قالت وزارة الدفاع التركية إن مقاتلتين من طراز «إف 16» تابعتين لسلاح الجو حلّقتا فوق الأجواء السورية في شرق الفرات في إطار عملية «العزم الصلب» التي ينفذها التحالف الدولي للحرب على «داعش» في سوريا والعراق.وقالت الوزارة في بيان على «تويتر» إن المقاتلتين حلّقتا، أمس (الأربعاء)، فوق أجواء شرق الفرات السورية بين الساعتين 10:00 و12:00 بتوقيت تركيا (07:00 و09:00 بتوقيت غرينتش)، في إطار عملية «العزم الصلب».كانت مقاتلات تركية من طراز «إف 16» قد حلّقت فوق الأجواء السورية يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين أيضاً، في إطار العملية ذاتها.جاء ذلك في ظل استمرار التنسيق مع الولايات المتحدة بشأن إقامة منطقة آمنة شمال شرقي سوريا، تثير خلافات بسبب الغموض حول عمقها وامتدادها وإخلائها تماماً من وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكون لتحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد).وترغب تركيا في إقامة منطقة على حدودها مع سوريا بعمق 32 كيلومتراً وامتداد 450 كيلومتراً لتشمل مناطق سيطرة «قسد» في منبج وشرق الفرات، بحيث تكون لها السيطرة التامة عليها، وأن يتم إخلاؤها من أي وجود لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية الحليفة لواشنطن في الحرب على «داعش»، وأن توقف واشنطن دعمها العسكري لـ«قسد». وفي المقابل، ترفض واشنطن انفراد تركيا بالسيطرة على المنطقة المقترحة وتعمل من خلال مركز العمليات المشتركة الذي تأسس مع تركيا الشهر الماضي، على تلبية الاحتياجات الأمنية لتركيا، وترى أن المنطقة الآمنة ستكون على عمق ما بين 5 و14 كيلومتراً باختلاف المناطق، مع ضمان حماية الحليف الكردي في الحرب على «داعش».في السياق ذاته، التقى المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري، ليل الثلاثاء – الأربعاء، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ74 في نيويورك.وتناول اللقاء آخر تطورات الأوضاع في سوريا، فضلاً عن آخر المستجدات بمحافظة إدلب، وتشكيل اللجنة الدستورية السورية، إلى جانب سبل دفع العملية السياسية لحل الأزمة السورية. وقالت مصادر تركية إن المسؤولَين التركي والأميركي تحدثا عن التطلعات بخصوص سرعة تأسيس المنطقة الآمنة في شمال سوريا في ضوء حساسيات أنقرة، واتفقا على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة من أجل تحقيق السلام الدائم في سوريا.وكرر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في جلسة في إطار أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء أول من أمس، أن تركيا ستعمل على إقامة منطقة آمنة في شمال شرقي سوريا، قائلاً «إننا أعدنا الحياة للمناطق التي طهّرناها من الإرهاب في سوريا، حيث أقمنا فيها مدارس ومستشفيات ونعيد تأسيس بنيتها التحتية والفوقية... والآن وبالهدف ذاته نستعد لتطهير شرق الفرات من (التنظيمات الإرهابية)».
مشاركة :