تراجعت أسعار النفط أمس بعد بيانات اقتصادية جديدة من الصين أنعشت المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي، بينما انحسرت المخاوف بشأن حدوث تعطيلات كبيرة للإمدادات بعد تعاف أسرع من المتوقع لإنتاج النفط السعودي. وقال إدوارد مويا، كبير محللي السوق لدى أواندا، إن "أسعار النفط تواصل التراجع بعد انخفاض أرباح الشركات الصناعية في الصين في أغسطس، ما يعزز المخاوف من أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم يواصل التباطؤ". وأعلنت الشركات الصناعية الصينية انكماش الأرباح في آب (أغسطس)، لتخالف ارتفاعا لفترة وجيزة حققته في الشهر السابق، في الوقت، الذي يضغط فيه ضعف الطلب المحلي والحرب التجارية مع الولايات المتحدة على ميزانيات الشركات. وبحسب "رويترز"، هبطت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 77 سنتا أو 1.26 في المائة، مقارنة بمستوى الإغلاق السابق إلى 61.97 دولار للبرميل. ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 23 سنتا أو 0.4 في المائة إلى 56.18 دولار للبرميل. ويقول محللون إن العودة السريعة لإنتاج النفط في السعودية أكبر مصدر للخام في العالم بعد أقل من أسبوعين على الهجمات الإرهابية في 14 أيلول (سبتمبر) محت أيضا علاوات المخاطر ودفعت أسعار الخام للانخفاض. والعقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط منخفضة 3.3 في المائة منذ بداية الأسبوع، لتتكبد بذلك خسائر أسبوعية للأسبوع العاشر على التوالي، بينما برنت منخفض 3.2 في المائة في الأسبوع مسجلا أكبر خسارة أسبوعية في سبعة أسابيع. وتتعرض الأسعار لضغوط أيضا جراء زيادة مفاجئة قدرها 2.4 مليون برميل في مخزونات النفط الخام الأمريكية الأسبوع الماضي. ويرى محللون أن المخزونات الأمريكية ربما ترتفع أكثر في الأجل القريب، ما يعزز الضغط على الأسعار، إذ تخفض المصافي الأمريكية معدلات التشغيل بسبب إجراء أعمال صيانة. وعاود إنتاج النفط في الولايات المتحدة الصعود إلى أعلى مستوى في تاريخه خلال الأسبوع الماضي، مع هبوط بنحو 0.5 مليون برميل يوميا في صافي الواردات الأمريكية من الخام. وكشف التقرير الأسبوعي الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن إنتاج الولايات المتحدة النفطي بلغ 12.500 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 20 أيلول (سبتمبر) الجاري وهو أعلى بنحو 100 ألف برميل يوميا عن أرقام الأسبوع السابق له. ويعد هذا المستوى من إنتاج النفط هو الأعلى على الإطلاق من حيث المستويات الأسبوعية، الذي سبق وتم تسجيله في الشهر الماضي، وذلك بعد أن كان مستقرا على مدى الأسبوعين الماضيين قرب المستوى القياسي والمسجل في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي. وبحسب التقرير الأسبوعي، فإن واردات الولايات المتحدة من النفط تراجعت في الأسبوع الماضي إلى 6.378 مليون برميل يوميا، وهو مستوى أقل بنحو 672 ألف برميل يوميا عن مستويات الأسبوع السابق له. وتراجعت صادرات النفط الأمريكية بمقدار 192 ألف برميل يوميا لتسجل 2.983 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنقضي. ومع الهبوط، الذي خيم على الصادرات والوادرات النفطية في الأسبوع الماضي وإن كان بدرجة أكبر في الأخيرة، فإن صافي واردات الولايات المتحدة من الخام شهد هبوطا بنحو 480 ألف برميل يوميا ليسجل 3.395 مليون برميل يوميا. ووفقا لإدارة معلومات الطاقة، صعدت مخزونات النفط الأمريكية بنحو 2.4 مليون برميل في الأسبوع الماضي مقارنة بـ0.3 مليون برميل متوقعة في الاتجاه الهابط. وبالنسبة لمخزونات البنزين في الولايات المتحدة، سجلت زيادة بنحو 0.5 مليون برميل في الأسبوع الماضي، مقارنة بالتوقعات، التي كانت تشير إلى ارتفاع 296 ألف برميل. في المقابل، ارتفعت مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بأكثر من تقديرات المحللين خلال الأسبوع الماضي. وزادت مخزونات الغاز الطبيعي بنحو 102 مليار قدم مكعبة خلال الأسبوع الماضي، لتسجل 3205 مليارات قدم مكعبة. وكان من المتوقع أن ترتفع مخزونات الغاز الطبيعي الأمريكية بمقدار 90 مليار قدم مكعبة خلال الأسبوع الماضي. وارتفعت مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بنحو 444 مليار قدم مكعبة خلال الأسبوع الماضي على أساس سنوي. وانخفض سعر العقود الآجلة للغاز الطبيعي تسليم تشرين الأول (أكتوبر) بنحو 0.9 في المائة إلى 2.48 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
مشاركة :