شددت مناهج التعليم على احترام الذوق العام، وتبنيه كثقافة تضمنتها الكتب الدراسية في جميع المراحل، كالتوعية بمخاطر الانحرافات السلوكية، واحترام الأنظمة والقوانين العامة في شتى مجالات الحياة؛ إذ تضمن منهج المهارات الحياتية في نظام المقررات الثانوي موضوعات (تطبيق النظام والمحافظة عليه، الذوق العام، الوطنية والمواطنة، المسؤولية والتطوع).. وتأتي تحت تنمية الوعي المجتمعي والولاء الوطني. وشددت على أهمية إكساب المتعلم مقومات التنشئة التي تسهم في إيمانه بوطنه؛ فيصبح مواطنًا يحرص على النظام، ويشعر بمسؤوليته في تطبيقه، وتزوده بالمعارف والقيم والاتجاهات التي تنمي عنده معنى الانتماء والهوية الإسلامية، وتعمل على الارتقاء بذوقه العام في سلوكه الذي يساعده في كيفية التعامل مع الآخرين، واحترامهم، وتفهُّم وجهات نظرهم، وضرورة المشاركة الفعالة بتحمُّل المسؤولية في الظروف المحيطة به في بيته ومدرسته ومجتمعه. كما عززت وزارة التعليم دور البرامج والأنشطة التي تنفذها للطلاب والطالبات خارج إطار المنهج الصفي، ووضعت باعتبارها خمسة مجالات، تضمنت (الجانب القيمي، الجانب المعرفي، الجانب البدني، الجانب الوجداني، الجانب الاجتماعي). وأكدت معايير تطبيق حصة النشاط داخل مدارس التعليم العام المبادئ والمعتقدات والقيم التي تضبط علاقة الطالب مع ذاته ومع الآخرين، والبرامج التي تتضمن الخبرات المتصلة بالمعرفة والتعلم والبحث والتفكير واتخاذ القرار، إضافة إلى التشديد على الجانب العاطفي من خلال الأنشطة الفنية والأدبية والثقافية ونحوها، وكذلك البرامج المتصلة بالعلاقة مع المجتمع والبيئة.. وتتضمن برامج الخدمة الاجتماعية والعمل التطوعي، وبرامج علاج المشكلات المجتمعية. وحددت وزارة التعليم قواعد السلوك لطلابها في جميع المراحل التعليمية، كأدوات ضابطة لكل إجراءات التعامل التربوي مع مواقف وسلوك الطلاب بهدف تعزيز السلوك الإيجابي، وتقويم السلوك غير المرغوب فيه. كما عملت على تهيئة الأوساط التعليمية بتنفيذ مجموعة من ورش العمل الداعمة لهذا الاتجاه، والتشديد على أهمية التشارك بين المدرسة وولي الأمر لغرس السلوك القويم لدى الطلبة بما يؤسس لثقافة عامة، تحترم الذوق العام والأنظمة، ويتم تبنيها وسط تأييد مجتمعي. يُذكر أن لائحة الذوق العام التي صدرت مؤخرًا تضمنت 19 مخالفة، يعاقب مرتكبها بغرامات مالية، تراوحت بين 50 ريالاً وثلاثة آلاف ريال. وقد طالب الدكتور عيد اليحيى، الباحث الإنثروبولوجي في تاريخ الجزيرة العربية، من خلال برنامج يا هلا أمس وزارة التعليم بأن يكون لها دور أكبر في الفترة المقبلة من خلال غرس ثقافة التعامل مع السائح، وتهذيب سلوك الطالب بشكل عام. وأشار إلى أن ثقافة التعامل مع السياح الأجانب تكتسبها الشعوب مع الوقت، ولائحة الذوق العام تسهم في تعزيز هذه الثقافة. وأضاف اليحيى: التأشيرة السياحية إنجاز عظيم، وفرصة لتصحيح الصورة المغلوطة عنا لدى الغرب. لافتًا إلى أن "السعودية بها جميع أنواع السياحة الطبيعية، وتاريخ البشرية موجود عندنا". ودعا الشباب إلى أن يعوا المسؤولية الجديدة، وأن يسهم الإعلام الاجتماعي في تقديم صورة حضارية.
مشاركة :