فرانكفورت (ألمانيا) - يتجه أغلب مصنعي السيارات وحتى الشركات الناشئة بشكل متزايد للبحث عن حلول بيئية تنسجم مع المناطق المزدحمة، لذلك ينصبّ التركيز على تزويد السوق بجيل من المركبات الكهربائية الصغيرة. وآخر المنضمين للقافلة شركة أرتيغا الألمانية الناشئة التي كشف النقاب عن سيارتها كارو الكهربائية متناهية الصغر خلال فعاليات معرض فرانكفورت الدولي للسيارات. وذكرت الشركة أن سيارتها الجديدة التي تستلهم ملامحها من إيزيتا وهي أيقونة بي.أم.دبليو خلال خمسينات القرن الماضي، مصنوعة من اللدائن المقواة بألياف زجاجية. ويقول مصممو النموذج إن كارو تعتبر مثالية للمدن الكبرى المزدحمة؛ حيث يبلغ طولها 2.4 متر وعرضها مترا ونصف المتر، في حين يبلغ وزنها 514 كيلوغراما. كما توفر السيارة مقعدين ومساحة تخزين بسعة 300 لتر. ويدخل الركاب السيارة عبر باب أمامي يتم فتحه من الأمام، كما يمكن التحميل في حيز الأمتعة عبر غطاء خلفي. وتتوفر للسيارة الكهربائية بطارية تتيح بلوغ مدى سير 125 كلم، وبطارية أكبر تتيح بلوغ مدى سير يصل إلى 200 كلم، في حين تقف السرعة القصوى للسيارة عند حاجز 90 كلم/س. ومن المقرر طرح السيارة كارو الجديدة في الأسواق نهاية الخريف الجاري بسعر يبدأ من 14 ألف يورو. وتمتلك السيارات الكهربائية الصغيرة فرصا واعدة لتحقيق انتشار واسع في المستقبل، وذلك بفضل حجمها المناسب للمدن الكبيرة المزدحمة، كما أنها تعتبر صديقة للبيئة بفضل انخفاض انبعاثاتها. الشركة زودت سيارتها بنوعين من البطاريات، الأولى يبلغ مدى سيرها 125 كلم والثانية 200 كلم قبل إعادة الشحن وتمثل المحركات الكهربائية حاليا طوق النجاة للسيارات الصغيرة، حيث قامت فولكسفاغن بتحديث سيارتها آب الكهربائية، كما قررت سمارت إحالة محركات الاحتراق الداخلي إلى التقاعد والاعتماد على محركات كهربائية في سياراتها الصغيرة. وتعمل ميني هي الأخرى على تطوير سيارة كهربائية صغيرة. وبالإضافة إلى ذلك أعلنت بيجو وأوبل عن توفر موديلات كهربائية من 208 وكورسا من البداية. وبدأت شركة دايملر في تحويل إنتاج وتطوير علامتها التجارية الذكية إلى الصين، حيث سيتم بناء السيارات الصغيرة بشكل خاص بحلول 2022 كجزء من مشروع مشترك مع مجموعة جيلي. ورغم ارتفاع أسعارها مقارنة بالسيارات التقليدية فإن هذه الموديلات تتميّز بعملية شحن سهلة باستخدام الأسلاك المتوفرة عبر الربط مع مصدر طاقة من خلال قابس تحت شعار العلامة التجارية الموجود على الغطاء الأمامي للسيارة. ومع كل ذلك لا يزال هناك شعور عام في عدة مجتمعات بأن السيارات الصغيرة تميل إلى أن تكون أكثر خطرا من السيارات الكبيرة. ويتفق خبراء مع هذا الأمر حيث يرون أن هذا الشعور يبدو صحيحا نوعا ما رغم التطور التكنولوجي الحاصل على صعيد السلامة والتقنيات المتقدمة المساعدة للقيادة الآمنة. ويقولون إنه من البديهي أن تساهم التكنولوجيا البسيطة التي يتم تزويد السيارات الصغيرة بها في الحد من مخاطر الحوادث، وهو ما أثبتته بالفعل العديد من الدراسات والتجارب العملية. وكانت شركة تويوتا اليابانية أحد أبرز المصنعين اللذين بادروا بابتكار نموذج اختباري قبل عامين، أطلقت عليه اسم آي.تريل كونسبت، والذي يعبر عن رؤيتها للبديل المناسب للمركبات في المدن المزدحمة. وتتألف المركبة الاختبارية من عجلتين وثلاثة مقاعد بنظام الترتيب 2+1، وتعتمد على نظام الدفع الكهربائي الخالي من الانبعاثات الضارة.
مشاركة :