في رحلة عنوانها الوطنية والانتماء للوطن وقيادته، ورسالتها التطوع وفعل الخير، انطلق الرحالة صالح بن عايض آل مخلص اليامي، ومرافقه مبارك بن مسفر آل مخلص اليامي، من نجران إلى الرياض مشياً على الأقدام. وقال المواطن صالح آل مخلص” حامل درجة الماجستير، والمتحدث بثلاث لغات (الروسية، والإنجليزية، والصينية) لـ”سبق”، “أثناء مروره بمحافظة الأفلاج اليوم السبت: “انطلقت رحلتنا من براري نجران باتجاه مدينة الرياض مشياً على الأقدام، بتاريخ 16 سبتمبر أي منذ 13 يوماً، حيث كنا مقررين نحن ثلاثة أشخاص انطلاقة هذه الرحلة قبل هذا الموعد، ولكن قدر الله وما شاء فعل، توفي ثالثنا حمد علي اليامي في حادث مروري غفر الله له، فاضطررنا لتأجيل الرحلة”. وأضاف: “في اليوم العادي نقطع مسافة من 50 إلى 60 كم، وفي أول يوم انطلقا فيه قطعنا أكثر من 70 كم؛ لأنه لم يكن أحد يعلم عن انطلاقنا، ولأن الوقوف مع المارة والحديث معهم يقلل من قطع مسافات كبيرة”. وعن الصعوبات التي تواجههم ذكر “اليامي”: “ليس هناك صعوبة ولله الحمد، ولكن بعض الأماكن لا يتوفر بها أماكن للتوقف من ظل وشجر وغيره”. وتابع: “نحمل رسالة منذ انطلاقتنا، وهي بأن الوطن ليس قطعة أرض، وليس وظيفة أو مركزاً وظيفياً ولا شيء تستمده من جهة ما، بل إن الوطن خلق نبيل يتخلق به النبلاء والأشخاص الأوفياء؛ لأنه من المؤسف البعض يظن أن الوطن إذا لم يعطني شيئاً لا يستحق التضحية، لكن الوطن أعطى الأجداد والآباء وسيعطي الأبناء والأحفاد؛ لذلك يجب أن يكون الشخص وفياً لوطنه، فالوطن هوية والموت دونه يعتبر شهادة، والوطنية هي أن تساهم كذلك في البناء وتكون عصراً فعالاً ومفيداً للبناء والتقدم”. وأردف: “الرحلة عمل وطني وعمل إنساني وتطوعي، ومنها نروج لجمعية (شآبيب رحمة لذوي الاحتياجات الخاصة) التي تأسست أثر كتاب “شآبيب” أصدرته، وبيعت أول نسخة في مزاد علني خيري بقيمة 112 ألف ريال، واستمرت بعده الأعمال الخيرية”. وختتم مشيداً بدور مرافقيه في تحمل الكثير من أعباء الرحلة، مشيراً إلى أن هذه الرحلة لا تنحصر في شخصه وحده، ولكن كل الأهالي معه في الرحلة، مثمناً في الوقت نفسه ما واجهه من حفاوة من المارة والأهالي بالمحافظات التي يمر بها والوطنية المتجذرة في كل مواطن سعودي. من جهته، قال علي بن حمد آل معمر إن “المواطن صالح آل مخلص، له إسهامات خيرية كثيرة في المنطقة، ورحلته الوطنية التي بدأها من نجران للوصول للرياض حملت رسائل سامية لدي الأهالي، وتطلعات بأن تحظى محافظات نجران الشمالية بنصيب كبير بدعم وإنشاء جمعيات خيرية وأسرية ورعاية للأيتام”. وقال المواطن عبدالله آل عاتي، الذي استضاف الرحالة ومرافقيه بالأفلاج: “مسيرة رحالة نجران، تجسيد لحب الوطن وولاء لقادته وخلق نبيل وهوية تستحق الفخر”. من جهته، أشاد رئيس مركز سويدان بالأفلاج مبارك بن كليب آل عمار، الذي التقى بالرحالة ومرافقيه برسالة “آل مخلص” الوطنية، وما تحمله من معنى سامية تحث على حب الوطن وقيادته ونشر ثقافة المواطنة الصالحة والقيم النبيلة التي يجب أن يتحلى بها كل مواطن؛ للتضحية من أجل وطنه والمساهمة في دفع عجلة التقدم والتنمية بسواعد أبناء الوطن.