أحمد بن حشر يفتح النار على كل الجبهات

  • 9/30/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أجرى الحوار: ضياء الدين علي فاض به الكيل مما يسمعه ويراه، وقرر أن يصرخ بما في جوفه من مرارة، لاسيما بعد أن وجد رماة الإمارات نجمهم يأفل واحداً تلو الآخر، ومن بعد أن كانوا يتنافسون على منصات التتويج دولياً وقارياً أصبح أقصى حلمهم أن يتأهلوا للنهائيات فحسب، ومع ذلك لا يفلحون.بطلنا الأولمبي الشيخ أحمد بن حشر، صاحب ذهبية أولمبياد أثينا 2004، الإنجاز الأهم والأكبر في تاريخ رياضة الإمارات، فتح قلبه مجدداً للخليج الرياضي وأدلى بدلوه في كل هموم وقضايا الساحة، وقال لا تعتبرني بطلاً أولمبياً حزيناً على ما آلت إليه رياضة بلده، وإنما اعتبرني مجرد مواطن حريص على المصلحة العامة وسمعة البلد، أو شاهد إثبات في قضية يلم فيها بكل ما حدث ويحدث من تجاوزات باسم الرياضة.. فكان هذا اللقاء الذي عادت معه زاوية حوار «من واحد إلى عشرة» إلى صفحاتنا. 1 - الرماية *بدأنا اللقاء من عند آخر محطة أزعجته نتائجها، ألا وهي بطولة آسيا التي شهدتها كازاخستان، والتي شهدت تراجعاً غير مسبوق لرماة الإمارات فردياً وجماعياً، ومن غير سؤال قال: - هذه البطولة كانت محطة مهمة في مشوار الإعداد والسعي للفوز بالتأهيل الأولمبي لطوكيو 2020، بعد أن فشلت في ال 3 سنوات الماضية كل المحاولات، والشيء المؤسف أن كل النتائج لم ترق لمستوى التمثيل المشرف، والله أعلم سيتسنى لهم المشاركة في البطولة الآسيوية المقبلة المقامة بالدوحة (نوفمبر المقبل) أم لا.*سألته: ما أسباب تلك الإخفاقات المتوالية للرماة من وجهة نظرك؟- الإجابة في جملة واحدة هي «فاقد الشيء لا يعطيه»، وأعني بها الرماة ومن يتولون أمرهم إدارياً وفنياً، فالرماة لا يتمتعون بالاحترافية المطلوبة لصنع شخصية البطل، وإدارياً كلهم ينتمون لناد خاص وعبر 10 سنوات لم يحققوا 10 بالمئة من الطموحات المعلقة عليهم، بسبب استراتيجية خاطئة، بالرغم من أن ميزانيتهم بمئات الملايين.*قلت: مئات الملايين! عساك تقصد عشراتها؟- قال: لا مئات الملايين، وأعني ما أقول. 2 - الإدارة *قلت له وما دور الإدارة.. أعني اتحاد اللعبة في هذه المنظومة؟- دور الاتحاد منحصر في استلام وتوريد أسماء المشاركين من بطولة إلى بطولة للدولة المنظمة، فهو للأسف أصبح «ساعي بريد»، فمن يقيم المنتخب ويحدد عناصره هم الرماة أنفسهم وليس اللجنة الفنية بالاتحاد، ولا أعتقد أن بإمكانهم إنكار ذلك لأن الاتحاد لا يملك أي صلاحيات على فريق الشوزن، وللأسف الأمر ممتد إلى الرسالة الإعلامية التي تصلنا عن المشاركات الخارجية فللأسف كاتبها وهو مرافق دائم بكل بعثات الرماية يكتب ما يملى عليه ولا يذكر ما يجب ذكره.. ويستطرد قائلا: وبالمناسبة لا ألوم الرماة كثيرا فالمسؤولية الأكبر تقع على رئيس المشروع ومديره.*وما هو السبيل لانتشال الرماية من هذا الواقع؟- فكر قليلاً ثم قال: لا سبيل سوى استحداث جيل جديد من الرماة، ليتم الإصلاح من الجذور، لاسيما أن عناصر الجيل الحالي أعمارهم تحت وفوق الخمسين عاما، أعني أنهم حتى لو تأهلوا لن يكون بمقدورهم تحقيق الطموح المنشود، ومع الجيل الجديد لا بد من تطبيق مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء بأن يكون عمل المسؤولين ميدانياً وليس من الأبراج العاجية. 3- المأساة *من آن لآخر أتساءل عن سبب وجودك خارج ميادين الرماية، مع أنك الأجدر بذلك، مالسبب؟- إنها مأساة عشتها فصولاً، وإذا أردت خلاصتها باختصار سأقول: «لأنني ناجح وأعرف طريق النجاح وسواي يرى في نجاحي فشله».هناك أكثر من مشروع بدأته ولم يكتمل للنهاية، عفواً.. ألا ترى أنك قد تكون سبباً في ذلك؟