بعد الفوز المقنع في ديربي مدينة ميلانو، يتطلع إنتر ميلان إلى مواصلة انتصاراته المتتالية وتعزيز صدارته للدوري الإيطالي لكرة القدم من خلال المواجهة الصعبة والمرتقبة مع لاتسيو اليوم الأربعاء في أبرز مباريات المرحلة الخامسة من المسابقة. وتغلب إنتر على جاره ميلان 2 - صفر السبت في ديربي مثير، ليكون الفوز الرابع له على التوالي في أربع مباريات خاضها بالمسابقة حتى الآن. ويتربع إنتر ميلان على قمة جدول البطولة برصيد 12 نقطة. ورغم الإجهاد الذي تسببه هذه المراحل التي تقام في وسط الأسبوع، خاصة بالنسبة لفريق مثل ميلان، المشارك أيضا في البطولة الأوروبية، يتطلع إنتر ميلان إلى تقديم أداء أفضل مما قدمه في مباراة الديربي وتحقيق الفوز الخامس على التوالي عندما يستضيف لاتسيو اليوم. وكان إنتر ميلان سقط في فخ التعادل 1 - 1 مع سبارتا براغ التشيكي منتصف الأسبوع الماضي في بداية مشوار الفريقين بدور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، لكنه استعاد نغمة الانتصارات السبت بالفوز على ميلان بهدفين سجلهما مارسيلو بروزوفيتش وروميلو لوكاكو. وبالنسبة للمدرب أنطونيو كونتي، في موسمه الأول مع النادي، كان الانتصار في قمة ميلانو بمثابة علامة على أن أسلوبه بدأ يؤتي بثماره. وقال كونتي: «هذه تكون دائما مباريات ذات طابع خاص، وليس من السهل الفوز بها. كان أول لقاء ديربي لي في ميلانو وأردت ترك بصمة جيدة». وأضاف: «نحن على قناعة تامة (بما قدمناه). اللاعبون قدموا أداء جيدا على كافة الأصعدة. خضنا هذه المباراة بعد أداء في دوري أبطال أوروبا ترك مذاقا لاذعا في فمنا». وأشار كونتي إلى أن التعادل في بداية مسيرته بدوري الأبطال ربما كان دافعا وحافزا للفريق على الظهور بشكل جيد في الديربي. وأضاف: «حققنا فوزا مستحقا. أشعر بالسعادة لجماهيرنا وللاعبين». وفي باقي مباريات المرحلة، يلتقي روما مع أتالانتا وبارما مع ساسولو ونابولي مع كالياري وجنوا مع بولونيا وفيورنتينا مع سامبدوريا وسبال مع ليتشي اليوم الأربعاء، فيما تختتم فعاليات المرحلة غدا الخميس بالمباراة بين تورينو وميلان. وفجرت خسارة ميلان مباراة القمة أمام الغريم إنتر ميلان السبت الماضي أول أزمة في صفوف بطل أوروبا سبع مرات هذا الموسم بعد أربع مباريات فقط في دوري الدرجة الأولى الإيطالي. وتركزت معظم الضغوط بطبيعة الحال على ماركو جيامباولو ودارت تساؤلات بالفعل عن قرار النادي اختياره مدربا جديدا رغم أن أفضل سجل له قبل هذا الموسم كان المركز التاسع مع سامبدوريا. وهز ميلان الشباك مرتين فقط وحقق انتصارين وتعادل مرتين حتى الآن في الدوري، كما أن الطريقة التي يلعب بها جيامباولو وهي طريقة (4 - 3 - 1 - 2) أصبحت من الماضي بسبب عدم فاعليتها. وتتسلط الأضواء على سياسة الانتقالات في ميلان، حيث تحد قواعد اللعب المالي النظيف التي وضعها الاتحاد الأوروبي للعبة من قدرته الشرائية. ويركز ميلان على ضم لاعبين واعدين، لكن الأسماء التي انضمت للفريق لا يوجد بينها أسماء لامعة. وكانت أبرز صفقة يبرمها النادي التعاقد مع المهاجم رفائيل لياو (20 عاما) من ليل. وتيو هرنانديز (21 عاما) من ريال مدريد وليو دوارتي (23 عاما) من فلامنغو وإسماعيل بن ناصر (21 عاما) من إمبولي وأكثرهم خبرة هو المهاجم الكرواتي أنتي ريبيتش (25 عاما) منتقلا على سبيل الإعارة من آينتراخت فرنكفورت الألماني. ورغم ذلك لم تشارك هذه المجموعة سوى لفترات قصيرة حتى الآن. ولعب لياو أساسيا مرة واحدة فقط وشارك هرنانديز لمدة 18 دقيقة، وكان بن ناصر بين البدلاء في آخر مباراتين ولم يشارك دوارتي في أي مباراة، بينما كان ريبيتش بديلا في مباراتين. وقال المدرب إن فريقه بدأ مباراة القمة بشكل جيد لكنه فشل في العودة بعد الهدف وهي المشكلة نفسها التي واجهت المدرب السابق جينارو غاتوسو الموسم الماضي. وقال جيامباولو: «لم يعجبني رد الفعل غير المنظم. كان تصرفا عشوائيا بشكل مبالغ فيه فخسرنا أسلوبنا في اللعب وتراجع الفريق أمام الهجمات المضادة للمنافس. هذا يدل أن ميلان بحاجة لمعرفة كيفية الحفاظ على التركيز في الملعب وأن يكون منظما من الناحية الخططية وإدراك أن الزميل ربما يفقد الكرة ولكن يجب تجنب تفوق المنافسين عدديا خلال الهجمات المرتدة. هذه الأمور تكتسب بالمران والوقت والخبرة». وفي لاتسيو اعتذر تشيرو إيموبيلي (29 عاما) مهاجم الفريق عن رد فعله الغاضب بعد استبداله في الفوز 2 - صفر على بارما. وظهر اللاعب، الذي أنهى فترة صيام عن الأهداف مع إيطاليا دامت عامين، حين هز الشباك أمام فنلندا، وهو يلوح غاضبا عند توجهه لمقاعد البدلاء. وكتب على إنستغرام «أحيانا يؤدي الضغط والتوتر إلى ارتكاب أمور لا ينبغي القيام بها». وأبدى مدربه سيميوني إنزاغي تعاطفاً مع اللاعب وقال إن إيموبيلي تأثر بالهزيمة أمام سبال وكلوج الروماني في الأسبوع السابق. وأضاف: «تشيرو واحد من اللاعبين الذين يتأثرون بسبب النتائج السلبية. كان عليه أن يخرج انفعاله... سمحت له ببعض التنفيس عن الغضب ثم أخبرته بضرورة التوقف. سيدرك أن المسألة انتهت من جانبي لكن الأيام القليلة الماضية لم تكن سهلة على أي منا». أما فيورنتينا الذي يلتقي مع سامبدوريا اليوم فقد ضاعف معاناته بعد أن زاد عدد المباريات التي انتهت من دون انتصار إلى 18 مباراة في الدوري الإيطالي عقب هدف التعادل الذي أحرزه أتلانتا في الوقت المحتسب بدل الضائع لتنتهي المباراة 2 - 2 ويعود تاريخ آخر فوز حققه فيورنتينا إلى السابع من فبراير (شباط) وكان أمام سبال. وقال المدرب فينشنزو مونتيلا: «لا بد من نسيان النتائج السلبية. لكن في الوقت نفسه يجب أن أنظر إلى المشوار الذي قطعه هذا الفريق وأقول إننا نمضي في الطريق الصحيحة».
مشاركة :