دخول مجلس الأمن الدولي مرحلة الشيخوخة، وفشله في تحقيق الهدف المناط به، وهو إحلال الأمن والسلام العالميين، يقتضي إصلاحه، وتطوير أدواته، وآليات عمله، لاسيما وأن هيكل وتركيبة المجلس لم تشهد أي تغيير أو تعديل منذ أكثر من 40 عامًا، وفق ما ذكرته مجلة «فورين أفيرز» في تقرير لها نُشر أمس الأول على إثر اعتذار السعودية عن المقعد الذي فازت به في مجلس الأمن ضمن الدول العشر الذين ينتخبون دوريًّا كأعضاء غير دائمين في المجلس إلى جانب الدول الخمس دائمي العضوية، الذين يتمتعون وحدهم بحق الفيتو، وذلك احتجاجًا على غياب الإصلاح في المجلس، مشيرة إلى فشل المجلس كوسيط للسلام في الحرب السورية وفي النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني. وتضمن التقرير عدة انتقادات موجهة إلى المجلس -إلى جانب الانتقادات السعودية-، لاسيما من قبل الدول النامية، خاصة فيما يتعلق بغياب الإرادة السياسية، وبتركيبته غير العادلة، وباستمرار تلك التركيبة دون تغيير فترة طويلة، فقد كان المجلس يضم 6 أعضاء غير دائمين ارتفع عددهم إلى 10 أعضاء عام 1965، ثم احتلت جمهورية الصين الشعبية مقعد تايوان الدائم في المجلس عام 1971، ولم تتغير تلك التركيبة حتى الآن. واستطرد التقرير أن هناك العديد من القوى الناشئة مثل اليابان وألمانيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا سعت للحصول على مقعد دائم قي مجلس الأمن دون جدوى. فيما دعت دول أخرى لحصول الاتحاد الأوروبي على مقعد مشترك بدلاً من المقعدين اللذين تشغلهما بريطانيا وفرنسا. كما دعت دول أخرى أن يكون تصويت الدول دائمي العضوية بالأغلبية.