يتواصل احتفاء الوطن بالرحلة التاريخية لرائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية، حيث أقام العديد من المؤسسات الثقافية والعلمية والتعليمية على امتداد الإمارات فعاليات متنوعة متعلقة بعلوم الفضاء وهذا الإنجاز الكبير الذي حققته الدولة. المؤسسات الثقافية الإماراتية كانت سباقة في استقراء أهمية هذا المجال وأرفقت جهود الدولة العملية في التأسيس والإعداد الدؤوب لهذه الرحلة، ولذلك كان لها مشاركات واسعة في التعريف بهذه الخطوة التي تمثل نقلة نوعية في مسيرة الإمارات، إضافة إلى توعية المجتمع بهذه الرحلة التاريخية، التي لم تأتِ من فراغ بل تستند إلى طموح حقيقي بدأ في فترة السبعينات من القرن الماضي، حيث عمل الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بجد واجتهاد لتحقيقه، وواصل المسيرة حكام الإمارات حتى تَحقَّق طموح زايد. مراحل أولى تعدّدت أساليب احتفاء المؤسسات الثقافية مع الحدث الكبير، وهو تفاعل بدأ منذ المراحل الأولى للإعداد للرحلة ومازال يتواصل، فمن جانبه اهتم مشروع «كلمة» في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، بترجمة كتب عن استكشاف الفضاء. وبلغ إجمالي ترجماته في هذا المجال نحو 32 كتاباً تمت ترجمتها من لغات متنوعة، وكتبها فلكيون ذائعو الشهرة عالمياً، مثل غوفرت شلنغ الذي ترجم له «كلمة» كتاب «الفضاء السحيق: ما وراء النظام الشمسي إلى حافة الكون وبداية الزمان»، وهو يكتب بانتظام في مجلات «نيو ساينتست»، و«سكاي أند تلسكوب»، و«سكاي أت نايت»، وماركوس تشاون الذي ترجم له المشروع «النظام الشمسي: استعراض بصري للكواكب، والأجرام السماوية الأخرى التي تدور حول الشمس»، وكان سابقاً عالم فلك في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وهـو الآن مستشار علم الكون فـي مجلـة «نيوساينتست»، وحاز جوائز عدة في مجاله. الكاتب تيودور غراي، الرئيس التنفيذي لشركة «تتش برس»، وصاحب تطبيقات عدة لآي باد وآي فون حازت جوائز عالمية، ترجم له مشروع «كلمة» كتابين هما: «العناصر: استعراض بصري لكل الذرّات المعروفة في الكون» و«الجزيئات: العناصر وعمارة الأشياء». ويجمع الكتابان بين صرامة المادة العلمية، وطرافة التعليقات، والصور الفوتوغرافية الخلّابة التي تفتن الصغار والبالغين وتحفزهم على التفكير في العناصر الأساسية لعالمنا. كتب للناشئة وقال المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب بالإنابة في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي عبدالله ماجد آل علي، في ندوة نظمها «كلمة» بالتعاون مع وكالة الإمارات للفضاء: «لم يقتصر اهتمام (كلمة) على الكتب العلمية المصورة في مجال الفضاء، بل اهتم أيضاً بالجانب الأدبي مقدماً مجموعة من الكتب التي تستهدف الأطفال والناشئة وتنقل لهم أسرار الفضاء وما يكتنفه من غموض في أسلوب أدبي يثير حماستهم ويحفزهم على التخيل مثل (الرحلة الأخيرة لإدوارد) و(ليتشي في الفضاء) و(أمي رائدة فضاء). كما اهتم بتقديم الكتب العلمية الصغيرة التي تقدم معلومات مبسطة في صيغة سؤال وجواب نذكر منها: (لماذا لا توجد نجوم خضراء؟)، و(ما السر في لمعان الشمس؟) و(من أين يأتي الإشعاع الكوني؟ وغيرها)». ندوات وجلسات وشهدت الفترة السابقة لانطلاق أول رائد فضاء إماراتي هزاع المنصوري في رحلته العديد من الندوات والجلسات النقاشية التي دارت حول الفضاء، واستلهمت أجواء هذه الرحلة وما استندت عليه من طموح كبير، نذكر منها ما شهده معرض أبوظبي للكتاب في دورته السابقة من ندوات عن هذا الموضوع، منها جلسة بعنوان «السباق إلى الفضاء: قصة مركز محمد بن راشد للفضاء»، تناولت تطوّر برنامج الفضاء الإماراتي، منذ إصدار قانون تأسيس المركز إلى إطلاق «خليفة سات»، أول قمر اصطناعي صُمّم وبُني بأيادٍ إماراتية، ومن ثم تدشين أول برنامج رواد فضاء إماراتي، وصولاً إلى المهمة التاريخية المرتقبة إلى المريخ. جلسات ومجالس نظمت مكتبة الشارقة العامة، التابعة لهيئة الشارقة للكتاب، في 21 سبتمبر الجاري جلستين حواريتين حول أساسيات وتاريخ استكشاف الفضاء وأهمية الوصول إليه، بالتعاون مع أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك. من جانبها، واكبت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة انطلاق الرحلة إلى الفضاء بفتح مراكزها الثقافية في عجمان وأم القوين ورأس الخيمة والفجيرة، لاستقبال الجمهور لمتابعة هذه اللحظات الاستثنائية في تاريخ الإمارات. ونظم مكتب شؤون المجالس بديوان ولي عهد أبوظبي بالتعاون مع وكالة الإمارات للفضاء، مساء الأربعاء الماضي، محاضرة في مجلس محمد خلف بمنطقة الكرامة، تحت عنوان «برنـامج الإمارات الوطني للفضــــاء.. من حلم زايد إلى واقع خليفة»، قدمها المهندس ناصر بن حماد رئيس شؤون المنظمات والعلاقات الدولية بوكالة الإمارات للفضاء.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :