حذر استشاري أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم راشد البناء من خطورة فرط استخدام المضادات الحيوية، وذلك لما لها من تأثير مباشر ومضاعفات على القلب خاصة لمرضى القلب، لافتا إلى أن المضادات الحيوية تزيد من خطر التعرض للوفاة المبكرة بسبب أمراض القلب، فضلا عن إلحاق أضرار لا يمكن إصلاحها ببطانة الأمعاء، وذلك بحسب ما نشرته أحدث الأبحاث الطبية.وقال إن أمراض القلب تعد من أكثر الأمراض شيوعا لدى الرجال، بالإضافة إلى أن نسبة الإصابة بها تزيد عند الرجال مقارنة بالنساء.وحول مدى تأثير المضادات الحيوية على القلب، اشار الدكتور راشد الى الآثار العامة لسوء استخدام المضادات الحيوية كتقليل المناعة، وظهور بكتيريا شديدة المقاومة للمضادات الحيوية.وقال: «هناك مضاعفات أو آثار خاصة لمرضى القلب، يمكن تقسيمها الى 3 مضاعفات أو تأثيرات، اثنتان منها مضاعفات قصيرة الأجل أو فورية وأخرى متوسطة او بعيدة الأجل. أول تلك المضاعفات هي اضطراب كهربائية القلب او كما تسمى بـ(نظم القلب)، فمن المعروف أن سريان الكهرباء في القلب يتم التعرف عليه بواسطة تخطيط القلب او كما يسمى بـECG».وأضاف: «أريد ان أوضح أن هناك بعض المضادات الحيوية تؤدي الى اضطراب في كهربائية القلب، حيث يمكن تأثيرها في زيادة مسافة أحد الموجات وتسمى موجة QT، وهي إحدى الموجات التي يتم قياسها عند إجراء وقراءة تخطيط القلب، وكما هو معلوم فإن هناك مسافة محددة ودقيقة لسريان النبض الكهربائي في القلب وتعدي هذه المسافة او قصرها يؤدي الى الاضطراب، وان بعض هذه المضادات الحيوية يؤدي الى اطالة هذه الموجة (QT)، وينتج عن ذلك التعرض للرجفان البطيني الذي قد يكون خطيرا في احيان كثيرة قد ينتج عنه الإغماء والوفاة. وخصوصا ممن يعانون من ضعف في عضلة القلب او قصور في الشرايين التاجية».وتابع: «ثانيًا: مضاعفات تداخل الأدوية وتفاعلاتها، يتطلب علاج مرضى القلب في أحيان كثيرة أخذهم لأدوية السيولة وعلى رأسها دواء WARFARIN، وبعض المضادات الحيوية تتفاعل مع ادوية السيولة ومن ضمنها الورفارين، وهذا قد ينتج عنه اما زيادة في مستوى سيولة الدم او ان تقل كفاءته دون المستوى المطلوب، وفي الحالتين فإن مضاعفاتها خطيرة جدا، فبالأولى يتعرض المرضى الى خطر النزيف التلقائي، وفي الحالة الثانية قد تؤدي قلة السيولة الى حدوث تخثر دموي تنتج عنه جلطات دماغية قلبية».