اللغة العربية واسعة، ومفرداتها كثيرة، والإحاطة بها ليس بهذه السهولة، وإن مفرداتها كثرت وتنوعت وتطورت. بتأثير اللغات فيها (واللغات التي أثرت في العربية في الزمان القديم: الفارسية والحبشية والآرامية. فقد كانت لغات الأقوام المجاورة للعرب في القرون السابقة للهجرة. فاللغة الآرامية على اختلاف لهجاتها كانت سائدة في كل بلاد فلسطين وسورية وبين النهرين، وفي بعض العراق. واللغة الفارسية كانت مجاورة للآرامية والعربية في العراق. وكان نفوذها قوياً في شرق جزيرة العرب وجنوبها. واللغة الحبشية ومعها اللغة العربية الجنوبية، والمقاربة جداً للحبشية، كانت تجاور العربية الشمالية في جزيرة العرب نفسها. فإن تجار مكة كانوا يتجرون مع الآراميين في دمشق، ومع الفرس في الحيرة والمدائن، ومع سبأ وحمير في اليمن، وقوافل هذه الأقوام كانت تجتاز جزيرة العرب من جهة إلى أخرى)، فلا عجب أن أثرت تلك اللغات في اللغة العربية، تأتي معاتبة من بعض القراء الى كتّاب أعمدة الصحف الذين اعتادوا أن يضمنوا مقالاتهم مفردات أجنبية أو يكتبوا المقابل باللغة الانجليزية. والعتب - في رأيي - في محله، والقارئ دائماً على حق. لكن الكاتب أيضاً صائب في نهجه إذا اعتقد - كأحسن ما يراه - أن الكلمة الانجليزية توسع الدلالة، أو تحدد المفهوم المراد. أو أنها - أي الكلمة الانجليزية - أفضل بديل لجملة عربية طويلة مطاطة. فمجمع اللغة العربية أعطى اسماً لل كراج وسماه «المرآب» وهي كلمة ثقيلة النطق. وفي بدايات الاتصالات أعطى المجمع اسماً للتلفون.. وسماه «المسرة» اعتماداً على أن الحديث فيه سري لا يسمعه أحد. على عكس الجهر. ولو ترجمنا كلمة التلفون حرفياً لوجدناها تعني «الصوت الكلامي المسموع عن بعد». وقال نحويون آخرون انه «المسماع». آتي الى القول أن هناك آراء تذكر أن القرآن الكريم استعمل كلمات فارسية الأصل: كأباريق وسجيل، واستبرق. واستعمل أيضاً كلمات رومية كقسطاس، وصراط، وشيطان وإبليس. كذلك جاء في القرآن الكريم كلمات من الحبشية كأرائك، ودرّي، وكفلين (نصيبن) وقسورة. كذلك أخذ من السريانية سرادق، ويم وطور، وربانيين. ومن الزنجية أيضاً كلمات حصباً وسرياً. ومن العبرانية فوم. والتركية القديمة غساقاً. ومن الهندية مشكاة ومن القبطية عبارة هيت لك.؟ وأعتقد أن لا ضير على الكاتب أن يوظف مخزونه اللغوي في إجلاء بعض ما يريد قوله خدمة للقارئ. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :