تجردت الميليشيات الحوثية من كل القيم الإنسانية، وأصبحت وحوشًا مسعورة لا دماء يسيل من لعابها سوى دماء الأطفال والمدنيين من نساء وشيوخ وعزّل؛ حيث بدؤوا ينهشون بآلات القتل التي في أيديهم ويوجهونها لكل اتجاه في الليل وقصفها دون هوادة، مستهدفين من يهتم بمصادر تأمين خطوط الغذاء والدواء من محال تموينية توفر الأطعمة الجافة من الخبز والعيش والقمح والمياه أو حتى مستشفيات ومراكز طبية وضعوا حياة المرضى والعاملين داخلها تحت خطر الموت والقتل. ووفق مصادر طبية لـالمواطن، فإن مستشفيات داخل مدينة عدن وخور مكسور وأبين ومواقع أخرى في الجنوب حوّلها الحوثيون والقوات الموالية لصالح لثكنات عسكرية لاقتناص الضحايا من شرفاتها ونوافذها، وقد أصاب هذه الميليشيات نوع من السُّعر الإجرامي الذي لا يسيطر المجرم فيه على أعصابه نتيجة تداعيات الهزيمة؛ فأصبح الاستقصاد والانتقام صفة لصيقة لهؤلاء القتلة. وفي هذا الإطار أكدت المنظمة الدولية للدواء أن المنظومة الصحية والغذائية في اليمن- وخصوصًا مناطق الجنوب، أصيبت بنوع من الشلل في خدماتها، وبدت صعوبات حادة يواجهها الفريق الطبي؛ مما أسهم في نقص حاد للمواد الغذائية والوقود والأدوية. وأكدت- في تصريح- أن الفرق الطبية والجراحية اضطرت لمغادرة مستشفيات حوّلها حوثيون إلى جبهات قتال. وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية للهلال الأحمر في اليمن سيدريك شفايتز: لقد أصابتنا الصدمة من قلة احترام جميع الأطراف للمستشفى الذي يُعد مؤسسة صحية محايدة، مضيفًا: لا ينبغي أن يحدث هذا تحت أي ظرف من الظروف، ولا ينبغي، تحت أي ظرف كان، استهداف المستشفيات أو استخدامها لأغراض القتال. وقد ظل فريقنا يعمل في هذا المستشفى لمدة ثلاثة أسابيع، غير أنه تقرر إخلاء المستشفى بعد أن أصبح جميع المرضى والموظفين عرضة للخطر. وفي ذات الإطار لم يقتصر الحد إلى عند استهداف لقطع إمدادات الدواء بل ضربوا خطوط الغذاء والطعام. وأكد مواطنون يمنيون ونساء يواجهن القهر تحت صيحات ومواء أطفالهن نتيجة شح المواد الغذائية، أن الجوع يفتك بهم في ظل تدهور المواد الغذائية ويهدد حياة الأرواح. وأشار الشيخ جمال بن عطاف أن الإندومي هو الغذاء الذي بدا يتداعى من محال البيع، وهو غذاء الأطفال الوحيد بعد نفاد الأغذية الأخرى ذات السعرات الحرارية، مطالبًا من قوات التحالف للإغاثة تأمين مواد غذائية. وبدت طوابير البحث عن الماء تمتد للكيلو مترات لتعبئة الراويات الصغيرة، بخلاف الطوابير الجائعة أمام المخابز والقمح والمواد الجافة، ولم تعُد تدرك ما حولها من شدة الظروف التي تعصف بالأوضاع المعيشية، مطالبين من المجتمع الدولي وقوات التحالف بإنقاذ حياة الآلاف من الأسر والعوائل ولو بفرض مناطق معزولة ومخيمات للاجئين تحت غطاء أمني مشدد وتوفير مناخ طبي وغذائي آمن. ويصف مراقبون في حقوق الإنسان أن الوضع الإنساني في اليمن يقترب كل يوم من كارثة إنسانية ولحظة انفجار ناسفة، سيكون ضحيتها الأطفال والنساء وكبار السن، خاصة وأن تداعيات لحمى الضنك بدت في اتساع رقعتها في المناطق الجنوبية؛ نتيجة الوضع المتردي وبقاء الجثث في الشوارع وقرب حاويات النفايات والقمامة. إلى ذلك وصف نائب رئيس الجمهورية- خالد بحاح- ما يقوم به الحوثيون والقوات الموالية لصالح بحرب إبادة وإحراق واستهداف للآمنين في مناطق جنوبية، وعليهم الانسحاب من المناطق المحتلة واحترام سيادة الشرعية للبلاد، معربًا عن قلقه من هذا الجرائم البشعة التي لن يغفرها لهم التاريخ، لافتًا إلى أن التدخل الإيراني على الأرض واضح وجلي. موضحًا أن ما يجري من سياسات قمع هو نتاج لأنظمة فاشلة لأكثر من ٦٠ عامًا، واليمنيون تحت هذه الصراعات والقتل والتدمير.
مشاركة :