الشارقة:«الخليج» بحضور الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، أعلن «مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار» عن افتتاح «مركز اختبار الشرق الأوسط للتصنيع الذكي» أو ما يُطلق عليه ب«التصنيع المضاف»، كما أعلن عن انضمام مختبرات «أمينسا للتكنولوجيا» Immensa Technology Labs، كأول المنضمين لهذا المركز الأول من نوعه في المنطقة؛ من خلال إبرام شراكة استراتيجية؛ لإطلاق أول منشأة تجارية للطباعة المعدنية ثلاثية الأبعاد في الشارقة؛ عبر التصنيع المضاف للتطبيقات الصناعية الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط. جاء ذلك خلال الجلسة الثالثة من سلسلة حلقات المختبرات الابتكارية، التي أطلقها «مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار»، مؤخراً، والتي عقدت تحت عنوان: «الثورة الصناعية الرابعة»، كما أزيح الستار خلال هذه الجلسة عن اسم وشعار مركز الأعمال التابع للمجمع Maker Space، الذي أطلق عليه «مختبر الشارقة المفتوح للابتكار SOILAB» كأول حاضنة للشركات الناشئة والأعمال الابتكارية في الشارقة؛ وذلك بحضور عبدالله آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية، وعبدالله الفن الشامسي الوكيل المساعد لقطاع الصناعة في وزارة الاقتصاد، وحسين المحمودي الرئيس التنفيذي ل«مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار»، ومروان بن جاسم السركال، الرئيس التنفيذي ل«هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير»؛ (شروق)، إضافة إلى حشد من الخبراء والمختصين من القطاعين (الحكومي والخاص)، وعدد من ممثلي الشركات العالمية الرائدة في الصناعات الذكية وتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد.ويأتي تنظيم هذه الجلسات ضمن رؤية شمولية أحدثتها تغيرات عالمية أبرزت ملامح ثورة صناعية رابعة بدت معالمها بتغيرات غير مسبوقة في حياة البشرية، وتعد التحولات الصناعية وطرق الإنتاج الحديثة من أهم التحولات التكنولوجية التي يشهدها العالم الحديث. رؤية سلطان وقد تحدث الشيخ فاهم القاسمي، خلال اللقاء، حول الشارقة كمكان للاستثمار والابتكار مستعرضاً المقومات التي تتمتع بها إمارة الشارقة والتي تخولها لأن تكون مركزاً عالمياً رائداً في مجال الابتكار والبحوث وريادة الأعمال ورؤيتها نحو تعزيز مكانتها في مجال التكنولوجيا الرقمية؛ لتصبح واحدة من بين المدن الذكية على المستوى العالمي، مضيفاً بقوله: «إن هذا المشروع يعكس رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بالاستثمار في القطاع الابتكاري في الإمارة، وهذه المراكز الابتكارية التي تم إطلاقها اليوم هي مؤشر ليس فقط على الصناعة الذكية، إنما الاستثمارات الذكية التي بدأت بالتوافد إلى المجمع، الذي يعد مفخرة علمية للإمارة في مسيرتها التطويرية».وقال حسين المحمودي: «نطمح للمشاريع الترويجية لإمارة الشارقة كعاصمة للابتكار على المستوى العالمي»، وأضاف: إن الطباعة ثلاثية الأبعاد سيكون لها دورها الرئيسي في مستقبل العديد من القطاعات كالبناء والطب والطيران وغيرها؛ إذ تتم صناعة المنتجات عن طريق تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد، التي تغير عالمنا بسرعة، والاحتمالات لا تنتهي، ونتطلع في مجمع الشارقة للابتكار إلى تعزيز مفهوم الابتكار؛ من خلال تزويد الشركات الصناعية وتمكينها من الوصول إلى مجموعة واسعة من تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد بدءاً من الطباعة المعدنية ثلاثية الأبعاد وغيرها من أنواع الطباعة من خلال «مركز الشرق الأوسط للتصنيع الذكي».يعد مركز الشرق الأوسط لتصنيع المواد المضافة والذي تم إطلاقه في «مجمع الشارقة للابتكار» بشراكات استراتيجية مع «إيمينسا» وشركاء آخرين، خطوة أخرى نحو انخراط الإمارات العربية المتحدة في مكونات الثورة الصناعية الرابعة، بأن تصبح مركزاً عالمياً للطباعة ثلاثية الأبعاد. هذا وسيتم تجهيز مركز الشرق الأوسط لصناعة المواد المضافة بمجموعة من الطابعات ثلاثية الأبعاد الصناعية، بما في ذلك الآلات الرائدة عالمياً مثل: طابعات الليزر فائقة التطور Concept Laser«من GE Additives.وتضمنت الجلسة مجموعة من المواضيع ضمن المحاضرات والعروض التقديمية، إضافة إلى جلسة نقاشية شاملة بدأت بكلمة ترحيبية، وعرض تقديمي عن «مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار» قدمه المحمودي الذي أكد أن الشارقة قطعت شوطاً كبيراً؛ بفضل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في مجال الصناعة الذكية، والتي تصنف اليوم من أفضل المدن على مستوى المنطقة في التنمية المستدامة، وبناء عليه أطلقنا هذه المشاريع الريادية التي تعكس توجهات الإمارة بأن تصبح إحدى المدن الابتكارية العالمية وصاحبة الريادة في العديد من المشاريع الصناعية الذكية.وقال فهمي الشوا، الرئيس التنفيذي لشركة «إيمينسا»: إن تعاوننا مع الشارقة يعد خطوة كبيرة للمنطقة لترويج تكنولوجيا الطباعة الثلاثية؛ إذ تعد هذه التقنية الأولى من نوعها في المنطقة ولقد شهدنا طلباً كبيراً على الطباعة ثلاثية الأبعاد للمعادن في الإمارات العربية المتحدة مع الشركات العالمية والإقليمية التي تعمل مع «إيمينسا»؛ للبدء في إنتاج أجزاء متعددة الأغراض والتي تدخل في عملية الإنتاج لعملياتها. ونحن سعداء جداً بشراكتنا مع «مجمع الشارقة للابتكار» في إنشاء منشأة إنتاج؛ لتصنيع المواد المضافة إلى المعادن ونتطلع إلى العمل مع فريق المجمع؛ لتثبيت موقع الإمارات مركزاً عالمياً للطباعة الصناعية ثلاثية الأبعاد. سوق التصنيع هذا وقد بلغ حجم السوق لتصنيع المواد المضافة للمعادن 2.6 مليار دولار في عام 2018 وينمو بمعدل 20٪ سنوياً مما يمثل فرصة هائلة لهذا النوع من الصناعة، وتشير التقديرات إلى أن القيمة الإجمالية للأجزاء التي يمكن إنتاجها باستخدام الطباعة المعدنية ثلاثية الأبعاد سوف يتجاوز 14.2 مليار دولار في غضون 5 إلى 8 سنوات. كما ستجلب إيرادات صناعة النفط والغاز وحدها 450 مليون دولار إلى قطاع الطباعة ثلاثية الأبعاد، وسيزيد هذا إلى 1.4 مليار دولار بحلول عام 2025؛ وذلك بفضل الزيادة في أنشطة الأبحاث وتطوير المنتجات، وازدياد الحاجة إلى مزيد من الإبداع في عملية التصميم. كما ستساهم الطباعة ثلاثية الأبعاد في تسهيل عمليات الإنتاج والتصنيع في مختلف القطاعات، بما يضمن تمهيد الطريق؛ لإحداث نقلة نوعية في عالم الصناعة.
مشاركة :