فاضل جاسم الكناني لربما في الوهلة الأولى يتبادر سؤال هل يمكن لمواقع التواصل الإجتماعي أن تفكك المجتمع لتكون النتائج عكسية وتكون عكس اتجاه عنوانها . هنا لابد من تبيان أن النتائج دائما ما تكون طردية وبعضعها عكسية وحسب طريقة التعامل .ففي ظل التوسع الكبير في مجال الانترنيت وما فتحه هذا المجال من الأفق الوسعة لمواقع التواصل الاجتماعي والتي عملت على تقريب المسافات وإختصار الوقت بشكل لو تم التعامل معها بالصورة التي لا تؤثر على جوانب الحياة الأخرى لكانت النتائج إيجابية .البعض بل الأعم الأغلب جعل من هذه المواقع نافذة للخروج من واقع الحياة التي يعاني منها الفرد من المشاكل الأجتماعية والأسرية وحتى النفسية والواقع بكل جوانبه عموماً.حتى أخذت بعض البرامج او الألعاب و المواقع حيز كبير من حياة المجتمع العراقي وإستخدمها بشكل مفرط .حيث أثبتت الدراسات والإحصاءات أن العراق يتصدر إستخدام تلك المواقع أو البرامج أو الألعاب مقارنتاً مع دول او شعوب أُخرى.وهذا ما أثر سلبا على بنية المجمتع والعمل على تفككه أُسرياً أو إجتماعياً نتيجة الادمان الكبير الذي يعانيه مرتادوا هذه المواقع او الألعاب مع إهمال جوانب الحياة الاخرى كالعائلة او العمل او حتى جوانب التمنية الفكرية .فالبعض تجده يعتكف ساعات طويلة بدون ملل فهذا يؤدي بالإظافة الى تقصير في الجوانب المذكورة سلفاً فأنها تؤثر صحياً وبشكل يؤدي مع الوقت مشاكل يصعب معالجتها.وأيضا عدم تقبل الأراء والافكار التى تنشر أو تكتب على تلك المواقع وجعل إختلاف الرأي سبباً لإختلاف الود والصلة في حين من المفترض والعقلاني إن إختلاف الرأي لا يغيير في الود قضية.وهذا النقطة هي من أهم ما يسببه هذا الجانب من نعرات طائفية سواء على الجانب الديني او السياسي مظافاً له الجانب الاجتماعي الذي هو موضوعنا. لذا تداخلت هذا القضايا في تمزق نسيج المجتمع.وأخذت الجوانب العاطفية العابرة الحيز الاكبر في سبب هذا التمزق وهدم بناء أكثر العوائل .ومن جانب آخر نلاحظ أن الدول المتقدمة هي أبعد ما يكون عن مجتمعنا في سلبيات وآثار مواقع التواصل الاجتماعي وعلاقتها الكبيرة في سببية هذه المشاكل. في حين أن هذه المواقع أجود من ناحية التوسع والسرعة والنوعية بفضل تقدم تلك الدول تكنلوجياً.وهذا يعود لعدة أسباب أهمها الكبت النفسي والعطفي وعدم الانفتاح بسبب الأعراف والعادات والتقاليد الشرقية و التي هي أقرب ما يكون للأنغلاق في ضمن هذه الدائرة التي يعاني مجتمنا منها وهذا ما أثار تفشي سلبيات هذا الجانب.لذا إتخذت هذه المواقع فضاء يمكن التحليق من خلاله للخروج من تلك القيود النفسية.ويعتبر هذا السبب الى الجانب الاقتصادي أثر في حالات الطلاق الهائلة التي تم ملاحظتها في مجتمعنا.وبالنتيجة لابد من تحديد وقت يمكن من اخلاله التوفيق بين التصفح واللعب على تلك المواقع والألعاب وعدم جعل الأولوية لها.
مشاركة :