في حياتنا سواء في البيت أو العمل أو الأماكن الأخرى، تمُرّ على مسامعنا وأبصارنا بعض المنكرات، التي تُخالف الشرع.والناس مع هذه المنكرات أصناف، فهناك من يمر عليها دون أن يُحرّك ساكنا، وهناك من يتألم لكنه لا يتكلّم، وهناك من يتأثر ويكون إيجابيا فيُبادر إلى إنكار ذلك المنكر، ويسعى لدى المسؤولين من أجل إزالته، وبلا شك أن الأخير هو أفضلهم.ورد في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرا فليغيّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فقلبه وذلك أضعف الإيمان».تغيير المنكر باليد يكون للحاكم ومن ينوب عنه، وللوزير وفق سلطاته، وللمدير ضمن نطاق مؤسسته، وللأب في سلطان بيته.وتغيير المنكر باللسان هو لكل إنسان قادر على ذلك، وفق الآداب الشرعية.وينبغي لمن تتم تقديم النصيحة له إذا كانت بآدابها أن يتقبل النصح، وأن يعلم بأن من أنكر عليه إنما يريد له وللمجتمع الخير.مرّت امرأة متعطرة بجانب أبي هريرة رضي الله عنه، فقال لها: إلى أين يا أمة الجبار؟ فقالت إلى المسجد، فنصحها بأن ترجع إلى البيت وتغتسل حتى يزول أثر العطر، وأخبرها بأن تلك هي وصية النبي عليه الصلاة والسلام لكل امرأة تشابه حالتها.وسائل التواصل الاجتماعي اليوم مثل: تويتر والفيس بوك وغيرهما، قد تقوم مقام الإنكار باللسان فهي الناطقة بدلاً منه.ومن خلال الواقع والتجربة رأينا كما لهذه الأدوات من أثر إيجابي في تغيير المنكرات، فعلى سبيل المثال: عندما قامت مجموعة من المحلات التجارية برفع أعلام وشعارات الشواذ - يُطلق عليهم المثليّين - في يوم الشواذ العالمي، استنكر مجموعة كبيرة من الغيورين - عبر وسائل التواصل - هذا التصرف المشين، ما دفع الجهات المسؤولة إلى إزالة تلك المخالفات من على واجهات تلك المحلات التجارية، وهو أمر تُشكر عليه الجهة الحكومية.إنّ على من يتصدّى للمنكرات أن يحتسب الأجر عند الله تعالى - خصوصاً إذا لحقه شيء من الأذى بسبب إنكاره - لأنه بعمله هذا قد يكون سببا في عدم إهلاك الله تعالى للأمة، مصداقاً لقوله تعالى: «وما كان ربّك ليُهلِك القُرى بظُلْمٍ وأهلها مُصْلِحون».من عجز عن إنكار المنكر بيده أو بلسانه فعليه على الأقل أن يُنْكِره بقلبه حتّى تبرأ ذِمّته، ورد في الحديث: «إذا عُمِلت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكَرِهها كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرَضِيَها كان كمن شَهِدَها».فرق بين من يرى المنكر ولا يؤثّر فيه، وتكون حاله كالقرود الثلاثة: لا أرى... لا أسمع... لا أتكلم! وبين حال التابعي سفيان الثوري الذي كان يقول: «إنّي لأرى المنكر لا أتكلم فأبول دماً»! Twitter: @abdulaziz2002
مشاركة :