يقول عبدالله سلطان، موظف: «تكتظ مواقع التواصل الإلكتروني بنجوم، أو مشاهير خصصوا قنوات لتقديم حميات غذائية، وروتين غذائي من دون مرجعية طبية، ويعرضون خطوات تحضير مشروبات وأطعمة حارقة للسعرات ليس لها أساس من الصحة، وللأسف، ومن باب التجربة، اتبعت إحدى الأنظمة الغذائية التي قدمها أحدهم لفترة، وكانت النتيجة سيئة، إذ شعرت بهبوط شديد، وآلام في المعدة، ولاحظ كثيرون شحوباً في وجهي، وفقداني للوزن، فتوقفت عن اتباع ذلك النظام، وقررت عدم الثقة بأي محتوى يقدمه المشاهير».وتعرضت حياة عبد الغني، طالبة جامعية، لمشاكل صحية نتيجة اتباعها وصفات ومنتجات روّجتها نجمة على مواقع التواصل، وتوضح: «ظهرت واحدة من المشاهير عبر مقطع فيديو، تشرح فيه كيفية وضع الماكياج، لعلامة تجارية مدحتها، ونصحت المتابعين باستخدامها، بعد تجربتها الخاصة، وكان من ضمن المنتجات استخدام عدسات العيون لإكسابها لوناً طبيعياً، ومظهراً جذاباً، كما قدمت نوعاً معيناً من منتجات التجميل يستخدم كتقشير للبشرة، وبالفعل قمت بشراء هذه المنتجات، واكتشفت أنها رديئة للغاية، وسببت لي حساسية العيون، وظهرت حبوب على بشرتي».وتؤكد نرمين السعيد، موظفة، أن متابعة حسابات المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، أوالذين يطلقون على أنفسهم «الفاشونيستا»، ما هي إلا مضيعة للوقت. وتضيف: معظم محتوياتهم فارغة، وتعتمد على المظاهر والاستعراض ورغبة التقليد، وبالتالي يؤدي ذلك إلى عدم الرضا، وظهور المشاكل العائلية، خاصة بين فئة الشباب.وتقول منال عبد الغفار، ربة بيت: «تابعت إحدى نجوم السوشيال ميديا التي تقدم عدداً من النصائح عن الجمال، ووصفات طبيعية لنقاء البشرة، والقضاء على مشاكلها، واتبعت إحدى هذه الوصفات التي مزجت الزبادي والثوم، وإضافات أخرى لحل مشكلة تساقط الشعر، وطبقت الوصفة، وجاءت النتيجة عكسية، وسيئة للغاية، إذ شعرت بجفاف شديد في الشعر، وحكة وتهيج في فروة الرأس، ومن هنا قررت عدم اتباع أي وصفات غير طبية». وتشير أسماء الحلو، طالبة جامعية، إلى أن بعض مشاهير «السوشيال ميديا» يضللون المتابعين بالترويج لمنتجات مقلدة، من خلال تحسين صورتها من أجل الربح المادي، ويبدون آراءً شخصية عن مدى جودة المنتج باتباع حيل تسويقية لتحقيق أكبر عدد من المبيعات للمنتج. وتضيف: مثال لذلك، عُرضت مستحضرات تجميل مغشوشة على أنها أصلية، ووقعت في الفخ، إذ تم الترويج لعطر على إحدى الحسابات على أنه أصلي، ويدوم فترة طويلة، وبمقابل مادي أقل من الأسواق، وبالفعل اقتنعت واشتريت، وجاءت النتيجة سلبية، فكانت رائحته مختلفة كثيراً عن العطر الأصلي، وتدوم ساعات قليلة فقط، من هنا قررت مقاطعة هؤلاء المروجين، الذين يفقدون المتابعين وثقتهم، لأن رأس المال الاجتماعي لا يأتي إلا بالثقة والسمعة الطيبة».ويوضح أسامة خلف، موظف، حيلة يتبعها مشاهير التواصل الاجتماعي لكسب ثقة المتابعين، قائلاً: «من المعروف أنه كلما زاد عدد المتابعين لدى أصحاب الحسابات والقنوات على منصات التواصل الاجتماعي ارتفعت أجورهم في تقديم الإعلانات، ومن أجل كسب ثقة المعلنين، يتم تحميل تطبيق معين من خلاله يستطيع صاحب الحساب التحكم والتلاعب بعدد مشاهدات مقاطع الفيديو على حسابه، ورفعها إلى مليون مشاهدة، أو مليونين خلال ساعة على سبيل المثال، وبهذا يتم حصد ثقة المعلنين، الأمر الذي يوهمهم بأن منتجهم أو إعلانهم وصل إلى عدد كبير من المشاهدين، وبالتالي يدفعون مبالغ مضاعفة لصاحب الحساب». المجتمع أمانة تقول د. آلاء عبدالله، عضو هيئة تدريس بقسم علم الاجتماع في كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الشارقة: «لابد أن يعلم المشاهير أن المجتمع أمانة في أعناق كل الذين يعيشون فيه، لذا لابد من تحري الدقة والمصداقية في كل ما يقدم ويبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ويجب أن يكون المتابعون على وعي وحذر قبل استخدام أي منتج أو شيء يتم ترويجه من خلال مشاهير التواصل الاجتماعي».وتوضح أن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي سيطرت على نمط الحياة حالياً، بما نتج عنه ما يسمى «الفاشونيستا» أو «اليوتيوبر»، وغيرهما. وتضيف: بعض المشاهير والنجوم استغل ثقة المتابعين ووضع الربح المادي نصب عينيه وهدفه، بغض النظر عن منظومة القيم والأخلاق، ومنهم من غلّب المصلحة الفردية بتحقيق أرباح تضمن مستوى معيشة مرتفعا. ومن الخطأ أن يعتقد المشاهير أن هذه السلوكيات حرية شخصية، للترويج لمصلحة منتج معين، أو نمط حياة، أو وصفات وعيادات طبية، بغض النظر عما إذا كانت ضارة أم نافعة.
مشاركة :