يخصص نسبة من راتبه للعمل الخيري لندن ـ وكالات: كشف يورجن كلوب، المدير الفني لنادي ليفربول الإنجليز، الفائز بجائزة أحسن مدرب في العالم لعام 2019، أنه يستلهم دوافعه قبل المباريات المهمة من سلسة أفلام «روكي» الأسطورية. وكتب الألماني كلوب «52 عاما» في منصة «ذا بليارز تريبيون» الإلكترونية أول أمس إنه دائما يفكر في شخصية «روكي بالبوا» عندما يكون في حاجة إلى مصدر إلهام قبل أحاديثه مع اللاعبين.وأعرب كلوب عن اعتقاده «بضرورة عرض أفلام روكي 1 و2 و3 و4 في المدارس العامة في أنحاء العالم تماما كما يتعلم المرء حروف الأبجدية». وأظهر كلوب مدى إعجابه بتلك السلسل حين قال: «عندما تشاهد هذه الأفلام ولا تجد نفسك بعدها راغبا في الصعود إلى القمة، فثمة شيء خطأ لديك». وتحدث كلوب أيضا عن لحظة غير موفقة «لروكي»، مشيرا إلى أنه عرض مقاطع مشهورة من فيلم روكي 4 في عام 2011 على لاعبي فريقه السابق بوروسيا دورتموند قبل مباراة القمة أمام بايرن ميونخ لإثارة الحافز لديهم، مشيرا إلى أنه عرض مقاطع للشرير الروسي إيفان دراجو مع روكي بالبوا داخل كوخ في سيبريا.وتابع أنه خاطب اللاعبين وقال إن بإمكانهم أن يحققوا المستحيل حتى مع كونهم أصحاب الفرص الأقل حظا. وأوضح أنه لمّا لاحظ عدم وجود رد فعل من قبل اللاعبين، اكتشف أن اثنين من اللاعبين الكبار لم يشاهدا أفلام روكي من قبل، «فكان كل حديثي هراء، هل يمكن تصديق هذا؟ واضطررت للبدء من جديد». وعن فوزه بجائزة أحسن مدرب في العالم للعام الحالي، قال كلوب: «بمنتهى الصراحة لو كان أحد ما من المستقبل قدم إلي عندما كان عمري 20 عاما وأخبرني بكل ما سيحدث في حياتي، ما كنت لأصدق هذا».واستطرد كلوب قائلا إنه كان في هذه الفترة من عمره هاويا لكرة القدم، وصار أبا لأول مرة وكان يذهب إلى الجامعة ويعمل في مستودع لحفظ أفلام السينما. وبيّن: «كنت أنام كل ليلة 5 ساعات، وأذهب إلى المستودع في الصباح، وفي النهار أذهب إلى المحاضرات، وفي المساء أتدرب ثم أعود إلى المنزل لقضاء وقت مع ابني، لقد كان هذا صعبا لكنه علمني ما هي الحياة السليمة». وقرر يورجن كلوب المدير الفني لفريق ليفربول الإنجليزي لكرة القدم، حامل لقب دوري أبطال أوروبا، تخصيص نسبة 1% من راتبه للعمل الخيري.وقال كلوب، الذي توج الإثنين بجائزة أفضل مدرب خلال حفل الاتحاد الدولي (فيفا) لتوزيع جوائز «الأفضل» والذي أقيم في ميلانو، إنه جزء من جمعية «كومون جول» (هدف مشترك). وذكرت الجمعية، التي أسسها خوان ماتا لاعب خط وسط مانشستر يونايتد في عام 2017، أنها تهدف «إلى المساعدة في إحداث تغيير اجتماعي وتحسين الحياة.» وأضاف كلوب خلال حفل توزيع جوائز الفيفا: «إنني فخور حقا وسعيد بإعلان أنني اعتبارا من اليوم أصبحت عضوا في عائلة كومون جول.»وختم: «بالطبع يعرفها (الجمعية) البعض، وإن لم تكونوا تعرفونها، ابحثوا عبر جوجل. إنه أمر رائع.» هذا ويملك يورجن كلوب كل الصفات التي تجعله مدربا محبوبا من الجميع، شعبيته في انتشار دائم، شخصيته عفوية، قدراته التدريبية فذة واستثنائية، ونضيف إلى ذلك أنه أصبح أخيرا فائزا بالألقاب الكبيرة، بعدما رفع مع ليفربول كأس دوري أبطال أوروبا. ولهذا السبب، لم يكن غريبا أن يظفر كلوب بجائزة أفضل مدرب في العالم للعام 2019 المقدمة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مساء الإثنين، بعدما تفوق على خصمين شرسين له في الدوري الإنجليزي الممتاز، هما مدرب مانشستر سيتي بيب جوارديولا، والمدير الفني لتوتنهام ماوريسيو بوكيتينو. استحق كلوب الفوز بالجائزة، فقد تمكن من قيادة ليفربول لقمة المجد القاري، بفضل إدارته الذكية لتشكيلته الزاخرة باللاعبين الموهوبين، وتعامله المنطقي مع أساليب لعب الخصوم، وكذلك حضوره الطاغي في كل مكان يتواجد فيه. لم يكن موسم كلوب مفروشا بالورود، فقد تلقى ضربات مؤلمة في بداية مشواره بالمسابقة الأوروبية، حيث خسر ليفربول أمام نابولي والنجم الأحمر، قبل أن يتعافى تدريجيا، ويشق طريقه إلى نصف النهائي لملاقاة برشلونة. راقب المدرب الألماني فريقه وهو يترنح أمام ليونيل ميسي وزملائه في ذهاب دور الأربعة على ملعب «كامب نو» بثلاثية نظيفة، لكنه لم يفقد الأمل، وساعد اللاعبين على استجماع قواهم في لقاء الإياب الذي انتهى لمصلحة الفريق الإنجليزي برباعية نظيفة. والجميل في الأمر أن كلوب رفض تلقي الثناء على ما تحقق في تلك الليلة، مؤكدا أن الفضل في التأهل إلى المباراة النهائية يعود أولا وأخير للاعبين، ومعترفا أيضا بأنه لم يفهم حقيقة ما حدث على أرض الملعب.. وتبقى على كلوب أن يقود فريقه للفوز على توتنهام في المباراة النهائية، وهو ما تحقق بهدفين نظيفين، ليضع خلف ظهره بذلك، هزيمته مع بوروسيا دورتموند في نهائي المسابقة ذاتها عام 2013 أمام بايرن ميونخ. أداء ليفربول لم يكن عظيما فقط في دوري الأبطال، بل قدم الفريق الأحمر مستويات راقية في مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز، وإن لم يفز باللقب بمسماه الحالي للمرة الأولى فـي تاريخـه.
مشاركة :