«ألف ليلة وليلة».. حكايات من زمن الأساطير

  • 9/29/2019
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

اختتم الفنان جوزيف عازار، بمشاركة الفنانة هدى حداد العرض الأول من المسرحية الغنائية «ألف ليلة وليلة»، التي شهدها مؤخراً مسرح المجمع الثقافي في أبوظبي، بحضور جمهور كبير غصت به مدرجات المسرح. هذا العرض المسرحي الراقي، الذي أبدعته فرقة المايسترو عبدالحليم كركلا، ضم ثلاثة فصول من حكايات يرويها الزمان، وتعبق بالتراث والأساطير، حيث العاطفة والحب والحقد التي تستحوذ على مخيلة الملك شهريار، لنكتشف أسرار قصره في الفصل الأول من المسرحية عندما يظهر الملك على كرسيه، ويقف وزيره على يمينه إضافة إلى انتشار الحرس من حوله، بينما تأخذ الفرقة في الرقص أمامه لتظهر حياة البذخ والترف بين جدران قصر الملك. وفي الفصل الثاني ينتقل الجمهور مع فضاء الشرق الساحر برؤية فنية معاصرة، مع عذوبة الموسيقى والألحان لـ«نيكولاي ريمسكي كورساكوف» و«بوليرو دي رافيل»، وقد تزاوجت الآلات الغربية مع روعة الآلات الشرقية، حاملة حكايات الماضي إلى عالم الزمن الحديث. واختتم الفصل الأخير من العرض المبهر بما يحمله من ثقافة الشرق، وملامح رائعة من التقاليد والتراث، متنقلاً إلى زمن القوافل، وملتقى العابرين من كل حدب وصوب، ليستريحوا من عناء السفر الطويل وهم يتسامرون خلال سهرة شعبية تدور فيها أحاديث وحكايات الماضي، وتحت ضوء القمر تجري حكاياتهم وأغانيهم التي تملأ النفوس طرباً وبهجة وتنسيهم همومهم، بينما تظهر الأسواق والحارات القديمة من خلفية المسرح. أبوظبي الحضارة هذا العمل الفني الرائع الذي أبدع في تقديمه أكثر من 60 فناناً بين راقص، وموسيقي، وتصميم أزياء وهندسة صوت، كان برئاسة المايسترو عبدالحليم كركلا الذي تحدث عن العرض الذي يقدمه للمرة الأولى في أبوظبي، بمناسبة إعادة افتتاح المجمع الثقافي، قائلاً: «إنه يمثل لي الكثير، وخاصة أنه على أرض أبوظبي بمعالمها التاريخية والعمرانية، والتي تسابق الزمن بالرقي والحضارة الإنسانية، مشيراً إلى أن إعادة افتتاح المجمع الثقافي سيكون لها تأثيرها على الأجيال والجمهور الذي يتابع الأنشطة الثقافية المحلية والعالمية، ولذلك نحن نفتخر بأبوظبي ونفخر بوجودنا بين جمهورها الكبير». وعن آخر عرض قدمته الفرقة في أميركا، أضاف كركلا أنها كانت فرصة ثمينة ليتعرف الجمهور الأميركي على تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا في العالم العربي، إضافة إلى ماضينا الذي يحمل ذاكرة الشعوب، مؤكداً على أهمية موروثنا الثقافي الذي يظهر هويتنا العربية بصورة معاصرة، وكان العرض على أهم مسارح العالم بدار الأوبرا بأميركا، وقد تناولته كبريات الصحف العالمية بأسلوب فني راق يعبر عن تلاقي الشرق والغرب. هوية وتراث وحول التطورات التي عرفتها الفرقة فنياً، قال عبدالحليم كركلا: أهتم بالمستوى الفني والتقني لأعضاء الفرقة، فكل عمل يضم ما بين 65 و150 شخصاً حسب نوع العمل، لافتاً إلى أن الأعمال التاريخية تحتاج إلى عدد كبير من المجاميع حتى تعبر عن المضمون والمحتوى في التناول، وكل واحد ينضم للفرقة لابد أن يكون مثقفاً ودارساً بأكاديمية فنية، وله مستوى عالٍ من التقنية ويستطيع أن يؤدي بشكل راق، ليحمل العمل الدهشة للمشاهدين. وعن أهمية الأزياء خلال العروض، قال كركلا: أعتمد على نفسي وخبراتي، فليس هناك أحد يعرف التراث مثلي، ولذا أسست مركز كركلا للأبحاث التراثية وحصلت على الأزياء التي أحتاجها من مختلف الدول في العالم العربي، إلى جانب الألحان الموسيقية والأغاني التي تعبر عن العادات والتقاليد، وكنت أنتهز أي رحلة إلى البلاد العربية لأسير في الأسواق الشعبية وأتعرف على الأقمشة والألوان التي تحمل عبق الماضي، حتى جمعتها بمركز كركلا للتراث، والذي لا يوجد مثله في العالم العربي، فهو بمثابة كنز يجسد هويتنا العربية وتراثنا.

مشاركة :