تواصلت أمس السبت، تداعيات فضيحة المكالمة الأوكرانية الخاصة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول منافسه المحتمل في الانتخابات جو بايدن، مع تصعيد الديمقراطيين تحركاتهم لبدء إجراءات العزل، بمطالبة وزير خارجيته مايك بومبيو، بتزويدهم وثائق حول القضية في مهلة أقصاها الرابع من الشهر المقبل، معتبرين أن رفضه يشكل عرقلة للتحقيقات الجارية، في وقت قدم فيه مبعوث الولايات المتحدة إلى أوكرانيا، استقالته إثر تلقّيه استدعاء من الكونجرس لاستجوابه بشأن القضية.وتعرف القضية التي قد تعصف بمستقبل ترامب السياسي إعلامياً باسم «فضيحة أوكرانيا»، وأشرك فيها الديمقراطيون صديق ترامب المقرب بومبيو بمطالبته بتقديم المستندات الخاصة بالقضية، تحت التهديد بالعقوبة في حال التجاهل. وجاء في بيان لرؤساء لجان الخارجية والاستخبارات والإشراف على السلطة التنفيذية، توجهوا فيه إلى بومبيو بأن «رفضكم الامتثال لهذه المطالبة سيُشكل دليلاً على عرقلة تحقيق مجلس» النواب في هذا الإجراء النادر ضد رئيس أمريكي، والذي كان أُطلِق على خلفية شكوى من مخبر في أجهزة الاستخبارات حول ممارسة ترامب ضغوطاً على نظيره الأوكراني للإساءة إلى بايدن. وعلى بومبيو أن يُزوّدهم بالوثائق في مهلة أقصاها الرابع من الشهر المقبل.ويرغب رؤساء اللجان النيابية في الحصول على قائمة بأسماء مسؤولي وزارة الخارجية الذين «شاركوا أو أعدوا أو تلقوا محضراً» للمكالمة الهاتفية التي جرت في 25 يوليو/تموز الماضي، بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وأكد رؤساء اللجان في بيانهم أن «اللجان تُجري هذا التحقيق بوتيرة سريعة وبشكل منسق». واستدعوا خمسة مسؤولين في وزارة الخارجية للإدلاء بإفادات الشهر المقبل، بينهم السفيرة الأمريكية السابقة إلى أوكرانيا ماري يوفانوفيتش، والمبعوث الخاص كورت فولكر.ويتهم الديمقراطيون ترامب بأنه طلب من نظيره الأوكراني خلال المكالمة، مساعدته في معلومات من شأنها أن تسيء إلى بايدن، الأوفر حظاً لمواجهته في الانتخابات الرئاسية.وينفي ترامب ممارسة أي ضغوط، وكتب في تغريدات، أمس الأول، أن هذا الاتصال كان «مثالياً» و«قانونياً تماماً»، وهاجم الديمقراطيين «الحزب الذي لا يفعل شيئاً» والصحفيين «التافهين»، والمخبر الذي أبلغ عن المخالفات «عميل حزب». واعتبر ترامب أثناء اجتماع مع دبلوماسيين، أنه «في حالة حرب»، ودعا على «تويتر» الجمهوريين إلى «القتال»، مضيفاً بحروف كبيرة: «مستقبل بلدنا على المحك».وبسبب القضية استقال أمس الأول، المبعوث الأمريكي إلى أوكرانيا، فولكر، إثر تلقيه استدعاء من الكونجرس لاستجوابه في إطار التحقيقات. وأمر الكونجرس بمثول فولكر الخميس المقبل لاستجوابه.وتعهد الديمقراطيون بالتحرك بسرعة في قضية عزل ترامب، معتبرين أن الأدلة واضحة على إساءته استخدام السلطة من خلال مكالمته الهاتفية مع نظيره الأوكراني.وحض وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أمس، واشنطن على عدم نشر محاضر محادثات بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. وقال في مؤتمر صحفي: «في ما يتعلق بمحاضر المحادثات الهاتفية، علمتني أمي أن من غير اللائق قراءة رسائل الآخرين غير الموجهة إلينا».(وكالات)