أعلنت الحكومة الإيرانية، اليوم الاثنين، أنه بإمكان ناقلة النفط البريطانية- ستينا إمبيرو التي احتجزتها إيران في 19 يوليو- المغادرة، فيما نقلت وكالة «فارس»، لسان حال الحرس الثوري، أمس الأحد، عن مسؤول بحري إيراني قوله: إنَّ «الناقلة البريطانية سيُفرج عنها قريبًا». واحتجزت قوات الحرس الثوري الإيراني الناقلة في مضيق هرمز بزعم «ارتكابها مخالفات بحرية»، بعد أسبوعين من احتجاز بريطانيا ناقلة إيرانية قبالة سواحل منطقة جبل طارق، والإفراج عنها لاحقًا في أغسطس الماضي. وقال مراقبون: إنَّ لهجة التصعيد البريطانية، مؤخرًا، واستخدامها «العين الحمراء» في تهديد طهران مباشرة، دفعت طهران إلى التراجع؛ حيث اتهم رئيس الحكومة البريطانية، بوريس جونسون، إيران بالمسؤولية عن الهجمات التي تعرَّضت لها شركة أرامكو. وقال جونسون: إنَّ بلاده «ستعمل مع الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين لتحديد رد مشترك»، وأنه «من المرجَّح جدًا حقًا أن تكون إيران مسؤولة فعلًا.. سنعمل مع أصدقائنا الأمريكيين وأصدقائنا الأوروبيين لوضع رد يحاول وقف تصعيد التوترات في منطقة الخليج...». وسئل جونسون عمّا إذا كانت بريطانيا تستبعد القيام بعمل عسكري فقال: «سنراقب عن كثب اقتراح الولايات المتحدة.. بوضوح، إذا طلب منا سواء من السعوديين أو من الأمريكيين أن يكون لنا دور سنبحث أي الطرق التي يمكن أن نكون مفيدين بها». وكان مدير عام الموانئ والملاحة البحرية في إقليم هرمزجان، مراد عفيفي بور، قد أكد أن «الناقلة البريطانية ستينا إمبيرو، ستبدأ تحركها من الميناء»، وأن «عملية خروجها من المياه الإقليمية الإيرانية قد بدأت». وقال الرئيس التنفيذي للشركة السويدية المالكة للناقلة، إريك هانيل، إنه «سيجري الإفراج عنها في غضون ساعات.. تلقينا معلومات صباح اليوم بأنهم سيفرجون عن السفينة ستينا إمبيرو على ما يبدو في غضون ساعات.. نفهم أنه تم اتخاذ القرار السياسي للإفراج عنها». وكانت بريطانيا قد طالبت إيران بـ«الإفراج الفوري عن الناقلة، وعن باقي أفراد طاقمها»، وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية: «احتجاز إيران بشكل غير مشروع لسفينة داخل ممر مائي معترف به دوليًا أمر غير مقبول ويقوض القانون الدولي». وفيما اتهم رئيس الحكومة البريطانية، إيران بالمسؤولية عن هجمات أرامكو، فقد أوضح مسؤول حكومي أن «إعلان جماعة الحوثي مسؤوليتها عن الهجمات أمر لا يمكن تصديقه؛ لأن حجم وحنكة ومدى تلك الهجمات لا يتوافق مع إمكانيات تلك الجماعة...». وكانت وزارة الدفاع السعودية قد أعلنت، الأربعاء الماضي، أنّ الهجمات التي استهدفت منشأتي أرامكو «جاءت من الشمال، بدعم من إيران»، وقال العقيد تركي المالكي، المتحدث باسم الوزارة: «المملكة تؤكد قدرتها على الدفاع عن أراضيها». وعرضت الوزارة صورًا لبقايا صواريخ استهدفت معملي أرامكو في البقيق وهجرة خريص، مؤكدة: أن لديها «أدلة على تورط إيران في أعمال تخريب في المنطقة عبر وكلائها»، وأكد العقيد المالكي، امتلاك السعودية أدلة على الهجوم لم ينطلق من اليمن. إلى ذلك، زعم الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الاثنين، أن «العقوبات الأمريكية الجديدة، التي استهدفت البنك المركزي الإيراني للمرة الثانية، تشير إلى يأس الولايات المتحدة الأمريكية في وجه المقاومة الإيرانية...»!! وفرضت الولايات المتحدة يوم الجمعة مجموعة جديدة من العقوبات على إيران، استهدف بعضها البنك المركزي الذي أُدرج اسمه بالفعل على قائمة سوداء، وذلك بعد هجمات على منشأتي نفط سعوديتين يوم 14 سبتمبر وألقى مسؤولون أمريكيون باللوم فيها على طهران. وقال روحاني: «الوضع أصبح متفاقمًا في المنطقة.. سنقدم خطة لإحلال السلام في المنطقة، تحت مسمى الأمل- مبادرة السلام في مضيق هرمز- خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع».
مشاركة :