فرقت الشرطة الفرنسية نحو ألف متظاهر من حركة "السترات الصفراء" في مدينة تولوز في جنوب فرنسا، باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.وتم توقيف شخص واحد على الأقل خلال المسيرة التي انطلقت عصراً، ورفع خلالها متظاهرون لافتة ضخمة كتب عليها "سئمنا من البقاء على قيد الحياة. نريد أن نعيش".وأحرقوا المتظاهرون مظلّة أمام مطعم ماكدونالدز.وفي العاصمة باريس انضم متظاهرون من حركة السترات الصفراء إلى مسيرة للمطالبة بالتصدي لظاهرة التغيّر المناخي.وتأتي التظاهرة بعد يومين من كشف الحكومة الفرنسية مشروع موازنة عامة للعام 2020 يلحظ خفض الضرائب على الفرنسيين بمقدار أكثر من 9 مليارات يورو.وجاء مشروع الموازنة نتيجة لـ"حوار وطني" أطلقه الرئيس إيمانويل ماكرون لتهدئة الاحتجاجات.وكان ماكرون الذي فاز بالرئاسة الفرنسية في العام 2017 تعهّد إعادة البلاد إلى السكة المالية الصحيحة، لكن حركة "السترات الصفراء" أعاقت مشاريعه.وتتّهم الحركة الاحتجاجية ماكرون بأنه نخبوي لا يدرك المعاناة اليومية للكثير من الفرنسيين.وفي 8 ديسمبر من العام الماضي، حينما كان التحرك في أسابيعه الأولى، اشتبك محتجون مع عناصر الشرطة في الشانزيليزيه، ما دفع السلطات إلى منع التظاهرات في الجادة الباريسية الشهيرة.ونهاية الأسبوع تلك أوقفت الشرطة 900 شخص في أكبر حملة اعتقالات منذ بدء الاحتجاجات ضد الحكومة. وكان الرئيس الفرنسي قد اعتبر في حديث مع مجلة "تايم" الأمريكية نشر الخميس أن أزمة "السترات الصفراء" كانت "مفيدة جدا لي بطريقة ما"، لأنها أرغمته على تغيير موقفه حيال الفرنسيين. ومنع المسؤولون المظاهرات على جادة الشانزيلزيه وفي مناطق أخرى في قلب العاصمة الفرنسية سبق أن شهدت أعمال تخريب مطاعم ومتاجر فاخرة. وتتزامن مظاهرات السبت مع أيام التراث الأوروبي السنوية في نهاية الأسبوع حيث تفتح عادة المباني الخاصة والعامة أمام الزوار.
مشاركة :