«ألف ليلة وليلة» تعتبر من أكثر الآثار الأدبية تأثيراً في الآداب العربية والعالمية لكونها تعبر بصدق عن المجتمع الشرقي في قوالب فنية وأدبية مختلفة تجمع بين الزمان والمكان والأسطورة والسحر والخوارق والشعر والغناء وغيرها من سمات المجتمع الشرقي، كما أن تأثير ألف ليلة وليلة ظهر في الفنون كلها من فن المسرح وفن القصة والرواية والشعر الشرقي والغربي وأدب الأطفال والموسيقى والسينما إلى الفن التشكيلي، هذا ما أكدته الدكتورة الألمانية دلال ماكدي باوش المدير المؤسس لمعهد دراما بلا حدود الدولي، حاصلة على الدكتوراه الدولية، مختصة في خيال الظل، ومختصة في السايكودراما والدراما ثيرابي، حاصلة على جائزة ولقب سيدة الأرض لعام 2015م، فنانة تشكيلية وكاتبة لها مجموعة إصدارات. أضافت باوش أنها سعيدة بالتواجد في الشارقة العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019، تقديراً لدورها البارز في دعم الكتاب وتعزيز ثقافة القراءة، وإرساء المعرفة كخيار في حوار الحضارات الإنسانية، واعترافاً بالجهود الكبيرة التي تقوم بها الإمارة في مجال نشر ثقافة القراءة على المستوى العربي والدولي، موجهة الشكر إلى كل القائمين على ملتقى الشارقة الدولي للراوي على دعوتها للمشاركة في هذا الملتقى خاصة وإن شعار الملتقى «ألف ليلة وليلة» محفز ومهم جدا، لان الملتقى والجلسات الحوارية استطاعت أن تخرج بشخصية شهرزاد من الفتاة التي استطاعت أن تنقذ نفسها من الموت، بمعالجة الملك شهريار عن طريق الحكاية، فالملتقى غير من نظرة العالم لشخصية شهرزاد باعتبارها الشخصية الوحيدة التي تمكنت من معالجة عيوب شخصية الملك شهريار، وهذا حسن من صورة المرأة، بدلا من صورة شهرزاد التي سوقت للغرب في الروايات والأدب الغربي ونحن كنا نتبرأ من هذه الصورة نهائيا لأنها جعلت شهرزاد فتاة للإغراء وهذا مخالف للواقع والحقيقة نهائيا لان شخصية شهرزاد تختلف اختلافا كليا عن هذه الفتاة التي يتم تصويرها على أنها كانت تستخدم الإغراء مع الملك شهريار، ولكن اليوم من خلال الملتقى والفعاليات الثقافية المقامة على هامشه اكتشفنا الوجه الحقيقي لشهرزاد باعتبارها معالجة نفسية عن طريق الحكايات، فهي نجحت في تعديل سلوك شهريار عن طريق الحكاية، شهرزاد كانت تقاوم قسوة شهريار بسلاح اللغة وسر الحكايات.. فتحول شهريار لمتلق وتحولت شهرزاد لمبدعة.
مشاركة :