واشنطن – أصدر مركز ستراتفور للدراسات الإستراتيجية والأمنية توقعاته للربع الأخير لسنة 2019، مشيرا إلى أن موجة من حالة عدم اليقين ناتجة عن المخاطر الجيوسياسية تلوح في الأفق مع أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي واحتمال نشوب حرب في الخليج وحرب البيت الأبيض التجارية. الخليج على حافة الهاوية: مع هجوم الطائرات دون طيار والصواريخ التي حرمت العالم من 5 بالمئة من إمدادات النفط، برزت إيران كتهديد لمنتجي الطاقة الإقليميين والاقتصاد العالمي. وفي الوقت نفسه، وبعد صيف من الهجمات التي استهدفت ناقلات النفط، كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تحفظه الشديد وتردده في دخول حرب فوضوية أخرى في الشرق الأوسط. بالإضافة إلى ذلك، ومع تباطؤ الصناعة والتوترات التي خلقتها معضلة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وعدم اليقين الذي يحوم حول الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين التي ستؤثر على الاقتصاد العالمي، سيستمر أصحاب المصلحة الأوروبيون والآسيويون في الخليج في دعم سياسات الوساطة لتقليص احتمال المواجهة المباشرة مع إيران. تهدد إمدادات النفط العالمية: مع في ظل المخاوف العالمية من تعطيل إمدادات النفط وتأثيراته على الاقتصاد المتقلب، تحاول إيران دفع الولايات المتحدة إلى طاولة المفاوضات مع خيارات ضيقة تركز على الحد من التصعيد مقابل تخفيف العقوبات. وستحاول القوى الأوروبية والآسيوية ودول الخليج التعاون في جهود الوساطة. امتداد حالة عدم اليقين من طبيعة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي: سيدفع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون المملكة المتحدة إلى حافة الخروج من الاتحاد الأوروبي دون صفقة في النصف الثاني من شهر أكتوبر، لكن لندن ستتجنب السيناريو الأسوأ مرة أخرى. ويمكن لسياسة حافة الهاوية أن تقدم حلا وسطا بشأن قضية الحدود الإيرلندية. لكن، يمكن أن تمهد استقالة جونسون أو حجب الثقة عنه الطريق لتمديد آخر وإجراء انتخابات مبكرة. الانتصارات التجارية السهلة لن تنطبق على الاتحاد الأوروبي: يحاول البيت الأبيض تحقيق انتصارات تجارية أصغر، لكن اليابان ستستطيع التخفيف من تهديد الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات جمركية ضد قطاع السيارات مع صفقة تجارية أولية. وستتمتع الهند والمكسيك والأهداف التجارية مثل فيتنام بفرصة أفضل في تجنب التعريفات الأميركية خلال الربع الرابع من السنة. كما ستصبح العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أكثر هشاشة في وقت تواجه فيه ألمانيا خطر الركود. اختبار أسس الصفقة التجارية الضيقة بين الولايات المتحدة والصين: سيخفف البيت الأبيض من طموحاته المتعلقة بالتوصل إلى اتفاق تجاري شامل مع الصين قبل الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في سنة 2020. وسيعمل على التوصل إلى صفقة أولية تخفف من قلق الأميركيين. ومن المرجح أن تخفف الصفقة القيود التجارية التي فرضتها الحكومة الأميركية على شركة هواوي الصينية. ومع ذلك، ستستمر بعض نقاط الخلاف ومشاكل الرسوم الجمركية في التأثير على الاقتصاد العالمي. ومع الاقتصاد الأميركي المستقر نسبيا، لا يمكن استبعاد حدوث انهيار آخر في المحادثات. انتباه الولايات المتحدة المشتت: ستؤدي الأزمة المتصاعدة مع إيران والمفاوضات المضطربة في أفغانستان إلى تعقيد المحاولات الأميركية الرامية إلى الحد من المسائل التي تشتت انتباه حكومتها عن تعزيز التحالفات التي ستساعدها في منافستها مع الصين وروسيا. ستعتمد الصين على الحوافز الاقتصادية وتهديدات إدارة ترامب لإقناع الفلبين وكوريا الجنوبية واليابان برفض استضافة الصواريخ الباليستية متوسطة المدى الأميركية.وستستمر الحرب التجارية بين اليابان وكوريا الجنوبية، مما سيعيق الجهود الأميركية الهادفة إلى تشكيل جبهة تحالف أقوى لمواجهة تهديد الصين. ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، سيعمل البيت الأبيض على تحويل حملات الضغط القصوى إلى صفقات ملموسة. ولن تتعلق أهداف سياسات الولايات المتحدة الرئيسية بمنح دونالد ترامب، أي مصلحة سياسية. لكنها ستختبر قدرة شبح الانتخابات والتوقعات الاقتصادية الأكثر إثارة للقلق على تحويل ترامب إلى سياسي أكثر مرونة في المفاوضات.
مشاركة :