ابو بقر يكتب: السعودية حاربت معنا وغيرها حاربنا

  • 9/26/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يعجبني تركيز الدبلوماسية الاردنية التي يقودها جلالة الملك على مسألتين رئيستين هذا الأوان ، الأولى هي الإصرار على رفض أية حلول لا تفضي إلى قيام دولة فلسطينية على خطوط الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية ، والثانية هي الإعلان الصادق والجاد المتضمن الوقوف إلى جانب السعودية ودعمها في أية إجراءات تتخذها إزاء ما تتعرض له من أعتداءات .تاريخيا وقفت السعودية معنا في كل المراحل والأزمات وبالمال وبالسلاح والرجال وبلا منة أو تردد ، كما وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ، لا بل وحاربت معنا إبان حرب الأستنزاف في أعقاب حرب عام ١٩٦٧ وكان جيشها مرابطا في جنوب مملكتنا إلى جانب جيشنا في مواجهة أسوأ عدو عرفه تاريخ البشرية .ليس كذلك وحسب ، بل ظلت السعودية وما زالت أكبر داعم لنا ولدولتنا ، ولو وقفنا أمام جردة حساب لوجدنا أن السعودية دعمت بلدنا بمليارات الدولارات ومولت وما زالت الكثير من المشروعات الكبرى في بلدنا ، ولا ننسى برقية الملك الحسين رحمه الله إلى الملك فهد رحمه الله إبان تفجر أزمتنا المالية في نيسان ١٩٨٩ ، فلم يتطلب الأمر سوى زيارة قام بها الحسين للرياض ولساعات حتى جاء المدد منها فور عودة الحسين رحمه الله إلى عمان ليخط برقية لأخيه الملك فهد رحمه الله متضمنة جملة معبرة تقول .. فرج الله همكم .نعم لا ينسى أو يتناسى الجميل إلا ناكره ، ونحن لسنا كذلك وهو ليس من شيمنا أبدا ، ونعم حاربت السعودية معنا ، فيما غيرها حاربنا وإجتازت دبابات جيشه سامحه الله حدودنا ، ثم كان ردنا أن حاربنا معه عندما داهمه الخطر .السعودية اليوم تواجه تهديدا خطيرا ، وهو تهديد لكم نتمنى أن لا يكون أبدا ، وأن يكون السلام والوئام بديلا عنه ولمصلحة الشعوب العربية والإسلامية كافة ، لكن الأمر ليس بأيدينا ، فالمؤامرة الصهيونية وداعموها يفعلون فعلهم الخبيث في إقليمنا كله ويدفعون دولنا ألى الإحتراب تحقيقا لمآربها الشريرة .نعم كانت السعودية وما زالت وتبقى بعون الله الجارة والشقيقة التي لا تتخلى عنا ولا نتخلى عنها مهما حاول البعض بوعي أو بغير وعي دق الأساسين في علاقاتنا التاريخية الراسخة معها ، ومع دول الخليج العربي الشقيقة كافة .لم أرغب في نبش التاريخ لتذكير الجيل الجديد بالحقائق ، فأنا من أشد المؤمنين بأن علاقة العربي بالعربي يجب أن تتجاوز الخلافات مهما كانت ، عندما يكون الخطر محيطا بنا جميعنا بلا إستثناء لأي منا عربا ومسلمين على حد سواء ، خدمة للمخططات الصهيونية الماكرة ، لكنني رغبت وفي هذا الوقت الذي تتعرض فيه السعودية الشقيقة للمخاطر والإعتداءات وللإبتزاز الماكر أيضا ، أن أسجل لجلالة الملك وعيه التام بما يجري في أقليمنا وتأكيده المتواصل على دعم السعودية والوقوف معها في مواجهة الشرور.قبل أن أغادر ، السعودية ما قصرت معنا أبدا عبر تاريخنا ، ونحن كذلك ما قصرنا ، وها هو الملك وبرغم محاولات الطارئين في علم السياسة يائسين متوهمين أمكانية فك عرى التواصل والتلاقي والمصير المشترك بيننا وبينها ، يقول وبلا تردد ، نحن مع السعودية في إجراءاتها لحفظ أمنها وإستقرارها ، إنسجاما مع حقيقة أن أمننا واحد ومشترك ، تماما كما هو الأمن القومي العربي كله ، والله من وراء قصدي .

مشاركة :