انطلقت فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان المسرحيات القصيرة، في حضور عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة في حكومة الشارقة، وأحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بالدائرة، إلى جانب العديد من الأسماء المسرحية المحلية والعربية.وقائع حفل الافتتاح الذي قدمه الإعلامي عبد الله بن حيدر، بمادة فيلمية نقلت جانبا من سيرة المهرجان الذي تنظمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة منذ 2012 وهدفه اكتشاف المواهب المسرحية وصقل قدراتها، وعكست المادة الفيلمية جانبا من ملامح الدورة الماضية، والتحضيرات التي سبقت الدورة الحالية من المهرجان التي تستمر إلى نهاية الشهر الجاري.واعقبه تكريم الفنان حميد فارس، شخصية المهرجان، وتضمنت مادة فيليمية، شوهد فيها فارس وهو يتحدث عن بدايات نشاطه المسرحي الذي جاء مصادفة في النصف الثاني من التسعينيات، ثم تطرق لأبرز التجارب المسرحية التي خاضها، بوصفه كاتبا وممثلًا مسرحيا، على الصعيدين المحلي والعربي، مشيرًا إلى مشاركته في خمسة أعمال مسرحية مع المخرج حسن رجب.وتوجه فارس بالشكر لدائرة الثقافة على اختياره كشخصية لهذه الدورة وقال إن هذا التكريم يضاعف شعوره بالمسئولية ويحفزه على متابعة مسيرته المسرحية. وتسلم فارس درع التكريم وشهادة تقديرية من الشيخ هيثم بن صقر القاسمي، وعبد الله العويس، وأحمد بورحيمة.اما أول عروض الدورة الثامنة فجاء تحت عنوان " ارحمني شكسبير" وقد أعده واخرجه محمد جمعة على، مشتغلا على قصتي الحب في مسرحيتي "عطيل" و" روميو وجولييت"، خالقا ارضية للتقاطع والتواصل بين عطيل وديدمونة من جهة، وروميو وجولييت من الجهة المقابلة، ليبرز تأثير الاختلافات العرقية والثقافية والعائلية على مصائر العشاق.وشارك في تجسيد المسرحية فوق الخشبة: محمد جمعة ذاته في دور المخرج، وخليفة ناصر في دور"عطيل"، وعنود محمد "جولييت"، وعادل سبيت "ياغو"، وعيسى مراد "برابنسيو"، وعلى خليل "تيبالت"، وجوهر سعيد "الكاهن".وبعد تقديم العرض نظمت ندوة نقدية حوله، تحدث فيها الناقد مصطفى ادم الذي امتدح مغامرة مخرج ومعد المسرحية، خاصة ربطه بين أجواء مسرحيتي عطيل وروميو وجولييت. وشارك في التعليق بالندوة الفنان حبيب غلوم مشيدًا بفريق العمل وداعيًا مخرجه إلا ان يتجنب مستقبلًا " الاستعراض الاخراجي"، وتباينت بقية الآراء في الندوة.العرض الثاني الذي قدم في الليلة الأولى من المهرجان جاء تحت عنوان " منظر طبيعي" من نص بالعنوان ذاته للكاتب الإنجليزي هارولد بنتر، وقد أعده وأخرجه خالد الفقاعي الذي شارك أيضا بتجسيده فوق الخشبة في دور "داف"، إلى جانب الممثلة مريم الزرعوني التي أدت دور " بيث" في المسرحية التي تحكي عن زوجين تقدم بهما العمر وتراجع بينهما الحب فصار لكل واحد منه عالمه الخاص ومنظوره الشخصي إلى الأماكن والشخصيات والمواقف التي تشاركها مع الآخر في الماضي.واشادت الندوة النقدية التي تلت العرض بالجهد المبدع للمخرج خالد الفقاعي، ولكن بعض المتحدثين أخذ عليه لعبه لدورين " المخرج" و" الممثل". وتستمر فعاليات المهرجان حتى غدا السبت حيث تنطلق عند العاشرة صباحًا فعاليات الملتقى الفكري المصاحب والذي يأتي تحت عنوان " تعليم المسرح: الموهبة، التدريب، والتطوير"، بمشاركة مجموعة من الباحثين والممارسين المسرحيين من الدولة وبعض الدول العربية الشقيقة.
مشاركة :