رصدت حديقة الحيوانات في العين من خلال دراسة علمية وإجراء رصد دوري، وجود طيور مهاجرة وأخرى بأعداد كبيرة كانت موجودة في البيئة الإماراتية ومهددة بالانقراض، ما يؤكد أن الحديقة بيئة جاذبة وحاضنة للطيور المهاجرة وتكاثرها واستيطانها الموسمي. ويبلغ عدد الطيور التي وجدت في حديقة الحيوانات بمدينة العين نحو 95 نوعاً، 60% منها طيور مهاجرة استوطن بعضها في الحديقة. وبدأت الحديقة مبادرة دراسة التنوع البيولوجي في مجال صون الطبيعة منذ 3 سنوات الذي يعتبر المجالات المهمة في الدولة لحماية الطبيعة، ومن أجلها تأسست حديقة حيوانات مدينة العين على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويهدف مشروع صيانة التنوع البيئي دراسة الكائنات في الطبيعة داخل الحديقة، من طيور مهاجرة ومقيمة وتكاثرها، ودراسة الحشرات والفراشات بعضها مهدد بالانقراض. وبدأ المشروع طريقة علمية لرصد الطيور في الحديقة وادي الاستمرارية لاكتشاف طيور مهاجرة تحولت إلى مقيمة ووجدت بيئة الحديقة مناسبة للتكاثر والتوالد، خاصة مع افتتاح سفاري العين، حيث استوطنت أعداد كبيرة من الطيور المهاجرة. ونفذ قسم صون الطبيعة دراسة عن التنوع البيولوجي في حديقة الحيوانات برئاسة حصة القحطاني رئيسة وحدة برنامج صون الطبيعة، وموزة الهاجري ضابط أول تطوير برنامج صون الحديقة، وذلك من خلال رصد عدد الطيور المهاجرة والمقيمة في بيئة الإمارات، حيث تعتبر بيئة حديقة الحيوانات في مدينة العين بيئة جاذبة لهذه الكائنات التي يعيش بعضها في بيئة مختلفة، مثل الطيور والفراشات والخفافيش وقالت القحطاني إن الحديقة وفرت البيئة الخصبة، وساهمت بشكل كبير في المحافظة على التوازن البيئي، حيث أظهرت الدراسة والمسح أنه خلال العامين الماضيين هنالك طيور بدأت تتواجد للمرة الأولى نتيجة البيئة الجاذبة التي توفرها الحديقة، وذلك بسبب وجود عدد كبير من الغطاء النباتي والبحيرات الصناعية في منطقة سفاري العين كانت كعامل جذب للطيور والاستيطان، حيث اكتشفت الطيور بنفسها هذه البيئة الملائمة لها للعيش فيها، وذلك لأن سفاري العين عبارة عن محاكاة حقيقية للبيئة الأفريقية توفر غطاء نباتياً مناسباً. ولفتت إلى أن المنهجية المتّبعة في الدراسة هي تقسيم مساحات الحديقة إلى 6 مناطق تم تقسيمها بناء على الموائل الطبيعية الموجودة فيها، حيث يتم رصد وتجميع المعلومات حول التنوع البيولوجي شهريا منذ ثلاث سنوات، وتقوم حديقة الحيوانات بتوثيق هذه البيانات عن طريق التقارير الدورية ومشاركتها في مواقع مثل طيور الإمارات وقاعدة البيانات العالمية لمراقبة الطيور، إضافة إلى مشاركة هذه البيانات في ورش عمل فنية متخصصة بهدف إلى رصد تعداد الطيور في دولة الإمارات بشكل خاص وشبه الجزيرة العربية بشكل عام. وأضافت أن الطيور من عجائب الخلق الحقيقية، وتمتلك قدرة رائعة على عبور الدول والقارات عن طريق هجرتها التي غالباً ما تتطلب رحلات طويلة ومحفوفة بالمخاطر، تأتي هذه الطيور المهاجرة لقضاء الفترة ما بين الخريف والربيع، وحتى عندما تعود أغلبها إلى وسط آسيا لقضاء أشهر الصيف، تبقى هنا مجموعة منها لتسكن هذه المنطقة طوال العام، منها مالك الحزين وأنواع مختلفة من البط مثل «الشرشير» و«الخضاري» وغيرها، لافتة إلى أهم الطيور المستوطنة التي تمّ رصدها منها الصفصوف وحمام القمري والشقراق والغطاس الصغيروأوضحت أن بعض الطيور المهاجرة شتاء التي تم رصدها مرة واحدة فقط خلال عام 2018 هي، بلشون الليل وسمنة الصخور الزرقاء وبلشون البقر وهازجة القصب الصياحة وطائر العوسق والرفراف ومرزة البطائح وحوام النحل الآسيوي والعقاب المصري وطائر أبومجرف.
مشاركة :