باتت معاناة سكان قرى جنوب منطقة حائل تتصاعد مع تعثر (مشروع المياه الشامل) ,والذي ينطلق من حقل “الشقيق” شرقي حائل 25كم , بتكلفة اجمالية تقدر بمبلغ “4.5 “مليارات ريال. هذا المشروع العملاق الذي يخدم أكثر من 500 مدينة وقرية أوجد  لخدمة قرى الدرع العربي جنوب حائل وهو التكوين الجيولوجي الذي يعرف بأنه لا يحتوي على مياه جوفية وأحوج للتغذية بالمياه إلا أن الخطط المدروسة لتنفيذ المشروع أغفلت جانب الأولوية لمحافظات وقرى الدرع العربي وباتت قرى الدرع العربي في ذيل قائمة المشروع وهي الأكثر سكاناً في المنطقة. وقد بدأت معاناة الأهالي بعد مضي ثمان سنوات على تنفيذ المشروع دون الاستفادة منه بالرغم من الحاجة القصوى لسرعة تنفيذه تزامناً مع شح المياه ,سيما إن أكبر محافظة بالمنطقة (الحائط) لازال العطش يداهم سكانها بعد توقف  تنفيذ المشروع وعدم اكتمال خطوط الشبكة الفرعية داخل بعض الأحياء حيث لم ينفذ داخل المحافظة إلا 40% من نسبة الإنجاز فيما لازالت خزانات الخزن الرئيسية متعثرة ولم تستكمل ناهيك عن عدم وجود اشياب في أكبر محافظة بالمنطقة . أهالي المحافظة وقراها علقوا آمالهم العام الماضي بعد زيارة مدير خدمات المياه بمنطقة حائل وزف البشرى لهم بضخ المياه للمنازل إلا أن هذه البشرى أصبحت ضبابية,حيث لم تصل المياه إلا لـ40% من الأهالي وبمعدل مرتين في الأسبوع دون أيضاح شفاف لأسباب ضعف المياه المنقولة عبر شبكة الخط الرئيسي الوحيد الذي لايتحمل سقيا المحافظة نتيجة خطأ هندسي من مصمم الخطوط الرئيسية والذي لم يوفق في دراسة الحاجة الفعلية للمحافظة وقراها واكتفى بخط واحد لايؤمن القرى الواقعة ما بين المحافظة وحائل فضلاً عن حاجة المحافظة لأكثر من ثلاثة خطوط رئيسية .   هذا ويُعد مشروع المياه الشامل الحلم الذي لم يرى النور وخاصة للقرى الأكثر حاجة وتعاني من الجفاف وتتوسط منطقة الدرع العربي ,غيبت من الاهتمام والمتابعة من إدارة خدمات المياه بمنطقة حائل وأصبحت تئن من العطش وساكنيها يستعدون للهجرة لمناطق تتوفر بها خدمات المياه. أهالي محافظة الحائط وقراها يناشدون صاحب السمو الملكي أمير منطقة حائل وسمو نائبه ومعالي وزير البيئة والمياه والزراعة سرعة النظر في دعم الاعتمادات المالية والتسريع في تنفيذ أهم مشروع بالمنطقة باعتبار المياه “عصب الحياة” .