كتب - حسين أبوندا : يواصل عددٌ من سائقي الشاحنات وسيارات النقل التعدّيات على الحياة البرية بتحويلهم الأراضي الفضاء في الكثير من المناطق البرية وغيرها من المناطق إلى مكبّات للمُخلفات، ومن بين هذه المناطق منطقة أبا صليل، وتحديدًا المساحة الواقعة خلف مدينة بروة البراحة، والتي يعمد الكثيرون من سائقي الشاحنات إلى التخلص فيها من حمولات المُخلفات. ورغم قيام وزارة البلدية والبيئة بإزالة أطنان المُخلفات من المنطقة، يواصل قائدو الشاحنات إلقاء حمولات المخلفات.. ورصدت عدسة الراية وجود مُخلّفات «الفلين» القابلة للاشتعال في المنطقة والتي يلقيها السائقون غير آبهين بما تسبّبه من أضرار بالبيئة، وتشويه للمنظر الجمالي للمدن والمناطق المُختلفة. كانت الراية رصدت العام الماضي وفي نفس المنطقة نوعَين من المخلفات، أحدهما مواد غذائية مُنتهية الصلاحية، والآخر مواد سائلة يشتبه بأنها كيميائية، حيث كانت الأرض مغطاة بمادة صفراء ساهمت في تدمير الروض والنباتات البرية بالمنطقة. وبناء على شكوى من أحد المُواطنين توجّهت الراية إلى المنطقة مرّة أخرى، وقال: إن الموقع المذكور تحوّل مرة أخرى إلى مكب للمخلفات، وخاصة مخلفات «الفلين» القابلة للاشتعال، والتي تلقيها الشاحنات وسيارات النقل بالأكوام دون اكتراث للأضرار البيئية التي يمكن أن تتسبّب بها. وأضاف: على وزارة البلدية والبيئة الكشف عن المصنع المسؤول عن صناعة هذا النوع من المواد أو شركات المقاولات التي تستخدم هذه المادة بهدف الوصول إلى المتسبّبين في هذه المخالفة، فيحتمل أن تكون تلك المخلفات عبارة عن زوائد يقوم المصنع بالتخلص منها في هذه المنطقة، وهناك احتمال آخر بأن تكون مواد ناتجة عن عمليات هدم لمخازن، لا سيما أن هذا النوع من الفلين يستخدم كعوازل حرارية يتمّ وضعها بين طبقتَي «الشينكو». ودعا المواطنون إلى إزالة تلك المخلفات في أسرع وقت ممكن، مؤكدًا أنّها مواد قابلة للاشتعال ويمكن أن تتسبب بمشاكل بيئية في حال احتراقها، فضلًا عن احتمالية تأثيرها على التربة والغطاء النباتي في تلك المنطقة، كما أنّ وجودها يشوّه المظاهر الحضارية، ويؤكّد على القصور الواضح للجهة المعنية التي لا تقوم بدورها على أكمل وجه في إزالة تلك المخلفات، والاهتمام بنظافة المناطق البرية. واقترحوا تركيب كاميرات مراقبة في هذه المنطقة لرصد المخالفات واتخاذ الإجراءات القانونية لردع المخالفين، نظرًا لتكرار حوادث التخلص من المخلفات فيها بهدف رصد المخالفين واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم مع العمل على تركيب لوحات تبين خطورة الاستمرار في هذا الفعل وتنبيه سائقي الشاحنات بأن الموقع مراقب بالكاميرات. وطالبوا بضرورة قيام وزارة البلدية والبيئة بإطلاق حملات توعوية موجهة بالعديد من اللغات في وسائل التواصل الاجتماعي وأماكن تجمّعات سائقي الشاحنات وسيارات النقل في المنطقة الصناعية، فضلًا عن العمل بصورة جادة لإطلاق تحذيرات شديدة اللهجة لمن يقوم بهذا الفعل الذي يُعتبر تعديًا صريحًا على البيئة القطرية، ويتسبّب في خسائر مادية نظرًا لأن عمليات إزالتها تتحملها وزارة البلدية والبيئة. الراية رصدت بالصورة الكَميات الكبيرة من تلك المخلفات والتي تمّ التخلص منها على امتداد عدة كيلو مترات في المنطقة الواقعة خلف مجمع بروة البراحة، ويستطيع الزائر مُلاحظة ضعف الرقابة البلدية على هذا الموقع القريب من الدائري السابع، وبالتحديد من الجسر المؤدّي إلى بروة البراحة.
مشاركة :