- احتد وقال: اسأل أصحاب هذه المشروعات ليجيبوا بأنفسهم، إذا كنت ستعتبر إجابتي دفاعاً لتبرئة نفسي.*ماذا بشأن مشروع «نادي النخبة» الذي أطلقته اللجنة الأولمبية مثلاً؟- للأسف كان مجرد كلام وحبراً على ورق، ومات في مهده، لأنه لم يكن قائماً على أساس من أي نوع، وجريت فيه ثم وجدتني أجري بمفردي ! ولك أن تسأل اللجنة أين ذهب ذاك المشروع الوطني؟ فهو لم يكن للرماة فقط وإنما للأبطال في كل اللعبات.*قلت له: وماذا بشأن مشروع «صندوق الموهوبين» الذي أطلقته «الهيئة»مؤخراً؟- بصراحة الأخ محمد خلفان الرميثي رئيس الهيئة وقتما أطلق فكرة هذا المشروع التقى بي ولمست جرأته وحماسته، فالتقينا فكرياً واتفقنا شفهياً على عمل أكاديمية للرماية، ولكن عند المتابعة والتنفيذ مع فريق العمل برئاسة سعيد عبدالغفار تم تسويف كل شيء ومرت شهور بدون أن نتقدم خطوة واحدة.*وما تفسيرك لذلك التسويف؟- أعتقد أن رؤانا اختلفت فهم يريدون إنجازاً سريعاً يتحقق في دورة طوكيو المقبلة، في ولايتهم الحالية بحيث يحسب لهم، بينما خطتي تستهدف ما بعد ذلك، إلى دورة 2024 وما يليها. 4 - «ناس» *وماذا بشأن مشروع «ناس»؟- تحدث بأسى وقال: المشروع كان ناجحاً وكان يمضي قدماً، ولكني فوجئت بإقصائي منه قبل شهرين من انطلاق دورةريودي جانيرو 2016، والأسباب لا أعرفها إلى الآن.*وما دليل نجاحه؟- عملي في هذا المشروع استمر لثلاث سنوات وخلالها حققنا ذهبية الخليج وذهبية العرب وذهبية آسيا وتأهلنا لكأس العالم، وحققنا بطاقتي تأهيل أولمبي. 5 - تحقيق *أراك في كل المشروعات برأت ساحتك وألقيت باللوم على سواك..عفواً لماذا لا يكون للعكس مكان في كل ذلك؟- ضحك وقال: أنا مستعد للتحقيق معي في كل ماقلته إذا كان فيه ادعاء أو افتراء من أي نوع، وأدعو المسؤولين الكبار في الدولة للتثبت من صحة ما قلته، لأن الرماية ليست إلا خصلة واحدة في نسيج رياضة الإمارات، ولكن ما يصرف عليها يمكن أن ينتشل ألعاباً أخرى من واقعها التعيس مادياً.*ولكن الدعم الذي تحظى به الرماية دعم خاص كما لا حظت ولا يتم توفيره من ميزانية الرياضة؟- هذا صحيح ولكن بالنسبة لي كل الدعم من خزانة واحدة، والمصلحة في النهاية للدولة، وعندما يتحقق إنجاز ما لن تبحث عن مورده، والخسارة تؤلم بنفس الطريقة ولا يعزيك أن المصروف من مورد خاص. 6 - شهادة حق *قلت في بداية اللقاء إنك ستقول كلمتك كشاهد إثبات على رياضة الإمارات، ما الذي ينقصها من وجهة نظرك؟- لا ينقصها شيء من حيث الإمكانات والوسائل والدعم بكل أشكاله، لكن فيما يخص العنصر البشري وأداءه هناك نواحي قصور وتجاوزات وهذا هو بيت الداء، وفي تقديري أن الإصلاح يقتضي وقفة أولاً ثم دراسة للتخطيط من جديد بحيث يتولى إدارة الأمور أصحاب الخبرة والكفاءة في كل المناصب.*من سيطالع كلامك سيجد صورة الواقع قاتمة ولا يوجد فيها نقطة ضوء.. ما تعليقك؟- أرجو أن يعذرني كل من سيتسرب إليه هذا الإحساس، لكن دعني أؤكد أنني لست متشائماً بالنسبة إلى المستقبل، كل ما في الأمر أن التفاؤل مرهون بعمل التغيير اللازم وتولي من بإمكانهم إحداث النقلة النوعية المطلوبة كرسي المسؤولية، أما إذا ظل الحال كما هو عليه بحسابات ومصالح وأهواء وخواطر فسيكون التفاؤل مجرد شعار كباقي الشعارات التي ارتفعت في السنوات الماضية من دون أن تتم ترجمتها على أرض الواقع، وإذا نحيت التفاؤل والتشاؤم من المعادلة الرياضية، سأحتفظ مع نفسي بالأمل في الغد الأفضل لأن القيادة الرشيدة بالدولة لا تقبل ولا ترضى بالتراجع والتأخر على أي صعيد، ولعل الإنجاز الذي تحقق مؤخراً بارتقاء هزاع المنصوري إلى الفضاء الخارجي فيه الدلالة على طموح أبناء الإمارات ورغبتهم في تحقيق المستحيل دائماً، فمن يقول إن التغيير مستحيل في عالم الرياضة «ضعيف» ومن يرضى بالتجاوزات «ضعيف» ومن بإمكانه التغيير ولا يبادر بالتغيير «ضعيف» كذلك، اجتياز الفضاء والتحليق خارج الكرة الأرضية حدث يجب ان نستلهم منه في عالم الرياضة لتحقيق كل طموحاتنا المؤجلة وأحلامنا القديمة. 7- الكمالي *تابعت ما حدث على صعيد ألعاب القوى محلياً، والإيقاف الدولي الذي تم بالنسبة إلى المستشار أحمد الكمالي الرئيس السابق للاتحاد من لجنة النزاهة.. كيف ترى المحصلة؟- أنا متابع جيد لكل ما يجري في رياضة الإمارات، وتربطني بأحمد علاقة وطيدة، ولكن دعني أقول ليتني ما تابعت ولا عرفت ما جرى في هذه اللعبة من تجاوزات في الفترة الماضية، فخلال عامين لم نعد نسمع سوى تجاوزاتها وفضائحها، والسعي لأي منصب دولي مطلوب ومهم ولكن أن ينتهي الحال بهذه الصورة فهذا شيء مخجل، فبدلاً من ترك بصمة مضيئة لرياضة الإمارات صنعنا ملفات سوداء والمحصلة أراها لا تشرف ولا تليق، وبإمكانك أن تضيف ما جرى في هذه اللعبة الأولمبية المهمة التي تعتبر أم الألعاب لتدرك حجم التجاوزات في رياضتنا، فإذا كان هو أو سواه تجاوزوا فأين أدوار المتابعة والرقابة والمحاسبة المنوطة باللجنة الأولمبية والهيئة العامة للرياضة، إنها حالة من الفوضى بدون حسيب ولا رقيب، ويكفينا فضائح فسمعة الدولة أكبر من أي منصب دولي. 8- كرة القدم *أعرف أنك وصلاوي أصيل..كيف ترى ناديك حاليا؟- أنا أعشق الوصل بالروح والدم كما يقال، ومعه في السراء والضراء إلى ما لا نهاية، ومن وجهة نظري الإدارة الحالية برئاسة راشد بالهول تقوم بجهود جبارة، وإذا نجحت في تحقيق مركز بين الخمسة الأوائل سيكون إنجازاً خارقاً.*قلت له لماذا؟ فقال: - لأن ظروف وإمكانات الوصل أقل من منافسيه بكثير، وهذا ليس سراً، فما يتوفر له أقل بكثير مما يتوفر لفرق مثل شباب الأهلي والعين والجزيرة والوحدة، وهذه الفرق التي ذكرتها هي المؤهلة للمنافسة وتحقيق المراكز الأولى لأن الكرة بموجب الاحتراف أصبحت إمكانات مادية بالمقام الأول.*وما الفرق التي لفتت انتباهك حتى الآن؟- المنافسة ستفرز الأفضل، خصوصاً بعد أن تدخل المشاركات الخارجية وارتباطات المنتخب، لكن حتى الآن شباب الأهلي لافت بمستواه المستقر وكذلك الشارقة الذي أثبت أنه جدير بلقب الموسم الماضي، فشخصياً كنت أتوقع تراجعه لكنه برهن على أنه «الملك»، والجزيرة من المفروض ان يرتقي لمستوى أفضل مما عليه الآن، وأتمنى أن تحدث صحوة تعيد العميد النصراوي لسابق عهده، (وضحك وهو يقول) أما الإمبراطور فهو كبير مهما حصل. 9 - الجمهور *هناك مبادرات كثيرة في اتجاه استقطاب الجمهور كيف تراها؟- الجمهور لا يمكن استقطابه بأي مبادرات خارج حسابات الملعب.*ماذا تقصد؟- أقصد أن المستوى الفني للمسابقة، وللفرق هو السبيل الوحيد لجذبه إلى الملاعب، وأي مبادرات من خلال جوائز أو خلافه فهي ستوفر حافزاً مؤقتاً، وإذا غابت الجوائز سيغيب معها، فهي سلاح ذو حدين ولا يمكن الرهان عليها لمسافة طويلة، ومن السهولة ملاحظة أن جمهوري الوصل والعين ليسا بحاجة إلى مثل هذه المحفزات فهما يحبان فريقيهما وهما اللذان يقومان بالمبادرات لتحفيز اللاعبين من آن لآخر. 10 - الإعلام *أخيرا وليس آخرا..كيف ترى الإعلام وكيف تقيم دوره في المنظومة الرياضية؟- شهادتي في الإعلام الإماراتي مجروحة، فهو حاضر وفاعل ومؤثر، لكن الاستجابة مع طرحه ضعيفة، وهو شريك استراتيجي بالفعل في كل نجاح وهو أيضاً ضحية جاهزة في حال الإخفاق بدعوى الشحن الزائد أو التقصير لكنه بريء، وأنا أقرأ كل زوايا الرأي تقريبا وأقدر كل من يكتب بموضوعية ونزاهة وشفافية.

مشاركة :