الملك سلمان، امتداد للدولة السعودية الثالثة، دولة عبدالعزيز بن عبدالرحمن وأبنائه سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله -رحمهم الله-. لكنه أيضا وفي الوقت نفسه، يمثل تجديداً وعودة إلى الجذور، جذور تكوين الدولة، فكل دولة قامت في التاريخ حين تقوم تكون فتيّة شابة قوية شجاعة مقدامة متوسعة غازية، والملك سلمان قد قرر أن يسعى بكل جد أن تبقى هذه الدولة قوية شابّة، هذا هو سر النجاح والديمومة، أن تبقى روح الشباب هي الغالبة. ولعلم الملك سلمان ومعرفته بهذا السر، فقد قرّب الشباب محمد بن نايف ومحمد بن سلمان، فهو يعلم أن لكل عصر روحه ولكل عصر فلسفته ومنطقه. ثم إن اختيار الملك سلمان لم يأتِ اعتباطاً كيفما اتفق، بل اختار محمد بن نايف رجل الأمن الأول في المملكة، الرجل الذي سخر ليله ونهاره للعمل على ديمومة الأمن والاستقرار في ربوع المملكة والتعامل بكل حزم مع كل طارئ في كل لحظة على مدار الساعة طوال الأسبوع، الرجل الذي استهدفته أصابع الإرهاب ثلاث مرات ونجاه الله منها. ومحمد بن نايف هو الرجل الذي اجتمعت القلوب على محبته ومحبة أبيه من قبله لأسباب كثيرة يعرفها السعوديون كلهم. والرجل الثاني هو الشاب محمد بن سلمان الذي لا يعرف الناس عنه الكثير عندما جرى تعيينه وزيراً للدفاع ورئيساً للمجلس الاقتصادي، إلا أن عاصفة الحزم قد أثبتت أنه بطل الحرب المقدام، وحكيمها العارف بها، فطريقة إدارته للحرب على الحوثيين ومَن وراءهم، تدل على شجاعة لا تهور فيها، وصبر على الأعداء حتى تأتي ساعة الحسم معهم. وهكذا يجب أن يكون قائد المعارك ووزير الدفاع، وزير الدفاع كان في زمن قريب، يسمّى وزير الحرب، ومحمد بن سلمان جدير باللقبين. كما أن الأمير محمد بن سلمان يقوم بوظيفة أخرى لا تقلّ أهمية، ألا وهي رئاسته المجلس الاقتصادي، هذا المجلس الواعد الذي يتصدى اليوم للمشكلات التي تتعارض مع رفاه المواطنين واستقرارهم ورخائهم، وأزمة السكن والبطالة وما شابهها من مشكلات، وقد رأينا من هذا المجلس برئاسة هذا الأمير الشاب من اتخاذ الإجراءات التي سيتضح أثرها قريباً في القضاء على تلك المشكلات. هذا الثلاثي الكبير الذي يقود المملكة اليوم، الملك سلمان وولي عهده وولي ولي العهد هو ثلاثي لا يهزم بتوفيق الله وعونه، وقد بعث هذا الثلاثي في المواطنين السعوديين روح الاطمئنان على المستقبل والشعور بالفخر والاعتزاز بالانتماء لوطن يحكمه هؤلاء الأبطال. ومن علامات الرضا التي عمت أرجاء المملكة، أن المعارضة قد تحولت إلى موالاة، فكثير من الأسماء التي كانت تقيم في خارج المملكة، قد عادت إلى الوطن وعانقت ترابه واختارت أن تكون جزءاً من عملية التنمية القادمة، كساب العتيبي أنموذجاً. هذا، بطبيعة الحال، لا ينطبق على الجميع، بل مازال هناك من اختاروا البقاء في العواصم الأوروبية وترديد الأكاذيب والشائعات المغرضة، إلا أن هذا الفعل لم يعد بالضرر إلا على أصحابه، فقد خسر هؤلاء القوم مصداقيتهم التي هي أعز ما يملكه صاحب الرأي.
مشاركة :