ردت الجبهة الثورية على المقترحات التي قدمتها لها مصر حول دعم السلام، بالتأكيد على أنه سيتم أخذها في الاعتبار للوصول إلى سلام عادل وشامل وقابل للاستدامة. فحول المقترحات والأفكار التي قدمتها مصر للجبهة الثورية، قالت مصادر مطلعة شاركت في اجتماعات «الجبهة الثورية» في العين السخنة، لـ «الاتحاد»: إن الجبهة الثورية تلقت الأفكار التي قدمتها مصر بشأن دعم تحقيق السلام الشامل في السودان، وأنها تعبر عن رؤية عميقة سيتم أخذها في الاعتبار للوصول إلى سلام عادل وشامل وقابل للاستدامة. وأوضحت المصادر أن «الجبهة الثورية» عبرت في ردها على المقترحات المصرية عن قناعتها بأن مصر لا تسعى لاحتكار عملية السلام، ولا تجعل من نفسها وصية على العملية السلمية أو فرض رؤيتها، وأن مصر سعت لتوحيد منبر مفاوضات السلام مع إفساح المجال للدول ذات الاهتمام الخاص بالسلام في السودان، كأطراف مسهلة للعملية السلمية، كل طرف حسب الميزة التي يتمتع بها. وأشارت المصادر أن مصر اقترحت عقد مؤتمر لإعادة الإعمار ومؤتمر آخر للنازحين واللاجئين، مع إطلاق المفاوضات وتوقيع وقف العدائيات والعملية الإنسانية. وأشارت المصادر إلى أن الرؤية المصرية اهتمت باستصحاب الشرعية الدولية والإقليمية وقرارات الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بشأن دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وكذلك التأكيد على ما جاء في إعلان جوبا بين الجبهة الثورية والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو والحكومة السودانية. ومن المقرر أن تعقد اليوم ورشة عمل لكوادر الجبهة حول فن التفاوض يديرها خبراء مصريون. وفي هذه الأثناء، قال الهادى ادريس رئيس الجبهة الثورية، إن السودان ينعم الآن بمناخ جديد وفرصة وإرادة سياسية جديدة مدعومة برغبة شعبية لتحقيق السلام ومعالجة قضايا الحرب، وأعرب عن سعادته لانعقاد اجتماعات الجبهة الثورية في القاهرة. وقال أسامة سعيد القيادي بالجبهة الثورية: على الجميع التهيؤ للتغيير القادم بموجب اتفاق السلام، والذي سوف يعيد ترتيب المشهد السياسي وكل مؤسسات السلطة الانتقالية . وقال محمد حسين شرف القيادي بحركة العدل والمساواة والجبهة الثورية لـ«الاتحاد»: تلقينا أفكارا مصرية تدعم الخط السلمي وتدعم تحقيق السلام الشامل في السودان، وأضاف: أن الأفكار جيدة وقيمة وهي محل تقدير الجبهة. يأتي ذلك في وقت وصلت وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال الذي يتزعمه عبد العزيز الحلو إلى القاهرة للمشاركة في المباحثات التي دعت لها مصر، وتراس الوفد جوزيف تكا، وضم عمار آمون وكوكو جقدول وسلي موسى والجاك محمود. من جهة أخرى، أكد الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السوداني التزام بلاده بالجهود العالمية الرامية إلى إدارة الهجرة بطريقة منظمة وكريمة وآمنة، وشدد خلال لقائه المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي في نيويورك على أهمية مبدأ أهداف التنمية المستدامة الأساسي، وهو ضمان عدم تخلف أحد عن الركب، كما بحث حمدوك مع أخيم شتاينر مدير برنامج المتحدة الإنمائي الفرص والأولويات والشراكة الاستراتيجية بين السودان والبرنامج خلال الفترة الانتقالية. وحظيت مشاركة رئيس الوزراء السوداني في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بترحاب من السودانيين، واعتبروها بداية لإعادة السودان لوضعه الطبيعي في المجتمع الدولي، حيث كان الرئيس السوداني المعزول عمر البشير محروماً من المشاركات في الفعاليات الدولية منذ ملاحقته من قبل المحكمة الجنائية الدولية على خلفية ارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة وضد الإنسانية في دارفور.
مشاركة :