أسدل الستار يوم أمس الخميس على فعاليات مؤتمر الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) في نسخته العاشرة، والذي تنظمه الشركة العمانية - الهندية للسماد «أوميفكو» خلال الفترة من 24 - 26 سبتمبر الجاري تحت رعاية الدكتور حمد بن سعيد العوفي وزير الزراعة والثروة السمكية في سلطنة عمان.وأوصى المتحدثون والخبراء المشاركون في المؤتمر بضرورة الاستثمار في البحوث والابتكار لمواكبة الاتجاهات الجديدة في صناعة الأسمدة في ضوء التنافس العالمي الشديد الذي يشهده القطاع، ولمواجهة التحديات التي تواجه الصناعة، ومن بينها إنتاج المحاصيل في التربة المالحة أو من خلال استخدام المياه المالحة في منطقة الخليج العربي. وتطرق المؤتمر من خلال أوراق العمل والجلسات النقاشية إلى جملة من القضايا التي تواجه صناعة الأسمدة في ظل التغير المناخي الذي يشهده العالم، وتحول الحقبة الجديدة لصناعة المغذيات الزراعية، والابتكار وآخر المستجدات والتطورات التكنولوجية التي يشهدها القطاع في المنطقة والعالم.وفي كلمته الختامية للمؤتمر، قال الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات «جيبكا» إن النسخة الحالية شهدت مشاركة مميزة من المهتمين في هذه الصناعة، مشيرًا إلى مشاركة 336 خبيرًا ومتخصصًا في صناعة الأسمدة بزيادة بلغت 3% عن النسخة الماضية، كما شهدت هذه النسخة مشاركة 79 شركة من 23 دولة، و25 متحدثًا، بالإضافة 90 طالبًا وطالبة من الجامعات من مختلف دول الخليج العربية.وبيّن السعدون أن صناعة الأسمدة الخليجية تواجه العديد من التحديات التي تجعل من مثل هذه المؤتمرات منصة لتبادل الأفكار التي تساعد على مواجهة تلك التحديات، مضيفًا أن من أبرز التحديات التي تواجه دول الخليج بيئتها الصحراوية وشح المياه، حيث أدى ذلك إلى قيام دول الخليج بتصدير 90% من إنتاجها للأسواق الخارجية، مؤكدا أن دول الخليج أصبحت مركز ثقل في صناعة الأسمدة، وأن التوسع في هذه الصناعة مستمر بسبب احتوائها على الموارد الهيدروكربونية وبحكم الخبرة التي كونتها لمدة أربعة عقود.وأوضح السعدون أن الاتجاه القائم حاليًا في القطاع هو الاندماج وتأسيس كيانات كبيرة لتكون قادرة على الاستثمار في الموارد البشرية، والبحث عن التطوير باعتبارهما عنصرين هامين للنمو المستدام في صناعة الأسمدة وسط التنافس الشديد الذي يشهده القطاع، كما يتطلع الاتحاد في الوقت الحالي إلى الدخول لقارة افريقيا باعتبارها سوقًا واعدًا يقترب جغرافيًا من المنطقة.من جانب آخر، قال المهندس عصام الزدجالي رئيس مجلس إدارة الشركة العمانية الهندية للسماد «أوميفكو»: «تلعب صناعة الأسمدة دورًا مهمًا ومحوريًا في المحافظة على الأمن الغذائي على مستوى العالم، خاصة مع التزايد المضطرد لعدد السكان الذي من المتوقع أن يبلغ 9.6 مليار شخص بحلول العام 2050م، ويعد قطاع البتروكيماويات في دول المجلس من أكبر القطاعات الصناعية غير النفطية، وبات يشكل أحد أهم الأنشطة الصناعية التحويلية، وموردًا أساسيًا للصناعات البتروكيماوية في العالم».وأوضح الزدجالي في تصريحات له على هامش المؤتمر بأن أوميفكو تنتج مليون طن من سماد اليوريا، و200 إلى 300 ألف من سماد الأمونيا سنويًا. وقال: الشركة تنظر في الوقت الحالي إلى زيادة إنتاجها إما عن طريق إضافة قاطرة أخرى لإنتاج سماد اليوريا أو الأمونيا أو مشتقات أخرى مختلفة، ومن المتوقع الإعلان عن ذلك خلال العام المقبل. وأشار الزدجالي إلى أن استضافة السلطنة للمؤتمر للعام الثاني على التوالي هو دليل على امتلاكها لقاعدة جيدة في القطاع تؤهلها لذلك، وأن الهدف منه هو توحيد رؤية دول المجلس، والوصول إلى أسواق عالمية جديدة، واستعراض أحدث التكنولوجيا المتعلقة بصناعة الأسمدة.بتوجيهات من إدارة شركة جيبك، ورغبة في إتاحة فرص الاستفادة الممكنة مما يتم طرحه خلال المؤتمرات والتجمعات المتخصصة، الإقليمية منها والعالميّة، وتعزيزًا للشراكة القائمة بين الجانبين، قدمت شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات رعايتها لمشاركة عدد من منتسبي وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني لحضور فعاليات المؤتمر العاشر للأسمدة والذي اختتم أعماله أمس في العاصمة العُمانيّة مسقط.وفي تصريح له بهذه المناسبة، قال الدكتور عبدالرحمن جواهري، رئيس شركة الخليج لصناعة الأسمدة أن شركته تحرص كل الحرص على تشجيع العناصر البحرينية، أيّ كان موقع عملها، على الاستفادة مما يتم طرحه في المؤتمرات والندوات وورش العمل، سواء تلك التي تقوم الشركة بتنظيمها أو تلك التي تتولى تنظيمها جهات أخرى ترتبط معها الشركة بشراكات خاصّة، موضحًا أن شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات عضو مؤسس في الإتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا)، حيث يُقيم الاتحاد هذا المؤتمر بصورة سنوّية وهو حدث بارز يحظى بالكثير من الاهتمام والمتابعة على جميع المستويات.
مشاركة :