مصدر الصورةHERMIONEImage caption يأمل شاكار بياليك أن تصل قمية الشركة لما يتراوح بين 50 و60 مليار دولار بينما كان شاكار بياليك يشق طريقه عبر الأمواج، كان جسده يؤلمه لدرجة أنه كان يعتقد أنه لن يتمكن من مواصلة السير. كان بياليك آنذاك يبلغ من العمر 18 عاماً وكان يؤدي تدريباته الأولى في القوات الخاصة الإسرائيلية. وكان يتعين عليه وعلى المجندين الجدد الآخرين السير لمسافة 40 كيلومتر (24 ميلا)، وهم يحملون 40 كيلوغرام على ظهورهم. الأسوأ من ذلك، أنهم كانوا يسيرون على امتداد الساحل، وتعين عليهم السير في مياه البحر التي يبلغ عمقها 40 سنتيمتراً على الأقل. يقول الجندي السابق مستذكراً: "يمكنك تخيل كم كان ذلك صعباً. بعد العشر كيلومترات الأولى شعرت بأنه لا يمكنني الاستمرار بأي شكل من الأشكال. ثم بعد أن تكمل مسافة الأربعين كيلومتراً تشعر بأنك في عداد الأموات، لكن حينها تقول لنفسك: حسناً أستطيع القيام بذلك. يمنحك ذلك عقلية أن كل شيء ممكن". وتبدو حياة جندي في القوات الخاصة بعيدة كل البعد عن عالم التجارة والأعمال، لكن بياليك يقول إن السنوات الثلاث التي قضاها في الجيش جعلته أكثر إصرارا على تحقيق النجاح في حياته العملية بعد ذلك كرجل أعمال في سلسلة من المشروعات. ويقول عن ذلك: "لقد منحني ذلك الصلابة والجلد، وهي إحدى العوامل اللازمة للنجاح في عالم الأعمال". أصيب بالشلل وعاد للعمل بعد ثلاثة أشهر ليصبح من أصحاب الملايين أسس بياليك شركة "كيرف" للتكنولوجيا المالية والتي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا لها. وتمنح هذه الشركة المستخدمين بطاقة مصرفية وتطبيقاً يجمع كل بطاقاتهم وحساباتهم المصرفية في مكان واحد. وهكذا، بدلاً من أن يحمل المستخدم في حله وترحاله محفظة مليئة بالبطاقات المختلفة، بإمكانه استخدام بطاقة "كيرف" فقط. وتبدو تلك الفكرة جذابة لكثير من الناس، كما أن لدى بياليك خططاً كبرى لهذه الشركة التي أسسها عام 2016. ويقول: "خلال عشر سنوات ستُدرج الشركة في أحد أسواق الأسهم، ونأمل أن تصل قيمة الشركة إلى ما يتراوح بين 50 و60 مليار دولار". مصدر الصورةCURVEImage caption تتيح كيرف للمستخدمين الاستغناء عن البطاقات المصرفية واستخدام بطاقة واحدة فقط ومن الواضح أنه من الصعب تحقيق هذا الهدف، لكن المستثمرين الأوائل في شركة "كيرف" أظهروا ثقتهم في بياليك. ففي يوليو (تموز) الماضي، حصلت الشركة على تمويل جديد بقيمة 55 مليون دولار، وهو ما يجعل قيمتها الإجمالية 250 مليون دولار. ولد بياليك في تل أبيب، لكنه ترعرع في مستوطنة أريئيل في الضفة الغربية المحتلة. وكان بياليك متعثراً في المدرسة، لكنه كان موهوباً في مجال الكمبيوتر، وعندما كان في السادسة عشرة من عمره التحق بجامعة تل أبيب لدراسة علوم الكمبيوتر. وبعد عامين، كان يتعين عليه تأدية الخدمة العسكرية الإلزامية. وبعد انتهاء فترة تجنيده، أسس سلسلة من الشركات الناجحة وباعها بعد ذلك، بما في ذلك شركة لصناعة الأبواب والشبابيك، وشركة للتوظيف. كما خصص وقتاً للحصول على مؤهل الماجستير في إدارة الأعمال. وكانت زوجة بياليك تشعر بالقلق من أن يؤثر تأسيس الشركة على علاقتهما، حيث أنها كانت تعرف أن بياليك سيكرس كل وقته للشركة. ولحسن الحظ، يقول بياليك إن زوجته وكلاً من والديها ووالديه كانوا "داعمين جداً" له. وبينما كان باستطاعته أن يُنشئ الشركة في إسرائيل، يقول إنه اختار لندن بسبب مكانتها العريقة كعاصمة مالية عالمية، وسهولة الوصول لأعداد كبيرة من الموظفين الموهوبين. ويبلغ عدد مستخدمي "كيرف" الآن 500,000 مستخدم في 31 بلدا أوروبيا ويعمل بها ما يزيد عن 150 موظفاً. ومن المقرر أن تتسع الشركة لتصل للولايات المتحدة العام القادم. وتحصل الشركة على أرباحها من الرسوم المصرفية التي يدفعها تجار التجزئة ومن الاشتراك الشهري في بطاقتها المميزة ومن بيع خدمات مصرفية أخرى.مصدر الصورةCURVEImage caption اختار بياليك لندن مقراً رئيسياً لشركة "كيرف" يقول كريس سكينار، كاتب متخصص في التكنولوجيا المالية: "لقد ثبت أن ضم وتوحيد جميع بطاقاتك الائتمانية والمصرفية في تطبيق واحد وبطاقة واحدة فكرة مقنعة. إن الرؤية التي تسعى لتحقيقها كيرف، إضافة لعدد من شركات التكنولوجيا المالية البريطانية المبتدئة، هي السبب في أن بريطانيا تضم عدداً من شركات التكنولوجيا المالية المبتدئة التي تصل قيمتها لملايين ومليارات الدولارات أكثر من أي مكان آخر في العالم، بما في ذلك وادي السيليكون". وبينما تستمر كيرف في النمو، يقول بياليك إنه يظل ممتناً لخدمته العسكرية كل تلك السنوات الماضية. ويضيف: "عندما كنت في الثامنة عشرة كنت ساذجاً في نظرتي للحياة، وقليل الهمة. والجيش يغير شخصيتك والطريقة التي تنظر بها للحياة. لقد تعلمت أن أواصل العمل بكل قوة وأن أكرر المحاولة. عندما تؤمن بشيء ما، فإنك تستطيع تحقيقه وتستطيع أن تصنع واقعك الخاص". يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Capital
مشاركة :