زواج القاصرات هو الجريمة التى يقام لها الافراح فى مجتمعنا ويكتب لها عقد برضاء جميع الاطراف ولا يعاقب عليه القانون. والمتضرر الوحيد منه هو المرأة لأنها الطرف الضعيف فى هذا الموقف. والضعف هنا يكمن فى افكارها بحكم صغر سنها فهى غير مدركة لمدى خطورة هذا الزواج عليها وعلى اولادها فى المستقبل وعلى المجتمع الذى فرضه عليها وهو يعلم بمدى الخطر الذى ينتظرها جراء هذا الزواج.فتحكى لنا هبة قصتها وهى فى سن السادسة عشرة من عمرها وتقدم لها رجل فى سن الخامسة والثلاثين. فلك ان تتخيل الفرق بينهما فى السن وهو عشرون عاما فهذا الرجل سيكون زوجا أم أبا لهبة وهل يمكن للأب ان يكون زوجا او هل يمكن للزوج أن يكون أبا؟.فكيف يمكن لطفلة دون العشرين سنة ان تربى اطفالا مثلها وكيف تعلمهم شؤون دنياهم وهى لا تعلمها وكيف لها ان تعطى رجلا حقوقه وهى فى سن اللهو واللعب والتعلم فقد نتج عن هذه الزيجات نسب طلاق عالية بحسب احصائيات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء.فزواج القاصرات لايزال منتشرا فى الدول النامية وعلى مر العصور مثل الدول الافريقية الفقيرة وهذا يرجع الى تدنى الاحوال الاقتصادية والاجتماعية فى هذه المجتمعات والى اهمية العذرية التى فرضتها على الاناث وهى من المحركات الاساسية لزواج القاصرات فضلا عن العادات والتقاليد والثقافات والموروثات عبر الاجيال وعدم وجود قوانين رادعة تمنع هذه الممارسات والخوف من العنوسة والأمية المنتشرة فى تلك المجتمعات.وهذا النوع من الزواج لا يقتصر فقط على الاناث وإنما هناك عائلات يزوجون ابناءهم الذكور فى هذه السن اعتقادا منهم انه اذا تزوج الولد مبكرا سوف ينمو عقله وتتغير احواله ويكون لديه فرصة اكبر فى الانجاب وهذه الفكرة فى حد ذاتها كارثة، ففى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (تناكحوا تناسلوا فإنى مباهٍ بكم الامم يوم القيامة ) ويعنى المباهاة هنا هى التباهى بالكيف والمضمون وليس بالكم والعدد، فالزواج المبكر هو احد اسباب الوفاة للفتيات وذلك لتعرضهن لخطر الحمل والولادة وبدلا من ان تلهو وتلعب فهى تتحمل مسؤولية اسرة وواجبات زوجية فوق طاقتها فهو نوع من انواع العنف ضد المرأة. فالذين يقولون ان الصحابيات تزوجن مبكرا مثل السيدة عائشة رضى الله عنها سوف أرد عليه بأننا لسنا فى عصر الصحابة فزمنهم غير زمننا وبنيان اجسادهم غير بنيان اجسادنا فما دخل علينا من اشياء حديثة فى الاطعمة والتلوث الذى نعيش فيه جعل اجسادنا ضعيفة لا تقوى على تحمّل ما تحمله أجدادنا فى الماضى فكل ميسر لما خلق له ويجب علينا ألا نقارن الأزمنة ببعضها.
مشاركة :