واشنطن- في العصر الرقمي الذي نشهده اليوم أظهرت دراسة جديدة أن عوامل التشتيت يمكن أن تغيّر إدراك الأشخاص للأشياء. فبعد التعرض لعامل مثير للتشتت، قد يرى المرء واقعا مختلفا عن ذلك الذي شهده فعلا. وليس هذا فحسب، ولكن قد لا يدرك الشخص المُشتت أن واقعه تغير. وفي الحقيقة قد يشعر بثقة كبيرة في واقعه الجديد. ويتساءل الباحثون الآن عما إذا كان هذا يمكن أن يؤثر في الطريقة التي يتذكر بها الأشخاص الأشياء، بحسب ما جاء في دراسة نشرت في دورية “جورنال اكسبيرمنتال سايكولوجي: هيومان بيرسيبشن أند بيرفورمانس” أي علم النفس التجريبي: الإدراك والأداء الإنساني. وعلى الرغم من أن هناك الكثير من الدراسات حول تكلفة التشتت في ما يتعلق بالوقت والدقة، إلا أن الباحثين في هذه الدراسة أرادوا معرفة ما إذا كانت عوامل التشتيت يمكن أن تغير ما يعتقد الأشخاص أنهم رأوه. ماذا لو كان شخص، على سبيل المثال، منتبها إلى لون ما عندما شتّت شيء آخر انتباهه؟ واستخدمت الدراسة التي أجريت في جامعة أوهايو، أربعة مربعات ملونة معروضة على شاشة. وطلب الباحثون من المشاركين التركيز على مربع ذي لون معين، ولكن أحيانا تتم إضاءة لون ساطع لفترة وجيزة حول مربع آخر كوسيلة تشتيت. ثم عرض الباحثون على المشاركين الذين يبلغ عددهم 26 شخصا، دائرة ألوان متعددة وطلبوا منهم الإشارة إلى أقرب درجة لون لمربعهم. وأظهرت النتائج أن الأشخاص إما اختاروا اللون الذي شتتهم وإما بالغوا في اختيار درجة لون بعيدة تماما عن اللون المشتت. ومن هذا المنطلق، خلص الباحثون إلى أن عوامل التشتيت قد تغير حقا إدراك المرء لما يعتقد أنه رآه، بحسب ما جاء على موقع “ميديكال نيوز توداي”. وقال المؤلف الرئيسي للدراسة جياجينغ شين “التشتت يمكن أن يسبب مشاكل في الحياة الواقعية أكثر خطورة من أخطاء الإدراك التي وجدناها في المختبر”. وأضاف “لا يوجد شك في أن التشتت عن مهمتنا الحالية يمكن في الغالب أن يؤثر سلبا على أدائنا. ولذلك لا يسمح باستخدام الهواتف الجوالة خلال القيادة، فحتى هذه النظرة الخاطفة لهاتفك قد تكون لها عواقب خطيرة”.
مشاركة :