ابن شقيق السعودي المحرّر يروي قصة أسره وعمه لدى الحوثي

  • 9/27/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حصلت "العربية.نت" على تفاصيل جديدة في سياق متابعتها لقصة الأسير السعودي ناصر الذروي الذي حررته قوات التحالف في اليمن، ووصل مساء الثلاثاء، إلى مطار الملك عبدالعزيز بجدة. أتت هذه التفاصيل بعد الوصول إلى شخصين كانا برفقة ناصر الذروي في الأسر، وعاشا واقعة اختطافه باليمن لحظة بلحظة، هما ابنا شقيقه حسين وعبدالله الذروي اللذان كشفا أيضاً أنهما وقعا في الأسر قبل أن يتمكنا من الهروب من السجن ليلة قصف التحالف لقيادات الحوثيين في منطقة قريبة من مكان اعتقالهما. حسين وعبدالله شابان سعوديان يعيشان في محافظة صبيا التابعة لمنطقة جازان (جنوب غرب المملكة)، وفي نفس المكان يعيش عمهم ناصر الذروي الذي يتردد على اليمن لتقديم مساعدات لبعض معارفه وأصدقائه. وقبل أن يقع ناصر الذروي أسيراً بين أيدي المليشيا الحوثية الإرهابية، كان يعكف على أعمال خيرية لبعض المحتاجين من معارفه في القرى اليمنية المتاخمة للحدود السعودية، ويبني مسجداً في إحدى هذه القرى. بداية القصة يأخذ عبدالله الذروي دفة الكلام ويعيد الذاكرة أثناء حديثه لـ"العربية.نت" إلى يوم الجمعة 24/4/2015 عندما طلب منه عمه ناصر الذروي أن يسافرا سوياً إلى اليمن كي يسدد ما تبقى من مال لعمال بناء المسجد الذي يقوم عليه كعمل خيري في إحدى القرى. يشير عبدالله إلى أن أخيه حسين لحظتها كان موجوداً في اليمن بصحبة سائق يمني، وأضاف:" تحركت مع عمي ناصر باتجاه اليمن عبر منفذ الطوال السعودي بعد أن أخذ عمي بعض المواد التموينية التي يوزعها على المحتاجين هناك مثل الطحين والأرز والسكر والزيت وبعض المواد الغذائية". ويستطرد عبدالله:" دخلنا نحو محافظة حجة اليمنية تحديداً مديرية عبس، وأمضينا ليلة هناك، ثم قابلنا أخي حسين والسائق اليمني، وأثناء وجودنا في عبس أنهى عمي ناصر التزاماته مع العمال، وقام بتوزيع بعض المواد الغذائية على معارفه، حيث تعيش هناك كثير من العوائل حاجة ماسة، وحينما قفلنا عائدين كانت بداية العمل العسكري البري". الوقوع في الأسر يشير عبدالله إلى أنهم وأثناء سيرهم في طريق عودتهم إلى السعودية هو وعمه وشقيقه، كانت هناك نقطة أمنية أقامها الحوثيون في منتصف الطريق، وحينما شاهدوا لوحات سيارتهم السعودية أمروهم بالوقوف. يتذكر التوتر الذي ساد الموقف موضحا: هرعوا إلينا وأشاروا بأيديهم "وقفوا يالسعودية.. وقفوا"، هكذا نادوا عليهم بحسب عبدالله الذروي. يروي عبدالله كيف أنهم تعرضوا حينها لتفتيش دقيق من قبل عناصر ميليشيا الحوثي، وفي أثناء التفتيش وجدوا جهازاً كمبيوتر محمول، صادروه فوراً على حد وصفه، وأثناء انهماكهم بالتفتيش الشخصي، فزع عبدالله وشقيقه وهم يسمعون صرخات الحوثيين الذين يحيطون بعمه ناصر وكأنهم وجدوا غنيمة، وهم يرددون: "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام"، عرف عبدالله أن تلك الفرحة كانت بسبب عثورهم على بطاقة المستشفى العسكري في محفظة عمه ناصر. يكمل عبدالله: "اقتادونا أنا وأخي حسين وعمي ناصر نحو سجن في مدينة حرض، وأمضينا الليلة الأولى هناك بالقرب من موقع تتجمع فيه القيادات الحوثية، وبقينا بلا طعام طوال 24 ساعة حتى قدمنا المال من أجل إطعامنا". وتابع حديثه: "في الليلة الثانية بنفس السجن تمت عملية نقل عمي ناصر لجهة غير معلومة، وبقيت أنا وأخي حسين في السجن، وعرضونا لاستجواب دقيق وأسئلة عن كل شيء حتى أذكر سألونا عن قريتنا في السعودية بالتفصيل". وأوضح عبدالله بأنه بعد منتصف تلك الليلة شهدت المنطقة القريبة من السجن التي يتمركز فيها الحوثيين مع قياداتهم لعمليات قصف من طيران التحالف. الفرار من السجن وأضاف:" أثناء القصف هرب الحوثيون وفرّ حراس السجن المتهالك خلف قياداتهم، وكان طيران التحالف سبباً بعد الله في إنقاذنا وتحريرنا، فوجدناها فرصة أنا وأخي حسين للهرب، وهربنا نحو أحد المنازل في حرض، وبقينا لدى أناس 7 أيام دفعنا فيها مبالغ مالية قرابة 7 آلاف ريال سعودي من أجل الحصول على سيارتنا وأوراقنا قبل إكمال طريقنا نحو السعودية". أكمل عبدالله: "في تلك اللحظات كنا ندفع ما تبقى لدينا من مال من أجل الحصول على السيارة التي كانت متوقفة بجوار السجن والأوراق وأجهزة الهاتف، وحصلنا على السيارة والأغراض سليمة، وفور ذلك اتصلت بوالدي في السعودية بعد انقطاع 9 أيام، وأخبرته بما جرى لعمي ناصر، وكان والدي هادئاً وطلب مني مغادرة اليمن مع أخي بشكل فوري". في حين ذلك وأثناء العودة في الطريق ذكر عبدالله أنه وشقيقه حسين كانا يشعران بمرارة الفقد لعمهما ناصر وسألا الناس إن كان أحد يعرف طريقاً إلى عمهم ناصر وإذا ما كان هناك أحداً شاهده أو يعرف مكان تواجده لكن دون جدوى، يضيف عبدالله:" لم أحصل على إجابة ولم نعرف مكانه ولا أي تفاصيل عنه، لذا خرجنا من حرض نحو السعودية وبقي عمي هناك ولم يدر بخلدنا أن غيابه سيطول لخمس سنوات ظل حبيسا في سجون الحوثي حتى حرره التحالف سالماً معافى". كما تابع عبدالله في سياق حديثه بأنه بعد عودته إلى السعودية قدم معلومات للجهات الأمنية وروى لهم جميع التفاصيل منذ دخولهم إلى اليمن وحتى العودة. أيضا بين أنه في تلك الأثناء كان يبحث عن وسيلة لتخليص عمه، ولجأ لدفع أموال عن طريق سماسرة من أجل الحصول على معلومات، لكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل على حد وصفه. وذكر عبدالله الذروي بأن خبر تحرير عمه ناصر بأيدي قوات التحالف كان أسعد اللحظات التي عاشها ولم يتمالك نفسه معها.

مشاركة :