الأمم المتحدة - الوكالات: عززت الولايات المتحدة أمس العقوبات الاقتصادية على إيران، ما قد يبعد أكثر فأكثر احتمال تمكن الأوروبيين من تحقيق تقدم في مساعيهم داخل أروقة الأمم المتحدة لعقد لقاء بين دونالد ترامب وحسن روحاني. وكان الرئيس الأمريكي قد توعد يوم الثلاثاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بـ«تشديد» العقوبات على إيران «ما دامت مستمرة في سلوكها التهديدي». وبالفعل، أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أمس فرض عقوبات على شركات صينية متهمة بـ«نقل نفط من إيران» في «انتهاك» للحظر الأمريكي على هذا البلد. وأضاف بومبيو: «نقول للصين ولجميع الدول: «عليكم أن تعلموا أننا سنفرض عقوبات على أي خرق لعقوباتنا التي تستهدف أي نشاط» مع إيران. وقال بومبيو في ندوة بعنوان «الاتحاد في مواجهة نووي إيران» إن «إيران هي المعتدية وليست ضحية بأي شكل من الأشكال»، معتبراً أنها لا تستجيب إلا للقوة. كما اتهم بومبيو طهران «ببث الفوضى عن طريق دعمها للأسد والحوثيين في اليمن ومليشيات شيعية في العراق». وأشار إلى أنه مع «بدء استراتيجية الرئيس الأمريكي ضد طهران، أوقفنا أرباح إيران وضاعفنا الضغوط على النظام». ودعا وزير الخارجية الأمريكي «المسؤولين الإيرانيين إلى أن يضعوا مصالح الشعب أولا». إلى جانب ذلك، نوه إلى قيام واشنطن بفرض «عقوبات صارمة على الحرس الثوري الإيراني»، مضيفاً أن «العالم يدرك جدية الولايات المتحدة». في المقابل رفض روحاني أمس إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة ما دامت العقوبات مفروضة على بلاده، وقال في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: «أود أن أعلن أن ردنا على أي مفاوضات في ظل العقوبات هو: لا». وقال: «الصور التذكارية هي المرحلة الأخيرة وليست الأولى من المفاوضات». وشكك في صدق رغبة الولايات المتحدة في التفاوض، مشيرا إلى أن المسؤولين في إدارة ترامب يتفاخرون بالضرر الذي ألحقته العقوبات الأمريكية بإيران. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي كثّف تحركاته في اليومين الأخيرين بين نظيريه الأمريكي والإيراني، قد اعتبر مساء الثلاثاء أن «ظروف استئناف سريع للمفاوضات» قد «تهيأت». لكن يبدو أن جهود ماكرون باءت بالفشل، ولا سيما بعد أن أكد ماكرون أن الرئيس الإيراني «سيضيع الفرصة إذا لم يلتق نظيره الأمريكي في نيويورك» على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. فقد نقلت صحيفة وول ستريت جورنال أمس عن أشخاص مطلعين على ملف الوساطة الفرنسية قولهم إن ماكرون بذل جهدا كبيرا لعقد اجتماع بين ترامب روحاني لكن محاولته باءت بالفشل، بعد تمسك الجانب الإيراني بتخفيف العقوبات الأمريكية أولاً كشرط للقاء.
مشاركة :