واصلت قوات الجيش الليبي لليوم الثالث على التوالي تقدمها في ضواحي طرابلس وخاصة في العزيزية، وسط انهيار وانسحاب للمليشيات المسلحة الداعمة لحكومة الوفاق بالتزامن مع غارات جوية نفذها سلاح الجو الليبي. وقال اللواء إدريس مادي، قائد المنطقة العسكرية الغربية بالجيش الليبي، لـ«الاتحاد» إن المليشيات المسلحة تكبدت خسائر كبيرة، كما أنها تعاني من قلة التحاق المسلحين بالجبهات خوفاً من الاستهداف الجوي، لافتا إلى أن الجبهات باتت تحتاج لتحرك من جديد واستدراج الميليشيات. وأشار اللواء مادي إلى أن التحركات الأخيرة لقوات الجيش الليبي هي المراحل الأخيرة التي تخوضها القوات المسلحة لتحرير طرابلس من قبضة المليشيات والمرتزقة. وحققت قوات الجيش الليبي تقدمات سريعة وسيطرت على مراصد جديدة في محور العزيزية وسط هروب المسلحين والمرتزقة لمدينة الزنتان، ووفقاً لمصادر عسكرية ليبية سيطرت قوات الجيش على مناطق مثلث بئر علاق، سيدي فرحات، المخاريم، منطقة الكفاح في محيط السبيعة ومنطقة السبيعة. إلى ذلك، دعت كتيبة طارق بن زياد- التابعة للجيش- الليبيين في منطقة صلاح الدين بضواحي طرابلس بضرورة الابتعاد عن مواقع الاشتباكات وتمركزات المليشيات. ويرى عسكريون ليبيون أنه في حال استمرت قوات الجيش في التقدم دون توقف بمحاور القتال في طرابلس ستدخل القوات إلى قلب العاصمة خلال أسبوع. وتعد منطقة العزيزية بمثابة رأس حربة لقوات الجيش الليبي لمحاصرة مدينة الزنتان وتصبح العاصمة طرابلس في طوق محكم الإغلاق بشكل كامل، خاصة بعد سيطرة قوات الجيش الليبي على الحدود الإدارية للعزيزية وهي بئر علاق وسيدي موسى. وتتبع قوات الجيش الليبي خططاً محكمة تعتمد على التقدم والانسحاب من معسكر اليرموك، والدفع بسلاح الجو لتدمير الأسلحة الثقيلة للمليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق. إلى ذلك، شن سلاح الجو الليبي غارات على مواقع وتمركزات مليشيات الوفاق في محور الهيرة جنوب شرق العزيزية، واستهداف المسلحين في منطقة أولاد تليس شمال شرق العزيزية. وأشارت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي إلى أن الغارات أسفرت عن تدمير عدد من الآليات المسلحة وسقوط 20 قتيلاً في صفوف المليشيات. فيما نعت كتيبة طارق بن زياد المقاتلة التابعة للجيش الليبي الرائد حكيم مقيدش قائد السرية الأولى إثر قصف الطيران التركي المسير لتمركزات الجيش الليبي في محور السبيعة. كان اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني، قد أكد أن المنطقة من سرت حتى زوارة ومن البحر حتى العزيزية وغريان، مسرح عمليات للجيش الوطني الليبي حيث ستكون هدفا في حال انتقال أي إرهابي إليها. وأكد المسماري أن القوات الجوية التابعة للجيش الليبي نفذت غارات كثيفة على مناطق القرة بوللي وطرابلس والعزيزية وغريان وعلى خطوط التماس مع المليشيات المسلحة. وأوضح المسماري أن الوحدات العسكرية نفذت عمليات برية ناجحة وتقدمت إلى مواقع ممتازة مستفيدة من الغطاء الجوي وانهيار صفوف المليشيات، كما أن الوحدات شنت هجوما بغطاء جوي وأجبرت المسلحين على الانسحاب نحو منطقة العزيزية. ولفت اللواء المسماري إلى أن العمليات العسكرية متواصلة وعلى مشارف تنفيذ المهمة النهائية بالقضاء على رؤوس الإرهاب خارج العاصمة ودخولها دون قتال. وأشار المسماري إلى وجود مقاتلين أفارقة يقاتلون ضمن قوات أسامة الجويلي مقابل مبالغ كبيرة من خزينة الدولة.
مشاركة :