رجّحت دراسةٌ علمية أمريكية جديدة أن يكون كوكب الزهرة قد شكّل في الماضي بيئةً صالحة لكائنات حيّة استمرت إلى طرأ أمر غامض أحال سطح الكوكب من حالة "نعيم" إلى حالة "جحيم". ويطلق على الزهرة لقب توأم الأرض، لوجود تشابه بين الكوكبين من ناحية الحجم والتركيب، ويعدّ الزّهرة أقرب الكواكب إلى الأرض إذ تقدّر المسافة بينهما بنحو 40 مليون كيومتر. الدراسة التي شارك فيها باحثون من معهد غودارد لدراسات الفضاء التابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، ونشرت يوم الاثنين الماضي، بيّنت أن درجات حرارة على سطح كوكب الزهرة كانت مستقرة قبل نحو 700 مليون عام، وكان هناك مياه سائلة، ما يعني أن العوامل الرئيسة لوجود كائنات حية كانت متوفرة. وأشارت الدراسة إلى أن درجات الحرارة على سطح الزهرة في تلك المرحلة كانت تتراوح ما بين 20 درجة مئوية و50 درجة مئوية، واستمر الحال هكذا على سطح الكوكب لمدّة تتراوح ما بين ملياري وثلاثة مليارات عام، إلى أن حدث تحول دراماتيكي قبل 700 مليون عام أدى إلى إعادة تشكيل الكوكب الذي باتت درجة حرارته تبلغ حالياً نحو 462 درجة مئوية. ووفق العالم مايكل واي أحد المشاركين في وضع الدراسة المذكورة، فإن هناك احتمال أن تغيّر الظروف على سطح الزهرة أدى إلى تحوّله من جرم سماوي يمتلك بيئة صالحة للحياة إلى كوكب ببيئة جهنمية. وتابع العالم واي قائلاً: "إن الدراسة (التي قام الفريق العلمي بوضعها) تفترض أن كوكب الزهرة قد شهد مناخاً مستقراً على سطحه لمليارات السنين".للمزيد في "يورونيوز"لقاء مع كوكب الزهرةإزاحة الستار عن كوكب الزهرةشاهد: كهف شمال في إسبانيا يحاكي الحياة على المريخ يذكر أن كوكب الزهرة هو الثاني من بين الأجرام السماوية في المجموعة الشمسية من حيث شدّة اللمعان، ويسبقه في ذلك كوكب زحل الذي يعكس نحو 90 بالمائة من الأشعة التي تسقط عليه من الشمس، ويُعد الزهرة بالإضافة إلى أورانوس الكوكبين الوحيدين من كواكب المجموعة الشمسية اللذين يدوران من الشرق إلى الغرب، ويبلغ طول اليوم الواحد في الزهرة نحو 117 يوماً أرضياً.
مشاركة :