قبل طرح أحدث أفلام النجم الأمريكي براد بيت «أد أسترا» في دور العرض السينمائية حول العالم، خرج «بيت» ليتحدث عن علاقة فيلمه بحركة «مي تو» الداعمة لحقوق النساء في مواجهة الانتهاكات الجسدية حول العالم، وعن نمطية أفلام الفضاء ووقوعها في فخ انعدام المساواة. وأوضح «بيت» تفاصيل دوره في فيلم «أد أسترا»، إذ يلعب دور رائد الفضاء روي مكبرايد، الذي يواجه مشاكل مع والده لكنه يضطر لمواجهة هذه المشاكل والقيام برحلة استكشافية أخرى لكشف غموض اختفاء والده. ومن خلال قصة الفيلم يتطرق صناعه إلى مشاكل اجتماعية كثيرة مؤثرة حالياً، إذ كشف «بيت» أن الفيلم يناقش فكرة الذكورية السامة وتأثيرها على الرجال والمجتمع بشكل عام. وقال: «لقد كبرنا في عصر يعلمنا أهمية أن نكون أقوياء، وألا نظهر ضعفنا كي نجني الاحترام، هذا هو تعريف الذكورية السامة». ويحاول الكاتب ستيف روز في مقال له بصحيفة «الجارديان» البريطانية تحليل تصريحات براد بيت والتوصل إلى أزمة أفلام رواد الفضاء. طالما ركزت أفلام الفضاء على تيمة معينة، يظهر فيها رائد الفضاء في دور الرجل الهمام الذي ينقذ الأرض، فيما يكتفي العنصر النسائي المتمثل في الزوجة بالقلق عليه من منزلها في كوكب الأرض. سارت أفلام كثيرة على النهج نفسه منها: «رعاة الفضاء»، «المريخي»، وحتى فيلم «أول رجل» لم يملك سوى السير على نفس الواقع الذي يرسخ سيطرة الرجال، ويعتمد البقاء فيه على غياب المشاعر، لأن إظهار أي عواطف من شأنه أن يقوض نجاح المهمة. لم تهتم أفلام الفضاء كثيراً بصورة أبطالها النمطية المملة، طالما بإمكانها إلقاء اللوم على برنامج ناسا للفحص النفسي، فالنساء في الفضاء على النقيض تماماً من الرجال، يظهرَن كشخص انفعالي وضعيف لا يمكنه التحكم في مشاعره، والأمثلة هنا كثيرة: ساندرا بولوك في فيلم «جاذبية»، وجودي فوستر في فيلم «اتصال»، وغيرهن كثيرات. في أحدث أفلام الممثلة الأمريكية ناتالي بورتمان «لوسي إن ذا سكاي»، تلعب الممثلة دور رائدة فضاء في وكالة ناسا المتحمسة للخروج في مهام استكشافية أخرى بعد نجاح مهمتها الأولى، إلا أن تورطها في علاقة عاطفية مع زميلها (جون هام) يجعلها توصم بالاضطراب بين زملائها. الفيلم مبني على أحداث حقيقية لرائدة الفضاء ليزا نواك التي اتهمت عام 2007 باختطاف صديقة حبيبها، وهو ما دفع رائد الفضاء مارشا إيفينز لمهاجمة الفيلم قبل طرحه، متسائلاً عن سر اختيار حادث فردي لتجسيده وتجاهل مئات من رائدات الفضاء العظام. الممثلة إيفا جرين أيضاً تخوض تجربة مشابهة في فيلمها «بروكسيما»، إذ تلعب دور رائدة فضاء تضطر إلى العودة إلى كوكب الأرض لرعاية ابنتها. في كلا الفيلمين تجد البطلتان أنفسهما مضطرتين للانسحاب من هذا العالم الذي يحكمه الرجال، لأنه لا يوجد مكان لهما. هل سيطرة الرجال على هذا النوع من الأفلام له علاقة بما يحدث في الكواليس، كون أغلب هذه الأفلام من إخراج وتأليف رجال؟ ربما، لكن المؤكد أن المستقبل القريب لن يشهد تغيراً، رغم وجود أفلام ترسخ لقيم المساوة مثل «إنترستيلر»، و»ستار تريك»، إلا أن أغلبها يدور في المستقبل، ونحن بحاجة لمثل هذه الأفلام في الزمن الراهن.
مشاركة :