عن عمر لم يتجاوز 40 عاماً رحل الرجل الفاضل والوجيه أبو عمر سليمان بن عبد الرحمن المهيلب، إن خبر رحيلكم كان مؤلماً وصعباً ومؤثراً على كل من عرفكم لما لكم من المحاسن والمكارم والمواقف المشرفة ما لا يحصى.. لقد رحلت بعمر قصير وأثر كبير. لقد فتحت أبوابك حباً في الكرم وتكريم كل من يقف على بابك وتلبي دعوة كل من يناديك تفرج عن الفقراء والمحتاجين وتمد يد العون لهم مهما كان هذا المحتاج قريباً أو بعيداً فيك البر والإحسان لوالدتك المقعدة التي تتصبح فيك كل يوم وتقوم بمساعدتها على المشي وتحملها بين يديك في حلها وترحالها. جبر الله مصابها وعظم الله أجرها في فراقك وأنت في سن الشباب وكانت تؤمل آمالاً لا حدود لها. وفيك الوفاء لأقاربك بالدعم المادي والمعنوي في مناسبتهم وكافة ظروفهم. إنك بفراقك أصبت قلب كل محب وما أكثرهم. رحمك الله يا أبا عمر لقد جمعت كل معاني الكرم والجود والوفاء لقد كانت آمالك وطموحاتك لا حدود لها لكنه القضاء والقدر والأعمار بيد الله سبحانه وتعالى.. إنك يا أبا عمر بفراقك أدمعت عيون لا حصر لها.. منهم والدتك التي انقطع عنها صوتك الذي تسمعه كل صباح وصورتك التي تتكحل بها كل وقت ومنهم زوجتك التي قاسمتك الحياة حلوها ومرها بوفائها وتفانيها ونبلها وصدقها. وإخوانك وأخواتك الذي غمرتهم بوفائك وعطائك ومعارفك ومحبيك الذي دخلت قلوبهم ببهائك وجمال خطابة ونبل طباعك إننا على فراقك لمحزونون. العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا. الحمد لله على قضائه وقدره اللهم اغفر له وأسكنه الفردوس الأعلى واحشره مع الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
مشاركة :