فُجعت السعودية فجر أمس، بمقتل اللواء عبدالعزيز الفغم، مرافق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الشخصي، بعدما أطلق النار عليه صديقه في جدة. وأوضحت شرطة مكة المكرمة في بيان، أنه «في مساء السبت وعندما كان اللواء بالحرس الملكي عبدالعزيز بن بداح الفغم، في زيارة لصديقه تركي بن عبد العزيز السبتي، بمنزله بحي الشاطئ بمحافظة جدة، دخل عليهما صديق لهما يدعى ممدوح بن مشعل آل علي».وأضافت: «أثناء الحديث تطور النقاش بين اللواء (الفغم) و(ممدوح )، فخرج الأخير من المنزل، وعاد وبحوزته سلاح ناري وأطلق النار على اللواء عبدالعزيز الفغم، ما أدى إلى إصابته واثنين من الموجودين في المنزل، هما شقيق صاحب المنزل، وأحد العاملين من الجنسية الفيلبينية».وأشار بيان للناطق باسم شرطة منطقة مكة، إلى أنه «عند مباشرة الجهات الأمنية للموقع الذي تحصن بداخله الجاني، بادرها بإطلاق النار رافضاً الاستسلام، الأمر الذي اقتضى التعامل معه بما يحيّد خطره». وتابع: «أسفر ذلك عن استشهاد اللواء الفغم بعد نقله إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي، جراء إصابته من رصاص الجاني، وإصابة تركي بن عبدالعزيز السبتي سعودي الجنسية، وجيفري دالفينو ساربوز ينغ فيلبيني الجنسية الموجودين بالمنزل. كما أصيب خمسة من رجال الأمن بسبب إطلاق النار العشوائي من قبل الجاني، وقد جرى نقل جميع المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم وحالتهم مطمئنة». وأكد البيان أن «المختصة تواصل تحقيقاتها في هذه القضية».وحظي اللواء الفغم بشعبية كبيرة نظراً لارتباطه، وارتباط والده من قبله بحراسة ملوك البلاد. فقد كان والده بداح بن عبدالله بن هايف الفغم، مرافقاً شخصياً للملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز.وبعد رحيل والده، عن عمر 47 عاماً، حمل الفغم الابن راية مرافقة الملك عبدالله، لمدة 10 سنوات حتى وفاته... ليصبح لاحقاً الحارس الشخصي للملك سلمان، الذي أصدر في منتصف 2017، أمراً ملكياً بترقية الفغم إلى رتبة لواء. وذكرت صحيفة «عكاظ»، أن الفغم «التحق بكلية الملك خالد العسكرية مع بداية عام 1410هـ وتخرج فيها بنهاية 1412 وعيّن باللواء الخاص وتم نقل خدماته إلى الحرس الملكي بعد دمجه مع اللواء الخاص».وأضافت أن الفغم حصل على لقب «أفضل حارس شخصي على مستوى العالم، من قبل منظمة الأكاديمية العالمية».وظهر الفغم رسمياً آخر مرة خلال استقبال الملك سلمان لرئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، في جدة في 25 سبتمبر الجاري. ونعى عدد من أبرز المسؤولين السعوديين، الفغم، عبر حساباتهم في «تويتر».وكتب الأمير عبدالرحمن بن مساعد: «اللهم اغفر له وارحمه وأسكنه الجنة اللهم ثبته عند السؤال اللهم ألهم ذويه الصبر... إنّا لله وإنّا إليه راجعون... قدّر الله وما شاء فعل».وقال السفير السعودي لدى الإمارات تركي الدخيل: «صباح حزين في السعودية، لأن #عبدالعزيز_الفغم ليس مجرد حارس للملك، الفغم قيمة عائلية. السعوديون لا ينظرون إلى الملك كملك فحسب، بل كأب، ولا ينظرون إلى حارسه الأمين كحارس فحسب، بل كأخ بار بأبيهم». وكتب الأمير محمد بن سلطان آل سعود: «اسأل الله المغفرة والرحمة للأخ المخلص الوفي لدينه ومليكه ووطنه، اللواء #عبدالعزيز_الفغم سيظل اسمك محفورا في سجل الوطن، وستبقى في أذهان المخلصين ما دامت الحياة باقية». وقال بدر العساكر، مدير المكتب الخاص بولي العهد الأمير محمد بن سلمان: «اللهم تقبل أخي وفقيدنا اللواء #عبدالعزيز_الفغم من عبادك المخلصين، من عملوا للوطن وخدموه بإحسان.. اللهم تجاوز عنه، واغفر له، وارحمه برحمتك... وأسكنه جنتك. وإنا لله وإنا إليه راجعون».ونعى رئيس هيئة الترفيه، المستشار تركي آل الشيخ، الفغم بتغريدة، قائلاً: «الله يرحمك يا بطل.عشر سنين لم أر منك إلا كل خير وإخلاص. كنت معي على الهاتف اليوم وتضحك وتتكلم عن الرياض. رحمك الله رحمك الله يا أبوعبدالله. الحمدالله على قضائه وقدره. غير مستوعب أني لن أراك بعد اليوم!» وعلق عضو مجلس الشورى شقيق الفقيد، الدكتور نواف الفغم عبر «تويتر»: ‏«إنا لله وإنا إليه راجعون، انتقل إلى رحمة الله اللواء ‎#عبدالعزيز_الفغم، ونعزي مقام سيدي خادم الحرمين وسمو ولي عهده والوطن، والحمد لله على قضائه وقدره، وسيصلى عليه في الحرم المكي اليوم بحول الله، ادعوا له وسامحوه». وكتب بداح الفغم: «رحم الله عمي اللواء عبدالعزيز بداح الفغم، بعد مقتله حينما كان في منزل صديقه على يد صديق ثالث لهما (غدراً) وذلك مساء يوم السبت الحمدلله. رجل تشرف بخدمة وطنه وملوكه عن قرب، والشرف لنا جميعا بعد ذلك، إنا لله وإنا إليه راجعون».وقال بدر الفغم: «لله ما أخذ ولله ما أعطى وإنا إليه راجعون، انتقل إلى رحمة الله تعالى خالي عبدالعزيز بن بداح الفغم، إنا لله وإنا إليه راجعون». وتصدر «هاشتاغ» اللواء طويل القامة، مواقع التواصل في المملكة. وعبر المغردون، عن مشاعر الحزن والعز والافتخار بالحارس الملكي... كما انهالت أبيات الشعر من خلال الهاشتاغ، الذي تصدر الترند في دقائق وسجل مليون تغريدة. وكتب الإعلامي مفرح الشقيقي، خلال مشاركته في الهاشتاغ عبر حسابه على «تويتر»: «يبكيك شعب قد حرست ملوكه. وزرعت روحك حولهم أسوارا. ونقشت ذكرك في الشجاعة مثلما. نقش الزمان بأرضنا الأحرارا. ستظل رغم الموت فينا فارساً. إن الحياة تخلّد الأبرارا».