خلافات عميقة داخل «الحشد الشعبي»

  • 9/25/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الخلافات البينية لدى ميليشيات الحشد الشعبي في العراق ليست جديدة، حيث ترجع إلى بدايات تأسيسه في يوليو 2014، على أساس «التطوع» لمساندة القوات الأمنية الرسمية، وسرعان ما انضمت إليه واستحوذت عليه الأجنحة المسلّحة لأحزاب سياسية، بعد أن خصص رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي مليار دولار لدعم المتطوعين، فيما تمنع القوانين العراقية امتلاك أحزاب «العملية السياسية» تشكيلات عسكرية. وقد تفاقم الاستحواذ السياسي، بعد رفض الأحزاب المهيمنة، قانون «الحرس الوطني» لكل محافظة، حيث تصنّف تلك الأحزاب محافظات غرب وشمال وشرق بغداد، كمعارضة ومختلفة طائفياً. وفي مجريات الحرب ضد تنظيم داعش، دخلت «المغانم» كعنصر منافسة، ما مهّد لتوغل الميليشيات المدعومة من إيران للحلول محل «داعش». تصوّرت هذه الميليشيات أن بإمكانها السيطرة على الدولة، من خلال استماتتها بالدفاع عن إيران، ورفع شعار معاداة أمريكا واتهامها بقصف معسكرات للحشد ومخازن للأسلحة الإيرانية، داخل العراق وعند الحدود، فكان إعلان نائب رئيس هيئة الحشد أبي مهدي المهندس عن تشكيل قوة جوية للحشد، تزامَن مع حملة إعلامية لحل الجيش العراقي، وإحلال ميليشيات الحشد محله. واعتبر محللون تحركات «فصائل المهندس» أنها «محاولة انقلابية لانتزاع السلطة وسرقة الدولة، وتحويلها إلى مؤسسة مليشيات». وبحسب مصادر، فإن هناك خلافات عميقة داخل الحشد، وانقساماً واضحاً بين الفصائل المؤيدة للفياض وفصائل مؤيدة للمهندس، مشيرةً إلى أنه «حتى العمل العسكري داخل الهيئة، أصبح فيه انقسام». وبعد هذه المعطيات، والقرارات التي اتخذها «المهندس»، واعتبرت تجاوزاً على القيادة العامة للمؤسسة العسكرية، كان لا بد للموقف الرسمي من اتخاذ خطوات عملية، تمكن من خلالها رئيس الحشد، فالح الفياض، من تحييد نائبه، المهندس، وذلك بعد إعلان الهيكلية الجديدة للحشد. وأعلن الحشد الهيكلية الجديدة التي وافق عليها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، والتي تضمنت منح الفياض، صلاحية التعيين، وإلغاء منصب نائب رئيس الهيئة، الذي كان يشغله المهندس. وكان عبد المهدي أصدر أمراً بهيكلة الحشد، ليطلب الفياض مهلة شهرين لإجراء الهيكلة، وشهدت هذه الفترة خلافات بين الفياض والمهندس، استوجبت زيارة قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، للعراق لتسوية النزاع. ولم يعرف ما إذا كان تحييد المهندس، وإلغاء منصبه ضمن التسوية، فيما تحدثت تسريبات عن إعطاء «المهندس» مسؤولية إيرانية أخرى.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :