الفنان إنسان قبل أن يكون نجمًا.. والمسئولية المجتمعية تلزمنا بمساعدة الناسشارون ستون نجمة الإغراء الأمريكية فى التسعينيات الحاصلة على الجولدن جلوب، والمرشحة لجوائز الأوسكار، وإيمى، ومرتين لجائزة نقابة ممثلى الشاشة، قدمت اعترافاتها خاصة جداً على صفحات مجلة بارى ماتش، وحملت عنواناً مثيراً «عندما أعطت هوليوود لى ظهرها، بدأت من الصفر»، إذ تحدثت عن الجانب المظلم فى حياتها كنجمة جمالها كان سر نجاحها.فى أكتوبر 1998، كانت شارون فى قمة توهجها تزوجت من فيل برونستين رئيس تحرير «سان فرانسيسكو إيكزمناير» بعد فيلمى «غريزة أساسية» عام 1992، و«كازينو» عام 1995، ومشوارها الفنى يشهد حالة من الازدهار والتألق، ولكن خلال 3 سنوات من هذا التاريخ، انقلبت حياتها.عانت النجمة التى كانت فتاة أحلام شباب تسعينيات القرن الماضى من متاعب صحية دفعتها لحافة الموت بعد إصابتها بسكتة دماغية عام 2001، واستغرق شفاؤها 7 سنوات و«عاملنى الناس بشكل وحشى».تتحدث شارون ستون بهدوء عن هذه الفترة وتشعر بالفخر لعبورها المحنة بنجاح، كان عليها الانتصار على آلام الجسد، وخوض معركة للعودة على مسرح الشهرة والنجاح، رغم أن هوليوود تجاهلتها بطريقة «قاسية» خلال أزمة مرضها لتبدأ من الصفر.كانت شارون ستون وكأنها ماتت ليس فقط لمتاعبها الصحية ولكن لأنها فقدت كل شىء، «فقدت كل ما أملك، ومكانتى فى العمل، وكنت مجرد ذكرى نجمة إغراء لم يعد يتذكرها أحد إلا بالقول إنها ماتت بالسكتة الدماغية».كانت معاناة شارون صعبة إذ لم تكن تستطيع المشى سوى بصعوبة ولذا استخدمت كرسياً متحركاً، ولم يعد عقلها قادراً على القيام ببعض وظائفه، فتعلمت من جديد الكلام، القراءة، والكتابة، وتناقص أصدقاؤها وكانت فى طريقها للانفصال عن زوجها، والصراع معه حول حضانة ابنها رون الذى تبنته عام 2000 بعد تعرضها للإجهاض مرتين.عندما عادت ستون لتبدو أكثر روعة من أى وقت مضى، قالت الممثلة إنها تشارك قصتها وكفاحها، لأنها تريد التأكد من أن مزيداً من النساء يعرفن علامات السكتة الدماغية للحصول على رعاية طبية فورية.وقالت شارون: «لم أصل إلى المستشفى حتى اليوم الثالث أو الرابع من السكتة الدماغية.. معظم الناس يموتون فى هذه الحالة وكان لدى فرصة للحياة بنسبة 1% وعندما أجريت عملية جراحية ظل الأطباء لمدة شهر غير متأكدين إذا كنت سأعيش أولا ولم يخبرنى أحد بهذا الأمر ولكنى اكتشفت هذه الحقيقة فيما بعد عندما قرأت عن الموضوع فى إحدى المجلات».مع بداية استرجاعها لصحتها، بدأت ستون محاولات استعادة شهرتها ونجاحها، ولكن السينما لم تفتح أبوابها ولكنه عثرت فى عالم التليفزيون على عدد من الفرص التى ساعدتها فى العودة.البداية كانت فى دور ضيفة شرف فى إحدى حلقات المسلسل الشهير «القانون والنظام»، ورغم معاناتها فى الحفظ إلا أنها خاضت هذا الاختبار بنجاح، وتعدد ظهورها كضيفة فى عدد من المسلسلات ثم جاءت فرصتها الكبيرة مع محطة «تى ان تى» ومسلسل «العميل اكس» ولم تكتف بالقيام بدور رئيسى كرئيس للولايات المتحدة ولكنها قامت أيضاً بدور المنتج المنفذ للمسلسل. وفى الواحدة والستين من عمرها عرفت النجمة الشقراء طريقها للشهرة من جديد مع مسلسل فى نتفليكس ومسلسل للمخرج الشهير ستيفن سودبرج بعنوان «موزاييك».بعد تجاوزها لمحنة المرض، قررت ستون أن تلعب دوراً إيجابياً فى المجتمع إلى جانب عملها الفنى، حيث عملت بهدوء كناشطة على مدار العشرين عاماً الماضية من خلال رئاستها للحملة العالمية لأمفار «مؤسسة أمريكية لأبحاث الإيدز» منذ عام 1995.يكفى القول أن جهود ستون كانت أكثر من مثالية على مر السنين، من نشر الوعى إلى جمع التبرعات، إذ تركت بصمة واضحة فى عالم مكافحة أمراض الإيدز، وفى أغسطس 2000، استضافت مزاداً فى مهرجان فينيسيا السينمائى الذى جمع أكثر من نصف مليون دولار، وفازت ستون بجائزة قمة السلام عام 2013 لعملها.عند الحديث عن المزادات، يبدو أن ستون لديها موهبة كبيرة لاستخدامها فى تحقيق كثير من الإنجازات، وإحدى أكثر لحظاتها إثارة للإعجاب كناشطة إنسانية جاءت فى عام 2015 عندما شاركت فى مزاد لجمع الأموال اللازمة لأفريقيا، وكضيف شرف فى جائزة بيلوسيو بيلدنغ بيس فى ميلانو، انتهزت الفرصة، أمام حشد من الرؤساء التنفيذيين الأقوى والأثرياء فى صناعة البناء والتشييد فى العالم، لجمع المال لصالح أفريقيا، تمكنت ستون من الحصول على تعهدات كافية بعد لحظة العفوية لبناء 28 مدرسة ضخمة فى القارة السمراء.إلى جانب عملها الإنسانى، يمكن القول إن أكبر إنجازات ستون الشخصية على مدى العقدين الماضيين، هى دورها كأم، حيث تبنت أطفالها الثلاثة كوين كيلى وليرد فون وروان جوزيف فى الأعوام 2000 و 2005 و 2006 على التوالى، وحرصت على إبعادهم عن الأضواء، لكنهم فى عام 2017 قدموا لها جائزة الأم المثالية فى حفل رابطة شركاء دراسات سرطان فى يوم عيد الأم فى لوس أنجلوس، فى خطاب قبول الجائزة اعترفت ستون بأن الأمومة «لم تأت بسهولة». من نجمة فقدت كل شىء، الشهرة، المال، والمعجبين، إلى امرأة ناجحة على كافة المستويات، وفى الستين من عمرها، كان من المفترض أن تعانى نجمة الإغراء من تراجع نجوميتها مع تقدمها فى العمر، ولكن المرض جعلها تعيش تجربة قاسية حملتها إلى فى مسار مختلف، فهى اليوم نجمة تليفزيونية شهيرة وأم مثالية واسم شهير فى عالم الأعمال الخيرية.
مشاركة :