حلّقت فرقة «أنهوي» الصينية للفنون الفولكلورية «على طريق الحرير»، لتحط رحالها في مسرح عبدالحسين عبدالرضا، مستعرضة لوحاتها الغنائية والبهلوانية، في الذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.ففي واحدة من أجمل الأمسيات، التي نظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بالتعاون مع السفارة الصينية لدى الكويت، قضى الجمهور الكويتي أول من أمس، أوقاتاً فنية ممتعة للغاية، تخللتها لوحات راقصة واستعراضية وألعاب بهلوانية وأغانٍ من وحي التراث الشعبي والتقليدي في بكين، عطفاً على عزفها لمقطوعات موسيقية بآلات شعبية مثل الفلوت والبزق، وغيرهما. شهدت الأمسية، حضوراً جماهيرياً كبيراً، تقدمه الأمين العام لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة الدكتور بدر الدويش، إلى جانب سفير جمهورية الصين الشعبية مينغ قانغ، وباقة كبيرة من الديبلوماسيين، فضلاً عن حضور كوكبة من أبناء الجاليات الآسيوية ومحبي الفن والفولكلور ممن حجزوا أماكنهم في المدرجات خلال وقتٍ مبكرٍ قبل انطلاق الحفل.في البداية، قدمت الفرقة «افتتاحية الرقص: الصين الجميلة في الرسم بالحبر»، ثم أبدع عدد من المؤدين بتقديم مجموعة من «أغاني الميدلي» مثل «زهرة الياسمين» و«هتاف: يا أصدقائي» و«يوم جيد» و«قطف الرمان» و«بلدي الأم». بعدها، تألقت جوقة الراقصين بتقديم وصلات استعراضية وبهلوانية، على غرار رقصة «هولا هوبا»، بالإضافة إلى رقصات شعبية بينها «شوانغ هوي» و«الموسيقى الشعبية مفيدة»، في حين أشعلت الفرقة الصينية مسرح عبدالحسين برقصة «التحليق من طريق الحرير»، تبعتها بلوحة بعنوان «ليانغ تشو».كما لم تنته بهلوانيات الفرقة عند ذلك الحد، بل إنها خطفت الأبصار والألباب بعروضها الساحرة والمبهرة، خصوصاً حين أبدعت بتقديم «بهلوان مع النظارات»، تلتها بلوحات عدة، منها «وجوه سيتشوان المتغيرة، الموسيقى الفولكلورية والعروض الفردية والأكروباتية»، لتقدم أيضاً رقصة مميزة بعنوان «إيقاع الشاي»، ولتعود ثانية إلى الألعاب البهلوانية برقصة «باغودا باولز».وفيما اقتبست الفرقة من رومانسية «الممالك الثلاث» رائعة «أوبرا أنهوي: الاستقبال الصغير»، فقد كان ختامها مسكاً وغناءً واستعراضاً مع لوحة «أنا وبلدي الأم»، ليسدل الستار على العروض ولتنطلق عاصفة من التصفيق لأعضاء الفرقة لما قدموه من مهارات حركية وتعابير جسدية بحرفية عالية. بعد ذلك، اعتلى الأمين العام لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة الدكتور بدر الدويش خشبة المسرح، بمصاحبة السفير مينغ قانغ لتكريم أعضاء الفرقة، حيث قدّم الدويش درعاً تذكارية إلى قائدها. وعلى هامش الأمسية، قال سفير جمهورية الصين الشعبية لي مينغ قانغ لوسائل الإعلام إن الحفل يعكس التعاون والتبادلات الثقافية الوثيقة بين الصين والكويت كما يعزز الصداقة بين الشعبين، «وكجزء من احتفال الصين بالعيد الوطني السبعين، سيسهم هذا الحدث الثقافي بشكل أكبر في إتاحة الفرصة للتعرف على تقاليد ثقافية متنوعة، وتعزيز التبادلات الثنائية بين الشعبين في إطار الشراكة الاستراتيجية بين الصين والكويت والتي تأسست في العام 2018».
مشاركة :