يمثل القطاع السياحي، أحد الروافد الرئيسة للاقتصاد الوطني وفقاً لرؤية المملكة 2030 «، التي تؤكد على أهمية تطوير قطاع السياحة والترفيه لتنويع مصادر الدخل، كأحد أبرز البدائل لاقتصادات ما بعد النفط، وتشجيع استثمار القطاع الخاص، وتطوير المواقع السياحية، وفق أعلى المعايير العالمية، وتيسير إجراءات إصدار التأشيرات للزوار، إضافة إلى تهيئة المواقع التاريخية والتراثية وتطويرها. وأكدت رؤية المملكة 2030 العمل على إحياء مواقع التراث الوطني والعربي والإسلامي والقديم وتسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي، وتمكين الجميع من الوصول إليها بوصفها شاهداً حياً على إرثنا العريق وعلى الدور الفاعل، والموقع البارز على خريطة الحضارة الإنسانية. ويأتي إطلاق المملكة أمس، العمل بالتأشيرة السياحية التي تسمح بدخول مواطني 49 دولة بلا تأشيرة مسبقة إلى المملكة، في هذا الاتجاه، حيث ترحب المملكة بالسياح الزائرين للتعرف على شعب المملكة المضياف، والتراث الوطني الأصيل واستكشاف المواقع الطبيعية والشواطئ البكر، حيث سعت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إلى فتح مجالات التعاون الدولي مع المنظمات والجهات ذات العلاقة بالسياحة، وعملت الهيئة على تعزيز الشراكة مع منظمة السياحة العالمية ومجلس السفر والسياحة العالمي، كما عقدت اتفاقيات مع عدد من الدول الصديقة. وتسمح التأشيرة السياحية لمواطني 38 دولة أوروبية أبرزها ألمانيا - فرنسا - إيطاليا - هولندا - البرتغال - النرويج، بالإضافة لسبع دول آسيوية وهي، الصين - كوريا الجنوبية - اليابان - ماليزيا - سلطنة بروناي - سنغافورة بالإضافة إلى كازاخستان و، بالإضافة إلى الولايات المتحدة وكندا، وأستراليا ونيوزلندا. وستمكن التأشيرة السياحية مواطني الدول الـ49 من الحصول على تأشيره دخول المملكة عبر ثلاث طرق عند الوصول أبرزها الوصول إلى مطارات المملكة الدولية، أو المنافذ البرية والبحرية الدولية، وتم تجهيز المتطلبات التقنية التي تمكن مواطني هذه الدول من الحصول على التأشيرة في دقائق معدودة. وتقرر بأن تبلغ تكلفة التأشيرة مبلغ ثلاث مئة ريال، يضاف إلى مبلغ 140 ريالاً للتأمين الصحي، لتكون القيمة الإجمالية 440 ريالاً لكل سائح، بالإضافة إلى رسوم القيمة المضافة والمعاملة. كما تقرر أن تكون مدة صلاحية التأشيرة 360 يوماً من الصدور، وتكون مدة الإقامة في المملكة 90 يوماً لكل زيارة، ولا تزيد على 180 يوماً خلال السنة الواحدة. يذكر أن التأشيرة السياحية، لا تمكن الحاصلين عليها من أداء الحج أو العمرة في موسم الحج، كما أنه يمنع للسياح غير المسلمين دخول مكة المكرمة والمدينة المنورة، وتلزم التأشيرة النساء الظهور بمظهر محتشم، وتتضمن ضرورة التزام السائح بلائحة الذوق العام المتبعة في أراضي المملكة، كما إن التأشيرة السياحية لا تمكن السائح الذي يقل عمره عن 18 عاماً من دخول المملكة بمفرده، كما يمنع استخدام التأشيرة السياحية في العلاج الطبي. مقومات السياحية المميزة وتتمتع المملكة بالعديد من المقومات السياحية المميزة والتي يتمثل بعضها فيما يلي: الكنوز الأثرية الهائلة والمواقع التاريخية النادرة والمتاحف العتيقة التي تنتمي إلى عصور وحضارات متعددة على مر الزمان، والتي تزخر بها المملكة في جميع مناطقها. الموقع الجغرافي المميز للمملكة بمساحتها الشاسعة، وما بها من تضاريس متباينة ذات مناخ متنوع