66 دولة تتعهد بتحييد أثر انبعاثات الكربون بحلول 2050

  • 9/24/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قالت الأمم المتحدة أمس إن 66 دولة وعدت بالالتزام بهدف تحييد أثر الكربون بحلول 2050. وبحسب "الفرنسية"، تنضم هذه الدول الـ66 إلى عشر مناطق و102 مدينة و93 شركة للوصول إلى تحييد أثر انبعاثات الغاز ذات مفعول الدفيئة بحلول منتصف القرن، وهو هدف حدده العلماء لاحتواء ظاهرة الاحتباس الحراري ضمن الحدود الواردة في اتفاق باريس الموقع عام 2015. وجاء في بيان صادر عن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، قبيل افتتاح قمة حول المناخ، أن تلك الدول "كلها تعهدت الالتزام بالوصول إلى تحييد أثر انبعاثات الكربون بحلول 2050". والتقى 60 من قادة العالم أمس، في الأمم المتحدة لعقد قمة حول المناخ بهدف إعادة إحياء اتفاق باريس، الذي تلقى ضربة شديدة مع انسحاب الولايات المتحدة منه، في وقت وصلت انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة إلى أعلى مستوياتها. وفاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الحضور عندما شارك لبضع دقائق في قمة المناخ في نيويورك، التي تعقدها الأمم المتحدة، مع أنه لم يكن قد أعلن هذه المشاركة. ولم يلق ترمب كلمة، بل اكتفى بالجلوس لدقائق في القاعة العامة، حيث استمع ثم صفق لكلمة رئيس الحكومة الهندية نارندرا مودي. وقال الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أمام زعماء العالم إنه يتعين عليهم إنهاء أزمة المناخ. وخلال افتتاح قمة خاصة بالمناخ في نيويورك، قال أنطونيو جوتيريش "إذا لم نقم بتغيير أسلوبنا في الحياة بشكل عاجل، فإننا نهدد الحياة نفسها". وذكر جوتيريش أنه طالب زعماء العالم بالمشاركة في القمة "ليس من خلال الخطب البديعة، بل من خلال الأفعال الملموسة" للتخلي عن الوقود الحفري وإبطاء سرعة ارتفاع درجة حرارة الأرض. وذكرت الأمم المتحدة في تقرير صدر أمس الأول، أن الأعوام الخمسة الماضية الأشد حرا منذ بدء تسجيل درجات الحرارة بشكل منهجي. وازدادت حرارة الأرض بمتوسط درجة مئوية عما كانت عليه في القرن الـ19، وهي وتيرة ستتسارع. وبعد ثلاثة أيام على تظاهرات شبابية حاشدة من أجل المناخ شارك فيها الملايين في القارات الخمس، وقبل أربعة أيام من إضراب عالمي جديد لطلاب المدارس، يأمل الأمين العام للأمم المتحدة أن يعلن عشرات القادة توسيع خططهم للحد من انبعاثات غازات الاحتباس. وطلب أقل من نصف قادة الدول والحكومات الـ136 الذين يقصدون نيويورك هذا الأسبوع لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، المشاركة في قمة المناخ. ودعيت الناشطة السويدية جريتا تورنبرج (16 عاما) التي تمثل وجه الشباب الثائر المطالب بحماية البيئة، لإلقاء كلمة أمام قادة العالم، يتوقع أن تكون في غاية الصراحة. وستكون الولايات المتحدة الغائب الأكبر عن منبر قمة المناخ، إذ فضل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في هذه الأثناء إلقاء كلمة في إطار موضوع آخر. كما ستغيب كل من البرازيل وأستراليا، التي كان رئيس وزرائها المحافظ الأسبوع الماضي في البيت الأبيض. أما الصين التي تستهلك كميات هائلة من الفحم وتصدر كمية من الانبعاثات تبلغ ضعف ما تصدره الولايات المتحدة، فأوفدت وزير خارجيتها وانج يي لإلقاء كلمة. وستتاح ثلاث دقائق لكل من القادة، ويشارك رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي تعتمد بلاده على غرار الصين على الفحم غير أنها تنشر كميات هائلة من الألواح الشمسية، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ومن منطقة المحيط الهادئ رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن ورئيسة جزر مارسال هيلدا هايني. ومن المتوقع بحسب جوتيريش أن يعلن عدد كبير من الدول عزمها على أن تتوصل إلى بصمة كربونية محايدة بحلول 2050، ما يعني أن تخفض بشكل كبير انبعاثاتها وتعوض عما تبقى من الانبعاثات من خلال غرز الأشجار، التي تمتص الكربون ووسائل أخرى. وبات هدف التوصل إلى "تحييد أثر انبعاثات الكربون"، الذي كان يعد عام 2015 جذريا إلى حد أنه استبعد من نص اتفاق باريس، في صلب أهداف عدد متزايد من الدول من بريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي، والشركات المتعددة الجنسيات، وازداد إلحاحا مع موجة الحر خلال الصيف والأعاصير وصور الكتل الجليدية التي تذوب بوتيرة متسارعة. وازدادت حرارة الأرض بمتوسط درجة مئوية عما كانت عليه في القرن الـ19، وهي وتيرة ستتسارع. لكن الوعود لن تكون لها قيمة قانونية، إذ إن القمة ليست سوى محطة على طريق "مؤتمر الأطراف الـ26 حول المناخ" المقرر عقده في نهاية 2020 في جلاسكو، الذي سيتحتم على الدول خلاله أن ترفع إلى الأمم المتحدة تعهدات تمت مراجعتها لتعزيز مكافحة التغير المناخي. وأفادت الأمم المتحدة بأن 75 من الدول الـ195 الموقعة على اتفاق باريس أبدت منذ الآن نيتها في القيام بذلك، والولايات المتحدة ليست من بينها. وبالنسبة لمواضيع الساعة، شكلت غابات الأمازون موضع اجتماع نظمته تشيلي وكولومبيا وفرنسا مباشرة. ويرتدي الموضوع حساسية كبيرة بعدما ندد الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو، الذي تدور مواجهة حادة بينه وبين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بتعد على سيادة البرازيل، التي تضم القسم الأكبر من غابات الأمازون. وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان سعيا للطمأنة أن الاجتماع يجري "في ظل احترام سيادة الجميع". وتبدأ خطابات القادة في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم، لكن أحياء نيويورك المحيطة في مقر الأمم المتحدة، التي تنتشر فيها الشرطة بكثافة ضجت منذ أمس بصخب المواكب الرسمية، إذ من المقرر عقد مئات اللقاءات والفعاليات في المدينة.

مشاركة :