القصف الذي شنه النظام السوري على مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق. وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامانثا باور في بيان لها الليلة الماضية إن "قصف نظام الأسد الجوي الأخير على مخيم اليرموك يهدد الآلاف من المدنيين المحاصرين في المخيم ويعرقل جهود وكالات الإغاثة الانسانية لتقديم المساعدات لهم"، معربة عن قلقها إزاء التقارير التي وردت حول الاشتباكات العنيفة الجارية في المخيم. وشددت على ضرورة رفع النظام السوري الحصار عن مخيم اليرموك والسماح لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا والشركاء الآخرين في المجال الانساني بالوصول الفوري وغير المقيد إلى المحتاجين سواء في مخيم اليرموك أو في الأحياء الأخرى المحاصرة.
مشاركة :