وصف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في كلمته أمام الجمعية العامة في الأمم المتحدة، الأزمة في الخليج بأنها «مصطنعة»، ودعا الى تسويتها عبر الحوار، وحذر من أن القضية الفلسطينية باتت في مهب الريح، فيما أكدت المنظمة الدولية و57 دولة دعمها للحكومة الانتقالية في السودان.ودعا لافروف أمام الجمعية العامة كافة أطراف الأزمة في الخليج للجلوس إلى طاولة الحوار لتجاوز الخلافات، متحدثاً عن مبادرة سبق أن قدمتها موسكو من أجل حفظ الأمن في الخليج.وأعلن أن الدول الغربية تحاول منع تبلور عالم متعدد الأقطاب واستعادة المواقع المهيمنة وفرض معايير السلوك المبنية على التفسير الغربي لليبرالية على الجميع. وأشار الى أن هدف المساعي الغربية يتمثل في تبديل أعراف القانون الدولي ب«قواعد» تخدم المصالح الضيقة للدول الغربية، وإعلان الغرب المصدر الوحيد للشرعية، ويستخدم لهذا الغرض التلاعب بالرأي العام ونشر معلومات كاذبة ومعايير مزدوجة في مجال حقوق الإنسان وإسكات وسائل إعلام «غير مرغوب فيها».واتهم الولايات المتحدة باتباع نهج يهدف إلى تدمير قرارات مجلس الأمن الدولي حول التسوية في الشرق الأوسط، وتقترح انتظار ما يسمى ب«صفقة القرن»، وفي الوقت ذاته تقوم بخطوات أحادية الجانب بشأن القدس والجولان، وبذلك بات حل الدولتين مهدداً، وباتت آفاق التسوية السلمية للقضية الفلسطينية في مهب الريح.وأضاف أن واشنطن لم تنسحب من الاتفاق حول برنامج إيران النووي فحسب، بل وتطالب الآخرين بالرضوخ ل«قواعد اللعبة الأمريكية». واعتبر أنه لا تزال هناك «أجندات خفية» في مجال محاربة الإرهاب، حيث بدأت بعض الدول بتوفير غطاء للإرهابيين وإخراجهم من تحت الضربات، مثلما يحدث في أفغانستان وليبيا وسوريا. هناك محاولات لإضافة فنزويلا إلى قائمة الدول التي تم تدمير مؤسساتها عن طريق عدوان أو انقلابات مدعومة من الخارج، وروسيا ترفض المحاولات لإعادة فرض «مبدأ مونرو» على دول أمريكا اللاتينية وتغيير أنظمة بواسطة تدخلات من الخارج مع اللجوء إلى الابتزاز العسكري والطرق غير الشرعية للإجبار والحصار.ودعا إلى العودة إلى الاتفاقات حول بناء أمن متكافئ وغير قابل للتجزئة في أوروبا. لكن لافروف رغم ذلك، اعتبر أن النظام العالمي المتمركز حول هيئة الأمم المتحدة لا يزال ثابتاً ومتيناً على الرغم من كافة الصعوبات. واستشهد وزير الخارجية بأقوال العالم الروسي الحائز على جائزة نوبل أندريه ساخاروف إن «تنافر البشرية يعرضها لخطر الهلاك... وبالنسبة للبشرية فإن الابتعاد عن حافة الهاوية يعني تجاوز التنافر».من جهة أخرى، أكدت الأمم المتحدة و57 دولة وست مؤسسات دولية، أمس السبت، دعمها الكامل للحكومة الانتقالية السودانية، وحثت المجتمع الدولي على الاتحاد في مساندة السلطات الوطنية بالخرطوم. وجاء ذلك في بيان أصدره ستيفان دوجاريك المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة.وأشار البيان إلى اجتماع رفيع المستوى حول السودان، عقد على هامش الدورة ال74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وحضره وفود 57 دولة عضو وست منظمات دولية بالإضافة إلى عدد من وكالات الأمم المتحدة. ورحب البيان بإعلان رئيس الحكومة الانتقالية السودانية عبدالله حمدوك عن أولوياته في الفترة المقبلة وعلى رأسها وقف الصراع مع الجماعات المسلحة وبناء سلام شامل. وأوضح البيان أن المشاركين في الاجتماع أعربوا عن دعمهم الكامل للحكومة الانتقالية السودانية وشجعوها على العمل بشكل جماعي.ورحبت الوفود بشدة بالتزام حكومة السودان بزيادة مشاركة المرأة في جميع مستويات العمليات السياسية، بما في ذلك تعيين أول وزيرة خارجية للسودان. ودعا رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، السبت، واشنطن لرفع السودان من قائمة الإرهاب.وكان حمدوك قال في كلمة بلاده أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أول امس الجمعة، إن شعب السودان لم يكن داعماً أو راعياً للإرهاب ولكن نظامه البائد كان كذلك. وأضاف «إن الثورة السودانية جاءت لتحرر الشعب السوداني من القمع ولتعيد له الكرامة»، معرباً عن شكره للدول التي ساهمت في جعل الثورة السودانية أمراً ممكناً.وأكد في معرض حديثه أن السودان عازم على الالتزام بالقانون الدولي والمشاركة في ترسيخ المواثيق الدولية، مشيراً إلى أن السودان واع بالتحديات التي تنتظره وأن حكومته عازمة على بناء دولة القانون والتنمية والسلام. وذكر المسؤول السوداني أن توفير الحياة الكريمة وإدارة التنوع العرقي سيشكلان مدخلاً لتوطيد السلام في السودان، لافتاً إلى أنه يتوقع من المجتمع الدولي أن يمد يد العون لبلاده لمعالجة سلبيات النظام السابق.من جانبه، أكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسي الفكي استمرار جهود الاتحاد مع الشركاء الدوليين لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.إلى جانب ذلك تحدث وزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، أمس أمام الجمعية العامة، وأكد ضرورة أن يولي المجتمع الدولي اهتماماً خاصاً بالنزاعات في سوريا واليمن لوضع حد لمعاناة مئات الألوف. كما أشار الكاردينال الى الصراع بين الفلسطينيين و«إسرائيل» وقال ان الفلسطينيين يستحقون اهتماما دائما ورعاية من المجتمع الدولي. كما شدد بارولين على الاهتمام الدولي بالأوضاع السياسية والاقتصادية في فنزويلا ونيكاراجوا، وشدد على ضرورة حماية غابات الامازون التي اكتسحتها في الاسابيع الماضية حرائق مدمرة واسعة النطاق. كما حث المجتمع الدولي على ضرورة حماية النساء والأطفال ضحايا النزاعات والفقر والنزوح.(وكالات)
مشاركة :