هناك عشرات الأشخاص الذين يصابون بضعف السمع مع التقدم في العمر، حيث كشفت دراسة أجريت مؤخرا في بريطانيا، إلا أن هناك جينات يمكنها أن تحمل مفتاح علاج فقدان السمع في الشيخوخة.وأجرى الباحثون البريطانيون بتحليل البيانات الوراثية لأكثر من 250 ألف متطوع ممن تجاوزوا سن الأربعين، ووجد الباحثون أن 44 حلقة من الحمض النووي مرتبطة بفقدان السمع، حيث إنها كانت شكوى يحملها حوالي ثلث المشاركين في الدراسة. تشير الأرقام إلى أن حوالي 40 في المائة من البريطانيين يتأثرون بفقدان السمع بدرجات متفاوتة، وذلك بمجرد بلغوهم 65 عامًا، ويمكن أن يؤدي فقدان السمع إلى العزلة الاجتماعية والإعاقة، بالإضافة إلى انها احد اقوى العامل للإصابة بالزهايمر أو الخرف.على الرغم من كونها شائعة جدًا ، لا يُعرف سوى القليل عن أسبابها، ويبقى لديهم الخيار الوحيد في العلاج عن طريقة استخدام أجهزة السمع، والتي لا يتم ارتداؤها غالبًا بمجرد وصفها من قبل الطبيب، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تدهور حالتهم بشكل أكبر.وطُلب الباحثون المشرفون على الدراسة من جميع المتطوعين ملء استبيانات حول ما إذا كانوا يعانون من ضعف السمع أو إذا كانوا يرتدون السماعات، ثم حلل الباحثون البيانات الجينية للمشاركين ووجدوا أن لديهم 44 جينًا مرتبط بفقدان السمع، وفقا لما جاء في صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. وتم ربط الجينات من خلال دراسة 9 ملايين من المتغيرات الوراثية، ومعرفة ما إذا كانت تختلف في أولئك الذين يعانون من فقدان السمع مقارنة مع أولئك الذين ليس لديهم، وقد وجدوا ان هناك 30 نوع من الجينات لم تكن مرتبطة سابقًا بفقدان السمع. قال فريق البحث إن هذه الجينات والمسؤولة عن فقدان السمع سيؤدي إلى مسارات بيولوجية جديدة لم يكن يعتقد من قبل أنها مهمة في السمع، وقال المؤلف الرئيسي البروفيسور فرانسيس ويليامز من قسم الأبحاث المزدوجة وعلم الأوبئة الوراثية في كينجر، "نحن نعرف الآن أن هناك روابط بين الجينات في فقدان السمع مع تقدمنا في العمر. وأضاف ويليامز، "لقد حددت هذه الدراسة بعض الجينات التي نعرف أنها تسبب الصمم لدى الأطفال ، لكنها كشفت أيضًا عن الكثير من الجينات الجديدة التي تشير إلى مسارات بيولوجية جديدة في السمع."وأشار الدكتور سالي داوسون ، مؤلف مشارك ، من معهد الأذن في جامعة كاليفورنيا ، إلى ان نتائج هذه الدراسة يمكن ان د تؤدي إلى علاجات جديدة للملايين من الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع في جميع أنحاء العالم، حيث تم تحديد خمسة جينات فقط كمنبّئين بـ فقدان السمع المرتبط بالعمر.وتابع داوسون،"نأمل أن تساعد نتائجنا في دفع الأبحاث إلى الأمام نحو علاجات جديدة تمس الحاجة إليها لملايين الأشخاص حول العالم المصابين بفقدان السمع مع تقدمهم في السن".يحدث فقدان السمع هو نتيجة لإشارات صوتية لا تصل إلى المخ. هناك نوعان رئيسيان من فقدان السمع ، حسب المكان الذي تكمن فيه المشكلة، حيث يحدث ضعف السمع الحسي العصبي بسبب تلف الخلايا الحساسة داخل الأذن الداخلية أو تلف العصب السمعي الذي يحدث بشكل طبيعي مع تقدم العمر. بينما يحدث ضعف السمع التوصيلي عندما تكون الأصوات غير قادرة على المرور من أذنك الخارجية إلى أذنك الداخلية، حيث ان فقدان السمع هذا عادة بسبب انسداد مثل شمع الأذن ، أو تراكم السوائل من التهاب الأذن ، أو بسبب طبلة الأذن المثقوبة أو اضطراب في عظام السمع.
مشاركة :