ومناظر خلابة. الشواطئ الممتدة التي تتميز بها المملكة سواء على البحر الأحمر، أو الخليج العربي، وما بينهما من تنوع واختلاف يجذب السائحين. التراث الثقافي وعادات وتقاليد الشعب السعودي الفريدة، وما يتميز به من كرم وضيافة. البنية التحتية المترامية، والخدمات الحديثة الراقية، وتوجه الدولة الأصيل نحو تطوير وتنمية القطاع السياحي. ما تتمتع به المملكة من استقرار سياسي وأمني وازدهار اقتصادي، وتطور مجتمعي. مشروعات إضافية يضاف إلى ذلك، تعمل الحكومة حاليا على العديد من المشاريع الإضافية لقطاع السياحة والتي تستهدف وضع المملكة، في مكانة مميزة، على خارطة السياحة العالمية، ومن أبرزها، مشروع القديّة، بالقرب من الرياض وهو أكبر مدينة ترفيهية ورياضية وثقافية في العالم، وستكون هذه المدينة هي عاصمة الترفيه السعودية في المستقبل. وكذلك مشروع نيوم أحد المشاريع الكبرى في المملكة، ويتم تطويره على مساحة 26.5 ألف كلم2 في شمال غرب المملكة، وسيكون المشروع إحدى ركائز التحول الاقتصادي للمملكة، لتوفير مصادر دخل متنوعة من خلال قطاعات نيوم الاقتصادية والاستثمارات العقارية. ومن بين المشاريع الطموحة أيضًا، مشروع البحر الأحمر، وهو مشروع سياحي عالمي يستهدف الاستفادة بأحد أكثر المواقع الطبيعية جمالاً وتنوعًا في العالم، حيث تتيح هذه الواجهة الجديدة فرصة استكشاف طبيعة المملكة من جزر وسواحل وبراكين، بالإضافة إلى المحميات الطبيعية والآثار القديمة. ونظرًا لما تزخر بها المملكة من طبيعة ساحلية مميزة، حددت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني 75 جزيرة، بهدف استغلالها سياحيا، فيما سُمي بـ «سياحة الجزر»، وكذلك سياحة المحميات الطبيعية. شهدت المملكة ، خلال السنوات الأخيرة، دخول العديد من المواقع قائمة التراث العالمي، التابعة لمنظمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة المعروفة اختصارًا بـ «اليونسكو». ومن بين تلك المواقع، مدائن صالح، وهو أول موقع في المملكة ينضم إلى قائمة مواقع التراث العالمي بعد أن ضمتها اليونسكو إلى معالم التاريخ العالميّة في 2008، وتضم هذه المنطقة التاريخية 153 واجهة صخرية منحوتة. ارتفاع السياحة الوافدة وكانت حركة السياحة الوافدة إلى المملكة قد شهدت ارتفاعاً ملحوظاً خلال الشهرين الماضيين، حيث بلغ إجمالي الرحلات السياحية لشهري يوليو وأغسطس 2019، التي وافقت هذا العام وقت إجازة الصيف وموسم الحج 3.2 ملايين مسافر، مقارنة بـ 3 ملايين للمدة ذاتها من العام 2018، وفق تقرير حديث صادر عن مركز المعلومات والأبحاث السياحية «ماس» التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. وأوضح التقرير، أن السياح الوافدين قضوا داخل مدن المملكة ما يزيد على 56 مليون ليلة سياحية خلال الشهرين الماضيين، في مقابل 52.9 مليون ليلة للعام الماضي عن المدة ذاتها، حيث أنفقوا خلالها ما يقارب 36.2 مليار ريال مقارنة بـ 33 مليار في 2018. وأظهرت مؤشرات مركز المعلومات والأبحاث السياحية «ماس»، زيادة حركة الرحلات السياحية المحلية من شهر يناير حتى أغسطس 2019 ليصل عددها إلى 30 مليون رحلة سياحية، بزيادة 3.4 % عن ذات المدة من العام الماضي، وبإجمالي 156.5 مليون ليلة سياحية مقابل 156.2 مليون ليلة سياحية في 2018، كما ارتفع الإنفاق السياحي ليبلغ 33.8 مليار ريال في 2019 مقارنة بـ 31.3 مليار ريال العام الفائت.
مشاركة :