(مكة) – مكة المكرمة أكد نائب رئيس اتحاد الأكاديميين والعلماء العرب، الكاتب في صحيفة “مكة” الإلكترونية الدكتور عايض الزهراني، أن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، كان ذا شخصية قيادية مميزة مكّنته من استعادة ملك آبائه وبناء دولة على الطراز الحديث. وأوضح الزهراني، خلال مشاركته في أمسية خاصة باليوم الوطني في منتدى باشراحيل الثقافي، أن الملك عبدالعزيز لم يتوسد الصحراء؛ بل امتطى صهوة المجد واستعاد ملك آبائه وبنى دولة حديثة. وأضاف أن هذه الدولة قامت على أسس علمية متينة، حيث أرسى الملك عبدالعزيز – رحمه الله- أعمدة الخيمة السعودية الثلاث (توحيد – ووحدة – وعلم)؛ لأنه (داعية) (وفارساً ) (وملكاً)، (توحيد) صافياً من الشوائب والوثنية سواء تمثلت الوثنية في مال أو علم أو سلطة أو هوى، و (وحدة) يدعو لها التوحيد ويمدها بقوته مرهباً ومهدداً لدعاة التفتت أو التشرذم بالزوال أو السقوط (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)، و (علم) يحث عليه تسخير مقرر, وإعمار مقصود .. وبهما تعلو كلمة الله فإذا ضاع العلم وهان هانت شعوب وضاعت أرض وعقيدة. وبين أن تلك هي أعمدة الخيمة الثلاثية التي أرساها فأقام تحت نسيجها الوارف وطناً نتفيأ اليوم ظلاله، مضيفا: لقد حرك الملك عبدالعزيز عقيدة لها مخزونها الراسخ وبعدها التاريخي وقدرتها على التغيير وتحرك بها فغيرت, فبنا دولة وألهب عزائم رجاله على مساحة فسيحة من الوطن هي أقرب في الحقيقة لمساحة قارة وأقام نظاماً قوياً على الشريعة ثم تبنى نظاماً يعتد بالقدوة ويرتكز على العلم وهو طريق العصر الحديث. وأشار إلى أبنائه العظام الملك سعود ثم الملك الفيصل ثم الملك خالد ثم الملك الفهد ثم الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمهم الله، الذين استلموا مشعل الازدهار والتقدم من بعده، والآن يعتلي عرشها عالي الهمة وباني القمة ملك الحزم والعزم والجزم سلمان الذي يهتم بأن تتواصل مسيرة الإصلاح والتنمية والارتقاء بالمواطن الذي حظي بكل فئاته بدعم واهتمام ملك الحزم على كافة الأصعدة الدينية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. ولفت الزهراني إلى أن الملك سلمان، آمن بأهمية ثقافة الإصلاح التي يريدها أن تتبلور في أذهان الناس وتتفاعل معها أرواحهم وعقولهم وتنعكس في أعمالهم وسلوكهم، وهي ثقافة البناء والتعمير لا ثقافة الفساد والتدمير. وشدد على أن هذه الثقافة تعلي من شأن المبادرات الإيجابية والإنسانية لروية 2030، ثقافة تبحث عن القيم النبيلة للتحدث بها الناس وترغبهم فيها، ثقافة تغرس في صاحبها النزاهة والوفاء والإخلاص والصدق وإتقان العمل وبذل الجهد والطاقة في سبيل التطور، ثقافة تجعل صاحبها شعلة نشاط وحيوية في سبيل عز الوطن ورفعة المواطن. وتابع: هذا يدل على رؤية ملك الحزم على بناء الإنسان واستثماره وأنه الثروة الحقيقية ليكون فاعلاً وشريكاً في ملحمة النهوض وسمفونية البناء، مسترسلا: في الوَقْتِ الرَّاهِنِ يُجَسِّدُ كُلُّ مِنْ خَادِمِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَسُمُوِّ وَلِيِّ العَهْدِ حَفِظَهُمَا الله، الغَيْرَةُ الوَطَنِيَّةُ العَرَبِيَّةُ وَالشُّعُورُ بِالمَسْؤُولِيَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ, وَأَنْ يُقَدِّمُوا التَّضْحِيَاتِ كَيْ تَبْقَى المَمْلَكَةُ قَوِيَّةً شَامِخَةً حَامِلَةً الرِّسَالَةَ الإِسْلَامِيَّةَ, عَامِلَةٌ عَلَى تَحْقِيقِ أَهْدَافِ الأُمَّةِ العَرَبِيَّةِ وَالإِسْلَامِيَّةِ, قَادِرَةٌ عَلَى إِحْبَاطٍ مَا يُحَاكِ لَهَا مَنْ المُؤَامَرَاتُ الدَّاخِلِيَّةَ وَالخَارِجِيَّةَ”، مستكملا: اِتَّخَذَ مَلِكُ الحَزْمِ وَالعُزُمُ وَالجَزْمُ وَالإِنْجَازُ خَادِمُ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ المَلَكِ سَلْمَانَ بِنْ عَبْد العَزِيز. القَرَارَاتُ التَّارِيخِيَّةُ وَالتَّحَالُفَاتُ العَرَبِيَّةَ وَالإِسْلَامِيَّةَ المُؤَدِّيَةُ إِلَى وَحْدَةِ الصَّفِّ وَالكَلِمَةِ فِي مُوَاجَهَةٍ ى~التَّحَدِّيَاتُ الَّتِي تَشْهَدُهَا الأُمَّةُ”. وأشاد بالزيارات المتنوعة والمتعددة التي أدت إلى توثيق علاقات قوية عالمية تخلق توازنا مأمولا وقوة تستطيع بها النفاذ تجاه ما تريده المنطقة من استقرار ونمو وهدنة بعد اشتعال نيران الفتنة في عدد من الدول العربية. واستدرك الزهراني: إننا كمواطنين في هذا البلد لا يسعنا إلا أن نقف بإجلال وإكبار وإعزازاً وتقديراً لتلك البطولات كما نتذكر جنباً إلى جنب مع هذه البطولات الإنجازات العملاقة التي سطرها بحروف من نور في سماء الوطن خادم الحرمين الشريفين حيث أخذ التطوير منحاً جديداً وفق مفهومات عصرية حضارية. وهذا ما يسعى اليه ملك الحزم بالحكمة الرزينة والحنكة العميقة وبتوازن دقيق عميق محققا مصلحة وطنه وأمته العربية والإسلامية. وبالفعل قلب معادلات التاريخ وغير تضاريس الجغرافيا وصنع سياسة دولية متسمة بالصدق والشفافية والاحترام إن ما مآثره خالدة فأينما التفت ميمنة أو ميسرة فإنك تشاهد عظمة الإنجازات على تضاريس هذا الكيان الشامخ. وأردف: هذا يجعلنا كمواطنين أكثر تفاؤل بالمستقبل الواعد المشرق ونحن نتطلع جميعاً إلى كثافة في مجالات الخير والنماء والاستقرار والتلاحم الاجتماعي لنصوغ الغد الأطهر والأفضل والأنبل والأمثل، وننتهز في هذه المناسبة لنرفع أسمى آيات التهاني والابتهاج المفعمة بالتبريكات لمقامه الكريم وسمو ولي عهده الأمين والشعب السعودي، سائلين المولى عز وجل أن يحمي هذه البلاد الطاهرة من كل سوء وشر وإرهاب وفساد وأن ينعم علينا بنعمة الأيمان والرقي الازدهار ولنحافظ على ما تحقق لهذا الكيان من مكتسبات عظيمة. وفي السياق، أثنى الدكتور عايض الزهراني، على منتدى باشراحيل الثقافي ودوره في تنمية الثقافة والمعرفة واحتضانه للمفكرين والمبدعين وتقديم كل الدعم لهم، وعلى رأسه رئيس مجلس إدارة المنتدى الشاعر الدكتور عبدالله باشراحيل. وقال الزهراني: الشكر والتبجيل لقامة نبيلة، أروت تضاريس الفكر وثقافته، وأصبح صالونه دائما يكثف فكرا وعلما وشعرا وهو الأستاذ الدكتور عبدالله باشراحيل، في صالون والده رحمه الله محمد صالح باشراحيل. وعن الاحتفال باليوم الوطني داخل المنتدى، تابع: تنساب هذه الليلة شلالات الفرح زهوا وبهاء ونضيء قناديل الافتخار والاعتزاز في هذا المساء الرائع للوطن المشع تماسكا وأمنا وطيبة، وطن اتسم بالقيم السامقة والصفات الراقية. واختتم قائلًا: في الختام أطرز من سواحل الفؤاد, وحنايا الذاكرة, إكليل وردٍ ودي وطني يزدان به جبين من حضر الاحتفاء بعرس الوطن الممزوج بروح الوطنية الممتع والحضور الممشوق للنخبة المتألقة المميزة لعشاق تضاريس و مناخات الوطن وانجازاته ورموزه.
مشاركة :